أكد أمين عام حركة التوحيد الاسلامية الشيخ بلال شعبان في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أنه "لطالما استغل العدو عبر التاريخ الكثير من نقاط الضعف في داخل امتنا الاسلامية، استغل نقاط قوتنا وحولها الى ضعف، فنحن نمتلك تنوع انسانيا من اروع ما يكون في العالم، وهو تنوع على مستوى المذهبي والعرقي والطائفي والمناطقي، وهذا التنوع ليس تنوع الغاء الاخر، لكن بكل اسف هناك من بدء يتمركز خلف العناوين الصغرى، فكانت التموضعات السنية الشيعية العرقية الاسلامية العربية محطة لاستغلال العدو لنا، ما حدث اليوم هو أن العدو يدخل من خلال هذا التنوع من اجل احداث ما يسمى بالحرب بالوكالة".
وأضاف أن" ما يريده العدو منا هو أن نتقاتل في ما بيننا ونترك العدو لحاله، قال الله تعالى أنه "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا" اذا يجب أن تترك هذه الصراعات جانبا ونتجه نحو الامة الاسلامية الواحدة... هناك يوجد الكثير من الاسباب التي ادت الى ظهور حركات الغلو والتطرف في مختلف الاديان والمذاهب، من بينها تطرف الغلو الفكري يظهر الانسان حريصا كل الحرص على دينه ومذهبه لكنه في واقع الامر يكون سبب بلاء على امة وناسه ودينه بسبب هذا الغلو والتطرف، يجب أن تعالج مسألة الغلو على المستوى الفكري وبالنقاش والطروح الفكرية".
وبين أن "الحركات التي تدار من قبل اجهزة امن الدول الاستكبارية والعربية والاقليمية، حركات يجب أن يتعاطى معها على الخلفية الامنية التي تتعاطى به معنا تلك الحركات، وكثيرة هي تلك الحركات التي تستغل وتستخدم لضرب الداخل بعناوين دينية ومذهبية لكن يستغلها بشكل عام الكفر العالمي ويستغلها على قاعدة "فرّق تسد"... مسؤوليتنا جميعا أن نحتكم الى العقل والى ثوابتنا التي تقول ربنا واحد وديننا واحد وقراننا واحد، و بالتالي كلنا بشر ولا يستطيع أحد أن يحاسب احدا وقال تعالى " قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا".
وحول محاربة المظاهر الاسلامية في الدول الاروبية وحظرها في تلك البلدان قال الشيخ بلال شعبان أن "ذكر رب العباد في محكم كتابه " فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"، الغلو والتطرف الذي وزع في جميع بلدان العالم يمينا ويسارا ووزعت من خلال الدول المصنعة للغلو وللجماعات المتطرفة، ارادت تلك الدول أن تضرب عصفورين بحجر واحد، الاول أن يضربوا وحدتنا في الداخل وثانيا أن يشوهوا صورة الاسلام، كان في السابق هناك حديث عن أنتشار الاسلام بسرعة فائقة في الغرب وامريكا إذا كيف عليهم أن يوقفوا تمدد الاسلام؟ كيف لهم أن يوقفوا اسلام المنطق والرحمة والذي يساوي بين جميع فئات الشعب والوان البشرات والقوميات، اذا لابد من ضرب الاسلام بإضعاف صورته على يد الذين يقطعون الرؤوس والايدي ويحرقون من يشائوا ويظهروا الاسلام وكأنه مشروع من مشاريع الهمجية والعنصرية التي امتاز بها إنسان القرون الوسطى، فبهذا التشويه وصلوا الى حظر المظاهر الاسلامية في البلدان الغربية".
