03 September 2016 - 20:49
رمز الخبر: 423705
پ
الشيخ حسن المصري في حوار مع وكالة رسا:
أكد نائب رئيس المكتب السياسي في حركة أمل انه "كان الامام موسى الصدر دائما يتطلع الى المستقبل ويقول أن هناك مؤامرة تحاك على الأمة العربية والاسلامية، مع الاسف غيبوه لكي يغيب دوره لكنهم خسئوا وفشلوا لكون الامام موسى الصدر زرع بذرة المقاومة في لبنان مع فكرة العزة والكرامة للشعب اللبناني ونجح في جمع اللبنانيين حول بوتقة المقاومة".
نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "امل" الشيخ حسن المصري

أكد نائب رئيس المكتب السياسي في حركة أمل، الشيخ حسن المصري في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أن:  "قضية الإمام موسى الصدر هي ليست قضية رجل عادي له صفات إمتاز بها بعض القادة، بل قضية الإمام موسى الصدر هي قضية الأمة الاسلامية التي أراد العدو لهذه الأمة إبعاد قائدها وإبعاد الامام عن دوره المرسوم من الله سبحانه وتعالى، الامام موسى الصدر كان دائما يردد هذا القول بأن دوري مرسوم من الله، هذا نص قوله".

واضاف أن:" مسألة الحديث عن الامام موسى الصدر يتشعب ويطول كثيرا لكون الصفات التي  تحلى بها كثيرة جدا، منها العلم والسياسة والاستراتيجية الاسلامية وهذه الصفات كانت مختلفة عن بقية البشر، هو لم يكن إنسانا عاديا كباقي البشر، الإمام موسى الصدر هو إمام لكل المسلمين وحاول جاهدا أن يكون إماما لهم ويرعى شؤون المسلمين كافة، نحن تعرفنا على الإمام موسى الصدرفي  بداية السبعينات وشخصيا تعرفت عليه في النجف الاشرف عندما زارها أواخر الستينات، ثم تبين لنا في ما بعد إن هذا الرجل عملاق من عمالقة الامة الاسلامية التي سجلت أسمائها في سجل الخلود للاسلام المحمدي الصحيح".

وأوضح أن "الامام الخميني (قدس سره الشريف) قال في الماضي إن الامام موسى الصدر ولد من أولادي وهو تلميذ من تلامذتي الذين افتخر بهم وأعتز بهم، دور الإمام الصدر لم يقتصرعلى لبنان بل هو كان يحاول لرفع الظلم عن العالم الاسلامي وهو كان يشاهد الفتن التي تعصف بالشرق الاوسط اليوم، وقد يعرف الجميع أن دورالإمام موسى الصدرغيب وهو بدوره كان يحذرنا من هذه الايام التي وصلنا اليها، كان يؤكد أن المؤامرة على لبنان لن تنتهي بهذه الحدود فحسب بل هي مؤامرة مستوحاة من المؤامرة على فلسطين... كانت خطتهم تقضي بأن يهجروا المسيحين من لبنان الى كندا وتقام لهم دولة هناك ومن ثم يسكن في بيوتهم الفلسطينيون في الشتات و في الداخل الفلسطيني لكي يتحقق حلم اسرائيل والدولة اليهودية، هذه المؤامرة لن تنجح بفضل الامام موسى الصدر الذي أفشل مخططاتهم".

