شرح عضو تجمع علماء المسلمين في لبنان الشيخ صهيب حبلي في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء اخر التطورات في منطقة الشرق الاوسط، قائلا: "أنه ليس خافيا على احد أنه يوجد هناك اتحاد بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية والاسلامية، وللاسف هذا الاتحاد ليس جديدا وإنما ظهر في المرحلة الاخيرة للعلانية وبعد سنوات من العمل والتنسيق السري".
وحول توصيف وزير الخارجية السعودي لأبناء المقاومة بالمغامرين في حرب تموز، أوضح أن "ما حصل في لبنان إبان عدوان تموز كان واضحا ومن خلال جهود بعض الدول الخليجية والعربية من خلال التواطئ على المقاومة، لكن المقاومة وجهت لهؤلاء ضربة حاسمة عندما انتصرت في تلك الحرب، كلام وزير الخارجية السعودي السابق عندما وصف المقاومون بالمغامرين يمثل وجهة نظر الدول الخليجية حول المقاومة، ولكن أثبت هؤلاء المغامرون أنهم قادرون على تحميل اسرائيل هزيمة مدوية وردها على أعقابها وإنزال الخسائر بها، وهزيمة الكيان الصهيوني ثبتت في عدة مجالس وعدة تقارير منها تقرير لجنة "فينوغراد" التي أكدت هزيمة الكيان الصهيوني".
وتابع أن "بالنسبة للوضع الشعبي الكل يعرف أن الشارعين العربي والاسلامي هما مع المقاومة قلبا وقالباً وهم لا يخرجون عن النفس المقاوم والثوري للمقاومة الاسلامية في لبنان، وايضا المقاومة في فلسطين وفي الجوﻻن العربي المحتل السوري إستطاعت أن توحد القلوب حول نهج وفكر المقاومة، إذن بالتالي لا خوف على الشارع بل الخوف من هذه القيادات ولكنها سوف تذهب الى مزبلة التاريخ لان الشعوب سوف تكتب النصر الآتي إن شاء الله ً".
وفيما يتعلق بقدرات المقاومة الاسلامية العسكرية بضرب اهدافها قال الشيخ صهيب حبلي أنه "مما لا شك فيه هو أن المقاومة راكمت منذ لحظة انتهاء عدوان تموز حتى الان وهي لا تزال تراكم الخبرات والقدرات مما يجعلها قادرة أضعاف المرات التي كانت عليها إبان عدوان تموز 2006 وهي من هذا المنطلق باتت تشكل قلقا حقيقيا للعدو الصهيوني ولكيانه المغتصب وما الحديث من السيد حسن نصرالله عن مفاعل "ديمونا" وعن حاويات امونيا بحيفا الا جزءاً يسيراً مما تمتلكه المقاومة من وسائل ردعية قد يتفاجئ بها العدو، وسيكون مندهشا لما ستسطره المقاومة من انجازات في حال تعرض لبنان الى اي عدوان".
وتابع أن "ما حصل في سوريا ومن خلال التعاون العسكري مع روسيا والجيش العربي السوري اكسب أيضاً المقاومة ومجاهديها خبرات تكتيكية جديدة مما يجعلها قادرة وبشكل كبير على التصدي لاي نوع من الغزو البري كما أن سلاحي الجو والبحر لدى المقاومة باتوا في وضع افضل مما كانوا عليه في السنوات السابقه، ومن هنا فإن اسرائيل -هذا الكيان الغاصب- سوف يكون في مأزق حقيقي في حال أراد أن يقوم باي مغامرة عسكرية ضد لبنان، لكن الكل يعلم أن الكيان الصهيوني يعيش في مأزق داخلي وهو غير قادر على أن يضبط شارعه، فكيف به يقوم بعدوان على لبنان".
