13 January 2017 - 19:15
رمز الخبر: 427152
پ
الشيخ صادق النابلسي لوكالة رسا:
بين رجل الدين اللبناني الشيخ صادق النابلسي أن "الجميع شاهد أن محور المقاومة ابلى بلاء حسنا خلال السنوات الماضية في مواجهة مشاريع الاستكبار العالمي الخطير على المنطقة وثقافتها، وأحسن محور المقاومة في مواجهة هذه التحديات وصولا الى هذه اللحظة التي يحقق فيها هذا المحور ارجحية جيده".
الشيخ صادق النابلسي

أكد رجل الدين اللبناني الشيخ صادق النابلسي في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أنه "من دون أدنى شك أن الداعمين وأدوات المشروع التقسيمي للمنطقة يعانون سلسلة من الازمات والاخفاقات وسببها يكمن في أن اهل هذه المنطقة يمنعون تقسيم هذه المنطقة، وايضا لا يريدون أن تتحول منطقتهم الى مناطق طائفية  حسب تقسيمات الاستعمار والتي ستخدمه بشكل مباشر ضد أنفسهم".

وتابع أن "الجميع شاهد أن محور المقاومة ابلى بلاء حسنا خلال السنوات الماضية في مواجهة مشاريع الاستكبار العالمي الخطيرة على المنطقة وثقافتها، وأحسن محور المقاومة في مواجهة هذه التحديات وصولا الى هذه اللحظة التي يحقق فيها هذا المحور ارجحية جيده ويعيد التوازن الى المنطقة خصوصا بعد تحرير حلب حيث أن بعد تحريرها تحركت عجلة التسوية بشكل ايجابي".

وبين أن "الغرب اليوم بات يعرف جيدا أن الارهاب لن يهدد فقط الشرق الاوسط بل يهدد العالم جميعا ويهدد الغربيين في عقر دارهم، فلابد من اجراء تفاهمات وتحالفات دولية جديدة تحد من تمدد الارهاب".

وأضاف أن "هذا الصراع والحرب الطائفية هي نتاج ارادة وتسخير الاعلام من قبل الاستكبار وأدواته في المنطقة، فمحور المقاومة مع شديد الاسف اعلامه ضعيف ولا يمكنه تبيين الحقيقة للعالم جميعا على أن هذه المعركة ليست طائفية او دينية، اذن يفترض  علينا أن نقوم بجهد اعلامي وثقافي اكبر لنعيد صياغة الخلاف الحقيقي بين محور يريد تكريس قيم الخير والتعايش بين الاديان ومحور اخر يريد تمزيق الواقع الديمقرافي والثقافي والديني في هذه المنطقة، وتكميلا لمسيرنا في محور المقاومة والمنتمين الى هذا المحور يجب أن يبذل جهدا اعلاميا اكبر لإيصال الحقيقة وفي واقع الامر بسبب سياسات محور الشر والاستكبار لا تصل الحقيقة الى شريحة واسعة من الناس، فكثير من الناس يظنون أن خلفية الصراع هي دينية او طائفية ومثلا يتصورون أن معركة الموصل وحلب بين السنة والشيعه".

وتسائل الشيخ صادق النابلسي أنه "كيف يمكن أن نعمل على اعادة المشهد الميداني الى حقيقته، والحقيقة أن صراعنا هو مع قوى الظلام التكفيريه التي مزقت الاسلام والبلدان العربية، يجب علينا اعلاميا أن نقوي هذا الجانب وأن نسعى الى وصول الحقيقة الى الناس... المشكلة ليست في المادة التي نقدمها، بل المشكلة تكمن في إننا عاجزون عن ايصال الحقيقة الى جميع شرائح المجتمع والمسلمين والذين يظنون أن الحقيقة في مكان اخر، نحتاج الى اعادة توجيه اصابع الإتهام الى داعش واخواتها التكفيرية وهذا الامر يحتاج الى جهد عظيم".

وأكد أن "محور المقاومة بجميع اركانه، يعمل ليل نهار من اجل تثبيت القيم الحقيقية من اجل التعايش السلمي بين المجتمعات وكل ما يقال عن الحرب الطائفية هي مجرد اكذوبه من قبل الاستكبار وادواته لكي ينالوا من هذا المحور الذي هدم مشاريعهم وارجعهم الى الخلف، لا وجود للقتل على الهوية والطائفة والمذهب، هناك اعلام يضخم الامور ويجعلها اكبر من حجمها".

وتابع أنه "يحدث اصطفاف في جانب المحور الاخر على مستوى النخبة السياسية وعلى مستوى النخبة العلمائيه على غرار الاصطفاف الإعلامي لضرب المقاومة، هذه الاصطفافات الحادة هي التي تمنع قول الحقيقة وتمنع الاخرين من معرفة الحقيقة، المشكلة الكبيرة التي نواجهها اليوم هي أن عدد كبير من علماء هذه الامة إما صامتون وإما صامتون محايدون وإما يقفون في جانب تعميق وتعزيز الفتنة مع شديد الاسف، بينما عملهم يجب أن يكون في جانب توحيد الامة الاسلامية ولم صفوفها ومنعها عن التقسيم، القرضاوي ممكن أن يكون مثالا على التمزيق الذي يحصل في جسد هذه الامة، هو وامثاله يدعمون الفرقة والفتنة بين السنة والشيعة، ويستمرون بخطابهم التفريقي والتقسيمي".

وأوضح أن " الكل اليوم مسؤول بتقويم الخط الوحدوي وبتبيين الحقيقة كما هي، علماء المسلمين اليوم عليهم مسؤولية مضاعفة في هذه الظروف كوننا لسنا امام تحد سياسي من عدو خارجي بل نحن أمام عدو داخلي يتمظهر بكثير من الاشكال، منها داعش والنصرة والجماعات التكفيرية الاخرى، هذه الفرق ترفع شعارات اسلامية لكنها في الواقع تمزق الاسلام بعمقه، المسؤولية الكبرى هي على عاتق علماء الاسلام الحقيقيون، ليبينوا للناس حقيقة الامر ويبعدوهم عن الشك والشبهه، والثاني أن يقفوا بوجه الباطل، يجب أن يبتعد عالم الدين عن قول الكلام المضر او المشبوه ويجب علينا أن نعمم هذه الثقافة الدينية الوسطية كي ننعم بحياة جميلة وبشعب يحب الحياة والدين ويحترم الاخر".

وختم الشيخ صادق النابلسي كلامه عن سياسات بعض الدول العربية الموالية لامريكا واسرائيل قائلا أن "بعض دول الخليج وتركيا تدخلوا على خط الفتنة في لبنان واشتروا بعض الشخصيات واعطوهم الاموال وسخروا لهم الاعلام لكي يحركوا ويحرضوا الشارع اللبناني ضد المقاومة ومحورها، لكن إنتصارات المقاومة في سوريا والعراق وقوة المقاومة في لبنان منعت كثيرا من هذه المخططات من الوصول الى مشاريعهم، واليوم تبين أن سياسات هذه الدول في المنطقة وتحديدا ضد محور المقاومة في لبنان قد بائت بالفشل واليوم الجميع يعتبر اصوات الموالين لهذه السياسات هي اصوات نشاز واصوات تدعوا الى الفرقة".(9861/ع922/ك719)

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.