أشار الباحث الديني المصري الاستاذ محمود دحروج في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء الى الشبهات المطروحة حول الحكومة الاسلامية ومقارنتها بنظيراتها الغير اسلامية أو الغير دينية على أن "الدين الإسلامي وخاصة نهج الإمام الخميني المقدس لا يختلف مع العقل والمنطق بل لا يختلف مع الفطرة الإنسانية وهو يقتدي بنهج أهل بيت النبي عليهم السلام الذين يمثلون الإنسان الكامل الذي بافعاله يجتذب كل منصف ومؤمن ورباني وفطري وحتى العدو أيضا، ومنذ اللحظة الأولى أعلنها الإمام الخميني، لا لكل الإنحرافات التي حدثت في التاريخ الإسلامي بل قالها بالحرف الواحد وأكد على العودة للإسلام المحمدي الأصيل".
وتابع أن "الدين الإسلامي على نهج الإسلام المحمدي الأصيل هو دين إنساني فطري وعالمي يستوعب الآخرين سواء كانوا من اليهود أوالمسيحيين والاخرين".
وبين أن "الحكومة الدينية القائمة على الفطرة الإنسانية وعلى العقل الناضج تسير على مدارج الرقي الإنساني وتتخذ من الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم والإمام علي عليه السلام نبراسا وسراجا للأخذ بيد الإنسانية نحو الكمال البشري الذي فطر الله سبحانه الإنسان عليه، فالحكومةالاسلامية تخدم البشرية وجاذبة للنفوس ومطمئنة وتبعد الخوف عن الإنسان، ولا علاقة لها بالتوحش الذي حدث في الحروب الصليبية ولا الذي حدث من الإسلام الأموي، وهاهي تجربة الإمام الخميني المقدس في الجمهورية إلاسلامية بإيران وها هو حزب الله اللبناني الذي يسير على الخط الخميني... أعلنها الإمام الخميني ربانية إلهية ضد الظالمين ومع المستضعفين ومع الإنسانية لإعادة البشر إلى حظيرة الإنسانية، لا بالعنف ولا بالإرهاب كما يفعل الآخر ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة على نهج النبي وأهل بيته الكرام".
وحول الشبهة المطروحة حول أن السياسة أو المراكز السلطوية بطبيعتها تؤدي إلى القطيعة بين علماء الدين والمجتمع، إذا ما صار علماء الدين في مركز السلطة، بين الدكتور محمود دحروج أن "ولاية الفقيه على نهج الإمام الخميني "قدس سره" هي جاذبة للقلوب وجماهيرية بما تمتلكه من زهد وحب وعطاء للجميع ولا علاقة لها بالسلاطين الذين يخافون من الجماهير للظلم الواقع من قبلهم على الجماهير، فهم يكرهون الجماهير والجماهير تكرههم، لأنهم يستعلون على الناس ويستكبرون عكس خط ولاية الفقيه العادل الزاهد المدبر الذي يشعر الإنسان بالحب، ويعتبر المسؤول في هذا النهج خادم لا حاكم ولهذا تلتف الناس حوله ويحبونه ويحبهم".
وحول فشل بعض الحكومات الدينية والاسلامية في ادارة الدولة والشبهه حول تشوية صورة الدين امام المجتمع، قال أن "الأحزاب الدينية التي فشلت كما في السودان وفي أفغانستان رؤيتها الدينية منقوصة وخاطئة وتتبنى مفاهيم لا علاقة لها بالإسلام، أما خط الإمام الخميني رحمه الله هو خط رباني مرتبط بكل الرسل عليهم السلام ومن مبادئه الوحدة بين المسلمين بل الوحدة بين المستضعفين في كل المعمورة"، متسائلا أن "الفقيه العالم الزاهد الذكي المرتبط بالأنبياء والأولياء والذي يمطر الإنسانية حبا ونورا وبركة ويأخذ بأيديهم لخط الأنبياء والأولياء والصالحين، أليس أفضل ممن يأخذ بأيديهم لطريق الفساد والشياطين؟ ويبث بينهم الكراهية والعداوة ويستغلهم لمصلحته ومصلحة من حوله".
وتابع أن "الدين الحقيقي لا يختلف مع فطرة الإنسان ولا عقله وهو يجعل الجماهير تعطي أقصى ماعندها بحب، لا بخوف، بل بإيمان قلبي ولا بإكراه، فالدولة الدينية على نهج ولاية الفقيه هي دولة محمد صلى الله عليه واله وسلم وهي دولة على عليه السلام، لا دولة بني أمية أو غيرهم من المنحرفين".
واوضح أن "الإلتزام ضروري وأساسي في كل مجالات الحياة ليكون المسؤول إنسانا قبل كل شيء، لا أن يكون لصا ولا قاتلا ولا مجرما ويكون لديه الضمير والملكة التي تمنعه من الإنحراف وتمنعه ايضا من تحويل الوظيفة لنهب أموال الشعب والتسلط على الجماهير، والتخصص كل في مجاله، حتى لا يحدث الفساد لأن مسؤول فاسد واحد يدمر جهود كل من خلفه وكل المحيطين به، فالمبدأ مهم وضروري في كل عامل من عمال الدولة وهذا عنصر قوي لبناء الدولة وكذلك التخصص حتى يتقن كل فرد عمله".
وتابع أن "هذا يحدث فعلا في الخط الوهابي الأموي حيث يقوم بتطبيق النص بعيدا عن العقل وقد يكون النص مكذوبا لا علاقة له بالدين، وفي كتبهم قد تجد نصا يناقض نصا آخر وبعيدا عن روح العصر ومع روح البداوة والكراهية، مما يجعل الجماهير تنفر منهم وتبتعد عنهم، ولكن في خط الولاية على طريق أهل البيت عليهم السلام وخاصة في خط الإمام الخميني رحمه الله تجد المنطق والفهم، ودراسة تاريخ الائمة وسياستهم وتجربتهم وأخذ العبرة من حياتهم للعظة وإستخلاص المبدأ في الواقع، وتجد ايضا الحب والروحانية مما يساعد على التفاف الجماهير حول القيادة الرحيمة بهم".
وختم الدكتور دحروج قائلا أن "أهم عامل في نجاح الدولة هو إرتباط المسؤول بالجماهير وحب الجماهير له وحبه لهم، قام احد الصحفيين بسؤال الإمام الخميني هذا السؤال فرد عليه الإمام وقال نحن نعرف الفقه ولكن ماذا يعرف الحكام الحاليين؟، خط ولاية الفقيه على دراية بالتاريخ والسياسة والفلسفة وشرط من شروط ولاية الفقيه هو أن يكون ملما بما حوله".(9861/ع922/ك722)