وحول خطاب السيد حسن نصرالله وتهديده بضرب مفاعل ديمونا بين أن "هذا التصعيد هو ليس بجديد وهو ليس تصعيدا بل هو رد على الحماقات الصهيونية وعلى "البروباغاندا" التي يحاول أن يوارثها الصهاينة وقادتهم العسكريين والامنيين والسياسيين، وهم يعرفون جيداً ويدركون أن المقاومة باتت الرقم الأساسي في المعادلة الدولية إن لم نقل فقط في المعادلة الإقليمية، المقاومة تحارب في سوريا الارهاب التكفيري المدعوم امريكيا وصهيونيا ومن بعض الدول العالم التي تدور في فلك اسرائيل، وكلام السيد نصرالله جاء ليؤكد المؤكد للعدو الاسرائيلي بأن المقاومة سوف تكون لهم بالمرصاد وهي جاهزة أيضاً لاي عدوان وللرد على اي حماقة صهيونية ممكن أن ترتكبها، لكن هذا العدو يدرك في قرارة نفسه ومن خلال التجارب الميدانية التي اقامها على اكثر من صعيد من خلال المناورات والتجارب العسكريه التي اقامها انه ليس بمقدوره أن يشن اي عدوان على لبنان لانه سوف يكون في موقع مهزوم حتماً وهو يدرك أن المقاومة باتت لديها من الامكانيات العسكرية واللوجستية ما يجعلها قادرة على رد الصاع صاعين، لهذا العدو يحسب خطواته جيدا، ومن هنا فان كلام السيد نصرالله جاء رادعا وهو يحمل رسالة واضحة لهذا العدو بان اي مغامرة سوف تكون باهظة الثمن".
وفيما يتعلق بموضوع دعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران أكد الشيخ صهيب حبلي أن "هذا المؤتمر هو حجر الاساس من أجل تحديد البوصلة نحو العدو الحقيقي اي العدو الصهيوني، وايضا لم الشمل الفلسطيني وتوجيه البندقية الفلسطينية الى مكانها الصحيح حيث أن القدس هي عنوان الصراع وفلسطين هي القضية المركزية، وبالتالي يأتي مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران من أجل تحديد الثوابت والخيارات التي ينتهجها محور المقاومة ومن هنا فهذا المؤتمر يعتبر بمثابة البوصلة الاساسية والرئيسية من أجل تحديد الخيارات وإعلاء شأن المقاومه في وجه العدو الصهيوني".
وحول خطاب سماحة السيد الخامنئي في مؤتمر الانتفاضة الفلسطينية، قال أن "لا شك أن سماحة قائد الثورة الاسلامية الايرانية يلعب الدور الأساسي والأبرز على الساحة الإسلامية إن لم نقل على الساحة العالمية في الانتصار لفلسطين ولقضيتها من خلال دعم المقاومة وفصائل المقاومة جميعها دون استثناء وذلك من اجل إستعادة المقدسات ومن اجل القضاء على الإرهاب الصهيوني الذي هو وجه من اوجه الارهاب الذي يضرب منطقتنا والان تبين اكثر أن الربيع العربي هو مشروع صهيوني بإمتياز".
وتابع أن "بعد مجئ ترامب الى سدة الرئاسة في امريكا وارتفاع التكهنات حول حرب لبنان الثالثة تبين أن الاطماع الصهيونية في لبنان ومشاريعها التخريبية قائمه في كل وقت وفي كل زمان، بغض النظر عن الشخص الذي يتبوأ سدة الرئاسة في الولايات المتحدة فان المشاريع الاميريكيه الصهيونيه تكون قائمة لان من يحكم في اميركا هي المؤسسة الامنية والمؤسسة السياسية والامنية والرئيس ليس سوى موظف تحت لواء هذه المؤسسة".
وختاما أكد الشيخ صهيب حبلي على مخاوف من حرب او عدوان صهيوني على لبنان، وقال "ما نراه على ارض الواقع يضاهي جليا أن المقاومة باتت قادرة على ردع اي عدوان ومن هنا فإن الأميركي والصهيوني يتريثان قبل الدخول في اي مغامرة وهم يدركون جيدا أن الامور تبدلت والصهيوني لم يعد بمقدوره أن يأتي الى لبنان كنزهة لانه سيدفع الفاتورة باهظة الثمن كثيراً وعليه فإن اي عدوان جديد لن يكون كما قبله وما شاهدناه في عدوان تموز من انجازات للمقاومة هو عينة مما سيراه وسيذيقه مجاهدوا المقاومة للعدو الصهيوني في حال اقدم على اي حماقة أوحاول الاعتداء على لبنان وسيادتها".(9861/ع923/ك926)