
أقيم في مدينة قم المقدسة في مجتمع المين للدراسات الحوزوية ندوة علمية تحت عنوان مراجعات في خطاب مشروع الربيع العربي وحظر هذا المؤتمر جمع من الاستذه الجامعيون والحوزويون منهم الشيخ محمد علي الميرزايي والاستاد الدكتور ادريس هاني،المفكر المغربي وصاحب كتاب بؤس الربيع العربي".
الشيخ محمد علي الميرزايي:أصحاب الربيع العربي هاربون من مشورع الصحوة الاسلامية
هناك خلط في العالم العربي وفي التحليل السياسي العربي بين مقولة الصحوة وبين مقولة الربيع العربي، والخلط هنا بمعنى أن الذين يدعون الى الصحوة الاسلامية قد لا يلتفتون الى أنه يوجد هناك مشروع مستقل عن الصحوة الاسلامية، في واقع الامر إستطاع الدكتور أدريس هاني أن يبين التناقض بين المشروع الذي يسمى بألربيع العربي وبين مشروع الصحوة الاسلامية، والاول يقاوم ويناظل من أجل أن لا يصادر ربيعه الى الصحوة الاسلامية، يصمد أمام اي اختراق من اصحاب الصحوة، لا يبدوا لي في هذا الكتاب أنه يوجد هناك حيزا واضحا للصحوة الاسلامية، مع أن للمقاومة حضور مهم وأن للننقد عن الربيع العربي تحليلا كثيفا.
لماذا يجب أن تحترق ارادة الشعوب لأجل وزر الشيخ القرضاوي أو الاخوانيون أو غيرهم، هل نحن قبلنا أن هؤلاء خطفوا الصحوة الاسلامية خطفا نهائيا وعلى ذلك سكتنا، أليس من الافضل أن نجعل حدا فاصلا ونقول ألشعوب العربية هي التي تختار ونعطيها العنوان، الشعوب العربية أذا ارادت أن تخرج للصحوة أو الثورة هل تحتاج على سبيل المثال الى اطر فلسفية يضعها الدكتور ادريس هاني أو غيره، الشعوب العربية والاسلامية لديها مطالبات انسانية واسلامية حقيقية، كون أن المطالبة بالعدل واسقاط الدكتاتور هي مطالبة اسلامية بألدرجة الاولى، ولا يحتاج الانسان اي تنظير لها.
***
هناك يوجد عنصر ثالث وهو داخل على الخط بقوة ويمتلك الارادة والخطة والتخطيط، ويمتلك برمجة وهندسة من الخارج ونحن لا ننكر وجود المتأمرون ضدنا لكن اين ذهبت الصحوة الاسلامية وأين التحليل حول اعطاء الشعوب هذا الحق بألصحوة، الصحوة بدأت صحيحا لكن المنظمات والجماعات وقعت في الفخ الامريكي، وأن الصحوة قد ماتت من غير رجعة، توجد هناك تحليلا أن الايرانيون يقدمون دائما تحليلا مزدوجا عن احداث للمنطقة، نحن مع هذا الرأي الذي يقول انه يوجد هناك ربيع عربي تقوده امريكا واسرائيل والسعودية والربيع العربي هو الحركة المضادة للثورات الحقيقية، هناك خطاب الصحوة له خطاب بعمر الحركية النهضوية الاسلامية من سيد جمال الى الامام الخميني.
الموضوع الاخر هو على سبيل المثال مسألة السيسي في مصر أو مسألة النظام السياسي لبشار الاسد أو غيره، ألان السيسي قام بالقضاء على الخطابين أي خطاب الصحوة والربيع العربي معا أذا ما هو مشروع السيسي، هل يجوز للسيسي الذي حاول القضاء على ألمطالبة بالصحوية والربيعية أن يفعل ما يشاء ويلاقي السكوت من جانبنا، هل يجب أن يكون منا موقفا أيجابيا تجاهه ، نخاف من أن يقع النقد الاسلامي من الربيع العربي في فخ اخر وهو في فخ ضرب ألصحوة الاسلامية برمتها، النموذج المقترح للنصدره للعالم أكيد هو ليس النموذج السوري كوننا جميعا نعرف ان الحرب في سوريا ليست دفاعا عن بشار الاسد، بقدر ما هي دفاع عن مشروع المقاومة في وجه جميع المؤامرات، اذا ما هو النموذج الواضح الذي أنتم وامثالكم تملكون القدرة على تسويقه.