وبين أنه" عندما كنا اطفال ولا نفقه ما يقوله او ينصحنا به الامام موسى الصدر، لكننا كنا على خطاه ونستمع الى ما كان ينصحنا به لثقتنا بالإمام الصدر، كان دائما يتطلع الى المستقبل ويقول أن هناك مؤامرة تحاك على الأمة العربية والاسلامية، مع الاسف غيبوه لكي يغيب دوره لكنهم خسئوا وفشلوا لكون الامام موسى الصدر زرع بذرة المقاومة في لبنان مع فكرة العزة والكرامة للشعب اللبناني ونجح في جمع اللبنانيين حول بوتقة المقاومة، حيث جمع أهل الشمال مع الجنوب وجعل الشباب الشمالي من القاع يذهب ويقاتل جنبا الى جنب مع اهله في الجنوب بملء إرادة"؛ مضيفا أن" الامام موسى الصدرعلى مستوى لبنان كبير وعلى مستوى الامة اكبر وعلى مستوى المسلمين هو الشيء العظيم ومع كل الأسف إستطاع مجنون ليبيا أن يغيب الامام على الرغم من أنه لن يستطيع أي إنسان على تغييب دور الامام موسى الصدر".

و اشاد الشيخ حسن المصري بدور الإمام موسى الصدر التقريبي بين الاديان والمذاهب الاسلامية، موضحا أن" الامام موسى الصدر يكاد يكون الأوحد الذي دخل الكنيسة وصلى فيها، وبهذا التقارب إستطاع أن يتغلب على المؤامرة التي تحاك على المسيحين والمسلمين، الامام إستطاع بهذا الفهم أن يعيد البوصلة الأساسية الى مسارها الحقيقي على أن يكون العداء في لبنان مرتبط بالكيان الصهيوني فقط وكان يردد دائما أن ليس للبنان الا عدوا واحدا وهو الكيان الصهيوني، هذا الكيان الغاشم عدو المسلم والمسيحي، الإمام إستطاع أن يصلي في مسجد كفرشوبا التي فيما بعد هدمه الكيان الصهيوني والكل يعلم أن رواد هذا المسجد من السنة، كان الإمام أول رجل دين يصل هذا المسجد ويصلي على أنقاضه بعد إن هدمته اسرائيل وأراد القول لإخواننا السنة أنكم لستم وحدكم في هذه المواجهة بل إننا الى جانبكم ونحن معا كمسلمين ندافع عن بلدنا وندافع عن فلسطين وسوف ندافع عن جميع البلدان الاسلامية".

وأوضح أن" الإمام موسى الصدر عندما نظر وهو على أرض الواقع في لبنان، أن المؤامرة كلها تدورحول الجنوب اللبناني وحول مياهنا وثرواتنا الطبيعية بدأ العمل جاهدا، أصل نظرية تشكيل اسرائيل تقوم على شعب بلا ارض لأرض يجب أن نخرج سكانها منها هذه هي المؤامرة الدولية التي قامت عليها اسرائيل... الإمام موسى الصدر كان ينظر بعين الواقع على أن اسرائيل تغزوا الجنوب اللبناني كون الجنوب لقمة سهلة ويجب إبتلاعها لإسكان اليهود القادمين من الجانب الاوروبي، الامام موسى الصدر في وقتها أكد على تشكيل المقاومة ونحن بدورنا هكذا بدءنا بألامر، كنا نقول له لما المقاومة ولم يكن ولا شبر من الأراضي اللبنانية محتلا، نعم هوالامام موسى الصدر الذي انشأ اول مقاومة استباقية قبل دخول المحتل الى أراضيه".

وتابع أنه" كان يرد علينا قائلا تريدون أن ننتظراسرائيل تغزونا حتى ننشئ مقاومة؟، هكذا بدأت المقاومة على يد الشهيد مصطفى شمران، هذا العملاق الذي تعرفنا اليه وهو بطل قادم من مدرسة الامام الخميني والذي عاد الى طهران حتى يستفيد منه الشعب الايراني المسلم، لقد تدربنا وتعلمنا القتال على يده، ومن ثم بدأت أفواج المقاومة اللبنانية "أمل" وبدأت تواجه الكم الهائل من المشاكل الموجودة في وقتها في لبنان كون المشاكل بدأت عام 75 ميلادية والحرب البنانية كانت قد بدأت وابتلعت الاخضر واليابس معا، كنا نرى نيران الحرب تلتهب جميع المحاورالبنانية، الا محور حركة أمل التي كانت هادئة كونها كانت منشغلة بتهيئة ألأجواء من أجل القضاء على أحلام ومخططات اسرائيل ومواجهة العدو الصهيوني والذي كان ينوي نية سوء لهذا الوطن بها".

