12 February 2017 - 14:54
رمز الخبر: 427992
پ
الدكتور محمود الدحروج في حوار خاص مع راسا:
أكد المفكر الاسلامي المصري على أن "لو كانت الحركات الإسلامية فى العالم صادقة ومخلصة ولا تتصف بالأنانية وتريد العودة للإسلام فى بلاد المسلمين لتحالفت مع هذه الدولة الإسلامية في ايران وعملت فى طولها لا فى عرضها وأكيد يكون النجاح هو حليفها ولكن ماحدث هو نفس مافعله اليهود مع الرسول (ص) فى المدينة مع علمهم بصدقه حاربوه حسدا من عند أنفسهم فأذلهم الله ونصر رسوله".
الثورة المصرية

أكد المفكر الاسلامي الدكتور محمود الدحروج في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أن "أهم ما يميز الثورة الاسلامية في إيران هو وجود القيادة العلمائية المؤمنة الزاهدة والتي تعرف ما يحيط بها وهذه القيادة لها رؤية إسلامية واضحة ومنطقية وعقلية مرتبطة بالسماء والجماهير تدعم هذه القيادة وتؤمن بهذه الرؤية وتتوكل على الله وتؤمن بمبدء لا شرقية ولاغربية وربانية نهجها وبها استطاعت إستيعاب كافة الجماهير".

 

وتابع أن "ولاية الفقيه من أهم عوامل نجاح الثورة والدولة ولكن ما حصل فى المنطقة العربية كانت هناك  مجموعات عشوائية ورؤى مختلفة من علمانية ويسارية وأموية وهابية وهي التي افشلت هذه الثورات، ففي الثورات العربية للم تكن توجد قيادة موحدة بل كان كل فريق يحركة الشيطان من الخارج، وحتى التجمعات الإسلامية رؤيتها غير منطقية لأنها تنطلق من فهم أموي للإسلام جعل الجماهير تمتعض من تصرفاتها وتخشى من سيطرتها على الحكم".

 

وأضاف أنه "بلا شك أن الثورات العربية كانت لا تتبع ثقافة واحدة وبالأحرى لا توجد رؤية واحدة لها، كانت تجمعات عشوائية كل تجمع يتبنى مفاهيم تعارض المجموعة الأخرى وخاصة هؤلاء الذين تحركوا عن طريق الغرب وأمريكا لا يهمهم الإسلام بل هم عائق ضده وحتى الإسلاميين كانوا يتبنون رؤية تجعل الاخر أكثر قدرة على ضربهم وعزلهم بعد تشويه صورتهم، فعلا هؤلاء إسلامهم منقوص وبعيد كثيرا عن الإسلام المحمدي الأصيل والأدهى من ذلك هم مصرون على أنهم على الحق والآخر على الباطل".

 

وتابع أن "فقدان القيادة هو أهم عامل في فشل الثورات العربية وأيضا هو اهم عامل بعدم تبني رؤية صحيحة وعلاوة على عامل القيادة كان عامل اخر مؤثر وهو تشتت الجماهير ساعد اعداء الثورة على تشويه الصورة وضربها جماهيريا، وهذه الثورة لو كانت إنطلقت من عند نهاية الثورة الإيرانية وتحركت بمبايعة الولي الفقيه لكان هناك وضع آخر".

 

وحول وصول حركة اخوان المسلمين الى سدة الحكم وفشلهم أكد أن "الإخوان المسلمين جماعة وهابية سلفية طائفية ومن سوء حظهم إختاروا مرسي رئيسا لهم، مع انه ليس سياسيا ولا إداريا ولا يفهم إلا الإسلام الأموي المتحجر فمثلا ماعلاقة الصحابة بمؤتمر دول عدم الإنحياز بطهران أبسط شيء لكل مقام مقال، ماهذا الحقد الدفين على الشيعة وخاصة الرئيس السوري بشار الأسد في كل كلمة له يهاجم سوريا ويطالب بسقوط بشار ولم يتم الإعتداء على الشيعة بهذه الوحشية إلا في عهده حتى حينما زاره الرئيس نجاد لم يستطع حمايته وقام بعض الوهابيين بالتعرض للرئيس نجاد، هذا مستحيل أن يحدث مع السيسي أو حسني أو أي رئيس آخر".