وحول مواجهة الفكر المتطرف والجماعات المتطرفة أكد الشيخ بلال شعبان على أن "المواجهة يجب أن تكون بالمثل، يعني يوجد هناك فضائيات اذا يجب أن تواجه تلك الفضائيات بعمل اعلامي ممنهج، المواجهة العسكرية يجب أن تواجه بالعسكر والمواجهة الفكرية يجب أن تواجه بالفكر، اليوم بكل اسف هناك الكثير من من يزرعون الشقاق والنفاق في امتنا، لذلك ترى فضائيات الاسلام الامريكي والتشيع البريطاني تنتشر في شرق الارض وغربها لتغوي الناس وتجعلهم مختلفين في ما بينهم، مسؤوليتنا أن ننشر فتاوى الامام والعلماء الصالحين الذين يحرمون الانتقاص من زوجات النبي والذين يحرمون الانتقاص من اهل بيت النبي ويحرمون التكفير ويحرمون قتل الناس من دون ذنب كي يفهموا الناس أن الدين الذي جاء به المتطرفون هو من صنع الاكاذيب والتحريف".
وتابع أنه " يجب أن نسلط الضوء ونوجه الناس ونفهمهم أن ليس كل ما يجري هو مرتبط بتاريخنا وبما حصل قبل الف واربعمائة عام بل ما يجري اليوم هو صراع استكباري غربي يريد أن يهيمن على منطقتنا وسبيلهم للتفرقة بيننا هو الصراع المذهبي، يجب أن نوعّي الناس ونوضح لهم أن ما يجري يدخل في هذه الدائرة وليست خارجها، بدليل أن مثل هذه المجموعات والفضائيات متخاصمة ومتقاتلة في ما بينها، لو أراد الله، لجعل الناس امة واحدة ولجعلهم من لون واحد كي لا يختلفوا عن بعضهم البعض لكن ما تريده هذه الجماعات هو أن تجعل كل شيء متشابه وتجعل الناس كلهم من لون واحد وفرقة واحدة وقول الله عزوجل يفند ادعاء هذه الجماعات المتطرفة ذات الشكل واللون الواحد".
وتابع أنه "كما قال سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى اله وصحبه أن لا فرق بين عجميا وعربي الا بالتقوى، يجب أن نوحد الامة تحت عنوان التقوى ويجب أن يكون هدفنا هو مرضاة الله وعلى المستوى السياسي هو تحرير القدس وعلى المستوى الاجتماعي مسح كل انواع الفقر والبؤس والتخلف والجهل وهذا كله ما كان يفعله حزب الفضول الذي ادعا الرسول أنه لو دعي اليه للبى دعوتهم".
وحول دور الفكر الوهابي السعودي وادعاء محاربة هذا الفكر من جانب السعودية قال أن "اساس الدين عند الله هو من قال لاالله الاالله مخلصا له وعلى ذلك سوف يدخل الجنة، قد تكون هناك الكثير من اثار الغلو والتطرف في مختلف المذاهب والاديان، لكن المشكله الاساسية هي في التطبيق العملي على ارض الواقع، وطالما الانسان لم يمارس الغلو والتطرف لم يك لاحد له دخل بذلك الانسان، ما يجري الان في المنطقة هو صراع سياسي، وهذا الصراع بدء منذ عام الف وتسعمائه وتسعة وسبعين بعد ثورة الامام الخميني رحمه الله، حيث أن السعودية لمست الخطر من جانب توسع ايران الاقتصادي والاقليمي والشعبي، السعودية اليوم تريد أن تقف في وجه الجمهورية الاسلامية بكل ما اوتيت من قوة، وزير الخارجية الايراني تكلم عن مشروع حوار وأنا اعتقد أن كل مشروع حوار هو اساس الحل عندنا، ولا يمكن أن ينجح هذا المشروع الا بعد أن يطمئن جميع الاطراف، الطمأنة لا تحصل مع وجود قوات الدول استكبارية الموجودة في دولنا العربية والتي تتحكم في مصيرنا كيف ما تريد، يجب أن نخرج هذه الدول مع جيوشها من دولنا كي ننعم ببعض الطمأنة، يجب أن نخيب ظن العدو ونجعله يهابنا، لا لسياسة التخويف والتمزيق نعم لسياسة الوحدة ونعم لسياسة التعاونوا على البر والتقوى".(9861/ع922/ك924)