وبين أنه" كان الامام موسى الصدر يقرء مستقبل لبنان والأمة العربية و ما سيحل بها، الإمام موسى الصدر حدثنا عن كل ما يجري الأن على الساحة الاسلامية والعربية بحذافيرها وكأنه يرى بألعين المجردة ما تحيكهه أمريكا والغرب واسرائيل لهذه الأمة العربية البائسة والتي لا تعرف مصالحها ولاتعرف عدوها من صديقها والتي تحاول تغيير وجهة العداء من اسرائيل الى الجمهورية الاسلامية في ايران، هذه الدولة التي تعمل جاهدة من أجل الامة العربية والاسلامية و كرامتهما".

وحول الإمبريالية الأمريكة ورأي الإمام موسى الصدر فيه قال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة أمل أن" موجودين في وقتنا هذا من يظلمون الإمام موسى الصدرالذي طوال الوقت كان يحذرنا من المخططات الأمريكية، كان الإمام يعيش الحالة الدولية بحذافيرها، كان يردد أن نحن لسنا وحدنا في هذا العالم بل نحن في بحر من الأمم، فأذا علينا أخذ كل المكونات العالمية بألحسبان منها السياسية اوالبشرية اوالخدمية، الامام كان يردد دائما أني لو بأمكاني الإستفاده من الولايات المتحدة للفقراء لكنت استفدت منها ولم لااستعلمها في صالح الفقراء من شعبي، الإمام كان يريد أن يكون حاملا لأعباء الفقراء والمستضعفين حتى لو إستجاب الأمر التحدث مع السفير الأمريكي، كثيرا من السياسيين كانوا يلتقون بالسفيرالأمريكي لكنهم لا يتهموا بالعماله إذا ما معنى أن نتهم الإمام بألعمالة".

وحول مصير الإمام موسى الصدر واخر المستجدات حوله أكد الشيخ حسن المصري على أن" نحاول جاهدين وبكل ما اوتينا من قوة ونترجي من الحكومة اليبية أن لا تكون كسلفها تزيد غياب الإمام موسى الصدر ضبابية، نحاول جاهدين أن نضغط بكل ما مسموح لنا به كي تكون عملية كشف الحقيقة عملية واقعية وأن تكون منطقية... لا يمكن من ليبيا أن تقول لنا بحثنا عن الإمام ولم نجده، الإمام ليست حبة قمح او بذرة كي تضيع في منطقة ما وتغيب عن الانظار يجب على الحكومة الليبية أن تتعاون معنا وتساعد في ايجاد حل لهذه القضية".

وختم الشيخ حسن المصري، قائلا" اني لا أنسى أي لحظة قضيتها مع الإمام موسى الصدر، هذا الإمام العظيم الذي كان يسير في النهار والليل من شمال لبنان إلى جنوبه ثم إلى سوريا وكل بقعة من بقاع الأرض اللبنانية كي يسمع الاخرين رسالة السلام الذي كان يحملها، ولا أنسى تلك اللحظة التي جعلني فيها ممثلا له في منطقة النبعة بعد سقوطها على يدي حزب الكتائب، فيها أوصاني على حفظ كرامة الإنسان كان يهتم الإمام جدا بهذا الموضوع، كان يقول لي تصرف كيف ما تشاء مقابل أن لا تهان كرامة إنسان ما في أي مكان، وكان يتألم جدا أن يرى شخصا مسلما يكون مذلولا ويكون بحاجة الى شيء ولا أحد يستطيع أن يساعده فكان يهب وينصح جدا لمساعدة هكذا ناس على وجه الخصوص".۹۸۶۱/ع۹۱۲

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.