***
أدريس هاني:هناك تخطيط ودراسات وعقل مدبر وراء الفوضى الحاصلة في الوطن العربي
كتاب بؤس الربيع العربي هو تلخيص وتتبع وتحليل ومشاركة ميدانية في اكثر الساحات التي عرفت ما يسمى اليوم بالربيع العربي، لا شك أن أي انسان في هذه المنطقة كان لا يتوقع هكذا تغيير، فالتغيير في المبدء حق، وعلى هذا التغيير نستنج أن المنظقة العربية مؤهلة للثورة، ليس من ناحية التنمية السياسية أو التخلف السياسي أو الاقتصادي والتخلف الثقافي، بل كل في كل القطاعات هناك ما يدعوا الى هذا التغيير، حينما بدأت هذه الفتنة وتحديدا في تونس وليبيا، نزل الجميع مع الشعب الى الشارع... في الجلسة المعروفة التي قام بها "أردوغان" على "برز" في ذلك المؤتمر الدولي كتب عنها الدكتور مقالة، شكرا اردوغان، وبعد إن توضح الامر من ناحية الجيوستراتيجية كتب المقال عن اردوغان "الرجل المريض"، وهذا يعني أن رؤية الشعب العربي للاحداث لم تكن شخصية، ولا فيها ميل للشخصنة.
قد البعض يفسر المسألة ويقولون أن فلان أصبح ضد الثورة حينما وصلت الثورة الى سوريا، لكن في الواقع الامر هن أنه هناك لا يوجد تحيز.
في اللحظات الاخيرة التي كاد أن يسقط فيها الزعيم الليبي طلب من الدكتور أن يخرج عبر التلفاز الرسمي ويقوم بألدفاع عن النظام الليبي، جاء الرفض مع وجود اصرار من جانبهم، في تونس كتب الدكتور عن انبعاث الثورة كون أن تونس كانت تعيش حالة من الحصار المطلق لا أحد كان يشبه تونس ولعل تونس كانت اكبر دولة عربية خانقة على الرغم من مظاهرها التي تشير الى التقدم والتكنولوجيا، لكن الانفاس كانت مغلقة في تونس، يوجد هناك نظام التونسي استهان بألشعب التونسي الى درجة أنه لم يقدم له اي شيء ولم يشعرهم أنهم محترمون.
عندما قامت الثورة في تونس ومصر وحتى اليمن التي تعتبر هي الثورة الحقيقية التي أجهضت بين ثورات الربيع العربي،تدخل الغرب وحينما تدخل الغرب في الواقع افسد جميع الثورات، والثورات التي لم يستطع أن يطوقها لم يقف معها، بل وقف ضدها، الثورة اليمنية كانت من المفترض أن تكون نموذجا للثورات العربية، كون أن هذه الثورة كانت تحتوي على فلسطين وشعار التغيير في اليمن، لهذا وقفوا ضدها وحاربوها وحاربوا كل من وقف الى جانبها، وايضا البحرين التي لم يتحدث عنها احدا من النظم الرسمية ولا الشعوب الثائرة التي شاركت في اطار الربيع العربي لم تقف مع حركة البحرين، ثورة البحرين ايضا تقع في نفس سياق ثورة اليمن، حيث أن الثائرون لم يقولوا البحرين اولا ودعموا القضية الفلسطينية أو الغرب ودول الاستكبارية شعروا أنهم يسيرون في نفس التجاه، فلهاذا اسقطت، بالتالي لم تكن هذه الثورات نموذجا للربيع العربي.
نظرة الشعوب للثورات في بداية الامر كانت عاطفية، اصطدامهم للواقع هي التي غيرت مسار الثورة
ما الذي حدث حتى تغير الموقف من الثورات، في واقع الامر في البداية كانت نظرة الشعوب للثورات عاطفية وإنفعالية ولم تكن استراتيجية، في بادئ الامر الربيع العربي إتجه نحو محور الممانعة، لكن درجة إستدراج محور الممانعة للدول كان حجمها كبيرحيث أنه اصبح هناك توافق بين الحراك العربي وبين ما يصدر في دوائر الاستكبار العالمي على الظاهر في الموقف من دول الممانعة والدول التي تتجه نحو هذا المحور، إنطلقنا من منطلق أن ليس هناك فراغ في العلاقات الدولية وأن هناك دائما مخططات ومخططات بديلة وهناك دائما عقل استراتيجي امبريالي يعمل ويشتغل بإستمرار، وله من التقنيات بالتحكم والعلاقات العامة والتأثير عن بعد وإيجاد العبة الاممية ما يكفيه حتى يسرق ثورات أو يصنعها وأو يفتعلها، والذي حصل هو أن في تلك الاسماء بدأت هناك دراسات في مراكز غربية وامريكية تحديدا وعلى رأسها مؤسسة "راند للأبحاث والتطوير الامريكية"، بدء هناك حديثا عن اهمية نظرية الفوضى واهميتها في إحداث التغيير، وبدأت هناك أبحاث ودراسات يتولّها باحثون في الولايات المتحدة الامريكة ثم إنتقلت هذه الابحاث الى اروبا، وأهم هذه الابحاث هي البحوث التي تتعلق بالنموذجين، نموذج للاسلام الراديكالي الخطير والذي يألب المجتمعات والشعوب ضد المجتماعات الامريكية، وأيضا توجد هناك أبحاث عن النموذج للإسلام المعتدل الذي بإمكانه أن يتعاطى بإيجابية بالمصالح الامريكية.