 

وأوضح أن "موقفهم من إسرائيل وسفارتها بمصرايضا عجيب، لم يتخذوا أي موقف وكانت علاقتهم بأمريكا فيها شيء من الإنسجام والإتفاق ولكن مرسي قام بقطع العلاقات بين سوريا ومصر فسياسته الخارجية كانت أسوأ، وكيف لرئيس جمهورية يجلس في إجتماع يعتقد انه سري وهو منقول على الهواء وهذا حينما كان يناقش قضية سد النهضة، كل هذه الاحداث تؤكد لنا أن جماعة الإخوان أمنيا مخترقة وثقافيا مفاهيمهم عن الإسلام مغلوطة وسياسيا أيضا لا يستطيعون قيادة دولة، بالإضافة  الى أن مرسي كان فى وادي والدولة في وادي آخر وكانت مخاطبته لعشيرته الإخوانية فقط ولهذا أصبحت الشرطة والقضاء والجيش ضد مرسي والجماهير ثارت عليه لأن إختياره كرئيس ليس في محله وهو غير مؤهل لذلك".

 

وقال أن "أن جماعة الاخوان المسلمين طائفيون ومذهبيون وغير مدربين أمنيا وسياسيا ولايوجد عندهم فقيه بل مرشدهم هو رجل من عامة المسلمين لدية بعض الثقافة الوهابية وينطلق من المفاهيم الأموية ويتصرف كما يتصرف أي شخص غير إسلامي...الحكومة الاسلامية لن تأتي على دفعة واحدة ولكن هناك مراحل والمهم هي البداية، أهل الكهف طالبوا بالتغيير وحدث التغيير بعد 309 سنة والرئيس السيسي يطالب بتغيير الخطاب الديني وهناك كثير من رجالات الأزهر الذين يعرفون الكثير من الحقائق ولكنهم يخشون من الظهور فمجرد أن يسمح بحرية التفكير والإعتقاد من السهل على الشخصية المصرية أن تتبني النهج الإسلامي على خطى أهل البيت (ع)".

 

وأكد الدكتور محمود الدحروج على أن "هناك يقين أن علاقات مصر وإيران ستكون في أحسن حال وسيتم قطع علاقات مصر بإسرائيل لأن المصريين يعلمون كم تفسد إسرائيل في البلاد وتخرب وتدمر الحرث والنسل لأنها تخشى أن تكون مصر دولة قوية ولهذا تعمل بكل خبث على إعاقة اي تطور أو نمو بل تخرب وتدمر وتقتل وتنشر كل المفاسد والخطورة في علاقة مصر بالسعودية لأن السعودية تستغل الساحة المصرية لنشر الوهابية مقابل بعض المساعدات وبعض العمالة عندها وهذا من أخطر الأشياء على شباب مصر الذي يعتنق المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وخاصة الذين يعملون في منطقة الخليج".

 

وأضاف أن "كل ما تفكر به حركة الاخوان المسلمون هو إقامة خلافة على النهج الأموي أو العثماني حتى هذا الحلم صعب التحقيق أقصى ماقاموا به هو دولة كالسودان أو أفغانستان أو داعش أو السعودية، والذين هم الممهدون للسفياني في آخر الزمان، أما الإمام الخميني (قدس سره) قال بالإسلام المحمدي الأصيل بعيدا عن كل الخلافات والإنحرافات التي حدثت بعد ذلك، وكل الجماعات والفرق الإسلامية إن كانوا صادقين فعلا فعليهم ان يسيرو في طول الخط الخميني لا في عرضه لنبني معا القوة الإسلامية العالمية التي تمهد للإمام الحجة المهدي (عج) حتى تسود العدالة في الأرض، فمن يعشق الحسين (ع) ويصرخ يوميا ويقول ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما ها هو خط ولاية الفقيه على درب الحسين يسير، فعلى كل الفرق الإسلامية سنة وشيعة إن كانوا خالصين النية لله سبحانه أن يلتفوا حول هذه النواة الصلبة التي شيدها السيد روح الله الموسوي الخميني المقدس وينطلقوا على الدرب المرتبط بخط الأنبياء والأوصياء والصالحين حتى ظهور الحجة (عج)".

