قائد شیعی بارز فی الباکستان فی حوار مع وکالة أنباء رسا:
رسا /حوارات ـ أشار أحد قادة الشیعة البارزین فی الباکستان إلى عدم حضور إسرائیل فی مؤتمر واشنطن النووی، مع وجود الدعم الأمریکی الواضح لنشاط هذا الکیان الغاصب، ووصف هذا القائد الشیعی المؤتمر المذکور بالفاشل.

وأکد قائلاً: إنّ هذا المؤتمر هو تأکید للتعالیم الإسلامیة، التی تحث دائماً على نشر السلام والعدالة فی العالم، وتدعو البشریة لتجنب الحروب والنزاعات والعصبیات العمیاء.
وأضاف سید حسین حسینی قائلاً: لا یوجد فی نظریة الدفاع الإسلامیة مجال للسماح باستخدام أسلحة الدمار الشامل، مثل القنبلة النوویة، ویمکن إدراک هذه المسألة بالعودة لدراسة التاریخ والبحث فی الروایات والآیات القرآنیة، فالإسلام لا یسمح لأتباعه ـ حتى فی حالة الدفاع ـ استخدام الأسلحة التی تهدد الأجیال المتعاقبة.
کما أبدى سماحته قائلاً: لقد أکدت الآیات القرآنیة والروایات الشریفة على وجوب تجهز المسلمین بأکثر الأسلحة تطوّراً من أجل التصدی للأعداء، وأن لا یتوانوا فی هذا المجال، بشرط أن لا ینجروا نحو تصنیع واستخدام أسلحة الدمار الشامل وغیر المتعارف.
وأضاف قائلاً: إنّ الإسلام یؤکد على المسلمین فی حالة الحرب مع الأعداء بأن یستهدفوا جیش العدو فی ساحة المعرکة، ویتجنبوا استهداف الأطفال والنساء والأبریاء، وتدمیر الأراضی الزراعیة والبساتین والموارد الطبیعیة، کما أنّ الإسلام یؤکد على عدم قتل الهاربین من القتال والأسرى أو إیذاءهم، بالإضافة إلى أنّ القوانین الإسلامیة تؤکد تأکیداً خاصاً على عدم استهداف دور عبادة الأعداء.
وأدلى قائلاً: کیف یمکن لمن یعرف الأحکام الإسلامیة المتعلقة بالحرب، أن یتصور تجویز الدین الإسلامی لتصنیع واستخدام أسلحة الدمار الشامل.
واستطرد هذا العالم الشیعی الباکستانی البارز قائلاً: إنّ الإسلام أظهر من خلال قوانینه البناءة رغبته الکبیرة بالسلام، وأنّه لا یرید للمجتمع الإنسانی سوى الطمأنینة والاستقرار والتعایش السلمی بین أتباع الأدیان والمذاهب، لکن العدو لا یدرک ذلک وللأسف.
وأضاف قائلاً: إنّ أعداء الإسلام ـ بسبب عدم ارتیاحهم من انتشار الإسلام فی العالم ـ یحاولون اتهام البلدان الإسلامیة المتطورة ـ مثل إیران ـ بالتحریض على الحرب، والسعی لصناعة قنبلة نوویة، والترویج للإرهاب وأمثال ذلک، لیتمکنوا من خلال ذلک تشویه اسم الإسلام فی العالم.
ومن خلال إشارة حسینی إلى توجیهات ومواقف ولی أمر المسلمین حفظه الله فی حث إیران على الاستفادة من التقنیة النوویة، أکد قائلاً: إنّ إیران کانت تعلن دائماً أنّها ترید استخدام الطاقة النوویة من أجل الأغراض السلمیة، وإنّ العالم بأسره مستعد للتعاون معها فی هذه المسألة.
ومن خلال إشارة السید حسین حسینی إلى الخطاب المشوب بالتهدید والتحریض على الحرب الذی ألقاه باراک اوباما رئیس أمریکا، والذی هدد من خلاله إیران بالحرب النوویة، صرح قائلاً: یجب أن تسترد جائزة نوبل للسلام التی أعطیت لاوباما؛ لأنّ الکلام الذی صرح به اوباما لا یلیق أبداً بشخص بارز وصاحب منصب رسمی فی العالم.
ومن خلال إشارته إلى المؤتمر النووی الذی یعقد الآن فی واشنطن، أکد قائلاً: کیف یعقد اوباما هذا المؤتمر بحضور رؤساء بعض البلدان، مع أنّه یهدد إیران علناً بالحرب النوویة وهی أحد أعضاء منظمة NPT؟ فهل یمتلک الصلاحیة لهذا العمل؟
وقد صرح حسینی قائلاً: إنّ هذا المؤتمر سوف لا یجر بالنفع على هؤلاء، وهو مرهون بالفشل؛ لأنّ عملهم وسلوکهم مشوب بالتناقض، فهم من جهة یهددون بالحرب النوویة، ومن جهة أخرى یعقدون مؤتمر لمنع استخدام الأسلحة النوویة.
ومن خلال إشارته إلى عدم مشارکة الکیان الصهیونی الغاصب فی هذا المؤتمر، صرح قائلاً: إنّ الکیان الذی لم یوقع على أی معاهدة لمنع استخدام الأسلحة النوویة لا یمکن أن یشترک فی مؤتمر واشنطن، ومع کونه یمتلک 400 رأس نووی لا یتعرض للمعاتبة أو یوصف بالخطأ فی أی حال من الأحوال، مع أنّ إیران التی لم تمتلک أی قنبلة نوویة ولا تنوی صناعة ذلک، تخضع دائماً للرقابة، بل تهدد بالقنبلة النوویة أیضاً؛ لذا من الصعب الوثوق بأمریکا والبلدان الغربیة الأخرى؛ لأنّها لا تبحث عن السلام، کما أنّه من الصعب أن نتصور أن مثل هذه المؤتمرات یمکن لها النجاح، أو تکون مؤثرة فی مجال السلام والاستقرار.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.