سوف نجد أن بعض من وصفوا الاسلام المعتدل الامريكي في المستوى الفكري ينتمون الى دائرة الرجعية والظلامية، حيث أنهم يعتبروننا رجعيون واغبياء حينما نتحدث بأنه يوجد مخطط لإفتعال فوضى داخل العالم العربي، هناك اسماء تقف خلف الفوضى التي حصلت في العالم العربي، وحينما فسح المجال للشباب الذين كانوا يشعرون بالحرمان في الوطن العربي، انطلقوا نحو الثورة، لكن للأسف طبقوا عليهم نظرية "غوستاف لوبون" في قضية الحشد الاجتماعي والسير الى الاهداف النقيضه من حيث لا يشعرون وذلك بالعمل مع تحريف المفاهيم ومفهوم الثورة نفسها، بينما كان الخطاب السياسي الغربي دائما يقف موقفا سلبيا من خطاب الحركات الاسلامية ولا يميز بينها ويضعها كلها في سلة واحدة، مثلا كانوا يعتبرون دعوة الاخوان المسلمين دعوة "خمينية"، لكن اليوم بدأوا بترويج الاسلام المعتدل وبدء العمل مع جهات استخباراتية دولية مع قيادات الاسلام السياسي الاخواني، ثم فجأة توجهت جل الدراسات التي تتناول الاسلام السياسي في العالم العربي، نحو التصعيد وكلها باتت تتحدث أن هناك اسلام معتدل ويجب أعطائه فرصة الحكم.
برنارد لويس هو العقل المدبر للثورات، وهو الاعرف باوضاع الشرق الاوسط
كل هذه السياسات التي تحدث عنها السياسيون الغربيون هو نابع عن متفكرهم وآخر عنقود الاستراتيجية الغربية الذي تحول من حقل المعرفة الى حقل الاستشارة فی هذه الايام، حيث أنه في الاونه الاخيرة كان مستشارا للبيت الابيض والمقصود هنا "برنارد لويس"، هذا الرجل تحدث عن الفوضى وهو الاعرف بين المستشرقين عن الشرق وما يدور فيه ولكن حينما يصبح مستشارا سوف يوظف معرفته بالشرق في خدمة المخطط الامبريالي المعروف، في الواقع برنارد لويس هو صاحب خريطة التجزئة منذ بداية الحرب العراقية الايرانية في بداية الثمانينات حينما قدم خريطته الى البنتاغون وهي الان معتمدة في هذه الدائرة وهي الخريطة البديلة عن سايكس بيكو، "تحدث عن "برنارد لويس" صاحب كتاب الاستشراق ادوارد سعيد وأكد خلال كتاباته حينما يأتي ببعض النصوص ويعتبر لويس رجل عنصري ويكره المسلمين والعرب وحتى أنه يقول أن لويس يعتبر أن الثورة ليست شأنا عربيا، فالعرب ليس بإستطاعتهم القيام بالثورة وفي منظارهم الثائر هو يأتي من "ثيران الجمل"، يعني العرب لا يمكنهم أن يفهموا الثورة، وهذا في كلامه الاول ولكن هو سيؤمن بإحداث الفوضى بناء على معرفة دقيقة في الشرق.
***
فمن کل هذا نستنتج أن وراء كل الذي حصل في الوطن العربي من ثورات ودمار وارهاب يقف وراءه عقل برنارد لويس، سياسة اوباما الناعمة هي ايضا تأتي ضمن نفس السياق والمخطط المطروح من قبل المخططون وتسريبات الويكليكس ايضا استخدمت ضمن السياسية الناعمة وهدفها كانت نزع الثقة من الانظمة السياسية والشعوب العربية، وما تخفيه ايضا تسريبات هذا الموقع تقول عن لسان الغربيين أننا كنا ندير كل هذه الامور، بمعنى إننا نفعل هذا اذن نحن نحكمكم.
كل هذه المؤامرات تأتي من اجل لجم خطر الشعوب المسلمة والعربية تجاههم وتجاه مخططاتهم وسياساتهم.(9861/ع950)