 

 

وأضاف أنه "لو كانت الحركات الإسلامية في العالم صادقة ومخلصة ولا تتصف بالأنانية وتريد العودة للإسلام في بلاد المسلمين لتحالفت مع هذه الدولة الإسلامية في ايران وعملت في طولها لا في عرضها وأكيد يكون النجاح هو حليفها ولكن ماحدث هو نفس مافعله اليهود مع الرسول (ص) في المدينة مع علمهم بصدقه حاربوه حسدا من عند أنفسهم فأذلهم الله ونصر رسوله".

 

وحول متبنيات الامام الخميني رحمه الله في الدولة الاسلامية وحول ما فعلته جماعة الاخوان في مصر بعد الثورة قال أن "الإمام الخميني المقدس اغلق السفارة الإسرائيلية وأقام مكانها السفارة الفلسطينية وجعل القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للمسلمين وجعل الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوم القدس العالمي حتى يلفت إنتباه العالم الإسلامي بقضية القدس ولكن جماعة الإخوان أغلقوا سفارة سوريا الشقيقة وحافظوا على سفارة العدو الصهيوني بالقاهرة التي تنشر الفساد والخراب والدمار بمصر، الإمام أيد الشباب الثوري الذي إحتل وكر التجسس الأمريكي بطهران أما الإخوان حافظوا على وكر التجسس بمصر بل كانوا يطلبون وده ورضاه، الإمام الخميني طالب الجماهير الإسلامية بالتقيد بالتكاليف الشرعية بل قال أن كل مسلم بل كل مواطن عليه القيام بتكليفه الشرعي دون النظر إلى النتائج ومهما كانت النتائج أما الإخوان أساسا لايعرفون التكليف الشرعي لأنهم لايتبعون الفقية".

 

وتابع أن "كان من ضمن مبادء الإمام الخميني التبني المستمر لقضايا المستضعفين في العالم عامة والدفاع عن مواقعهم وقضاياهم بكل السبل الممكنة والعمل على إنقاذهم ورفع الحرمان عنهم وتأمين العدالة الإجتماعية لكن في الجانب الآخر قيل لأحد رموز الإخوان وهو عضو بمكتب الإرشاد وأستاذ جامعي بالأزهر "ما هو رأيكم بالثورة البحرينية ؟؟ قال إنها ليست ثورة لأنهم شيعة"، ولكن الإمام إصر على وحدة المسلمين ومحاربة محاولات بث الفرقة بين الشعوب الإسلامية بل وحدة المستضعفين في العالم في مواجهة المستكبرين ولكن الإخوان طاروا إلى تركيا وطلبوا ود أمريكا والغرب وتقربوا إليهم بتدمير سوريا لتفكيك الخط المقاوم لبناء الهلال السني في مواجهة الهلال الشيعي ولتتناحر الأمة الإسلامية فيما بينها لتسيطر إسرائيل على كل المنطقة بغباء هذا الخط الأموي".

 

وختم الدكتور قائلا أن "الامام رحمه الله رفض الدخول لأي قصر من قصور الشاه المقبور أو أي قصر آخر وطلب أن يسكن في منزل متواضع يفي بالغرض أما مرسي في مصر سارع إلى القصر الجمهوري ليحتله مكان الفرعون الذي سبقه ولم يخرج منه إلا بالقوة المسلحة التي إقتادته إلى السجن الذي يرقد به حتى الآن".(9861/ع923/ك1190)

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.