في زيارة الى اندونيسيا الشيخ صهيب حبلي التقى بعلماء و تفقد المدارس الدينية هناك وقد ألقى خلال زيارته الكثير من المحاضرات وأكد على مواجهة الفكر الوهابي ووجوب منع انتشاره هناك، وايضا التقى خلال هذه الزيارة بأعضاء مجلس علماء أندونيسيا والتقى أمين عام المجلس الدكتور أنور عباس وايضا شدد الشيخ حبلي خلال المحاضرات التي ألقاها على ضرورة التصدي للدعاية الإرهابية الوهابية التي تستهدف تشويه صورة الإسلام، وعليه دعا الى تحصين الشباب المسلم في أندونسيا ومنع إختراقه من قبل أصحاب الافكار والبدع التكفيرية، من خلال شرح وتثبيت مفهوم الإسلام الوسطي المعتدل".
واليكم نص الحوار الذي اجراه مراسل وكالة رسا للأنباء مع الشيخ صهيب حبلي:
"كانت سفرتنا الى اندونيسيا جيدة جدا، فرحت جدا لرؤيتي الفطرة السليمة والاخلاق الاسلامي هناك لكني حزنت في نفس الوقت لوجود الفكر الوهابي والذي هدفه افساد العقول، ولنا اللوم الكبير للجمهورية الاسلامية بألموضوع المؤتمرات التي تقام، حضوري في اندونيسيا وتبليغي كان افضل من جميع المؤتمرات، تبليغي هناك ربما يساهم في إنقاذ الناس من الفكر الوهابي ومعه ايضا يوجد مكسب عضيم وأجر اخروي."
"للمقدمة لابد أن نشير الى أن هذا البلد يحتوى على أربعمئة مليون نسمة، أنا كنت في جاكارتا وجاكارتا فيها لوحدها عشرين مليون نسمة، فبهذا لابد أن نعرف سبب اسلام الناس في أندونيسيا، فسبب اسلام هذا الشعب هم التجار اليمنيين الذين كانوا يأتون الى هذا البلد بتجارتهم، فأعجب الشعب الاندونيسي بأخلاق هؤلاء التجار واسلموا على يدهم، اي أندونيسيا لم تسلم بالسيف بل أسلمت عن طريق الاخلاق، الشعب الاندونيسي شعب مسالم يحب القرأن وأهل البيت ويعشقون التعاليم الاسلامية، لكن للأسف الشديد الوهابية تغلغلوا في داخل هذا الشعب من خلال مؤسسات ومنظمات ظاهرها اجتماعية اسلامية وإنسانية لكن تحمل في طياتها فكرا وهابيا تكفيريا متشدد، فبدؤا إما من خلال إغواء الشباب بألاموال أو السفر الى السعودية من أجل اكمال الدراسة هناك والعودة الى بلدهم، ومن ثم يرجعون هؤلاء الشباب الى وطنهم ويفتحون المؤسسات والمنظمات من أجل العمل لنشر الفكر الوهابي التكفيري، وإما بفتح مراكز مباشرة من قبل السعودية ظاهرها قرانية ودينية لكن باطنها يدرس ويبلغ فيها الفكر الوهابي، وكما نوهنا الى أن الشعب الاندونيسي شعب محب لال البيت والمدائح فيهم وزيارة المقابر، فبدخول الوهابية بدأت الخلافات تظهر للعلن وبدء الفكر الوهابي يشكل أزمة في الشارع الاندونيسي".
"لذا من حرصنا وحبنا نرى أن من الأولويات أن نذهب لهذه المناطق ونخلص الناس من الفكر الوهابي، اليوم مواجهتنا ليست عسكرية بقدر ما هي فكرية وثقافية، مع احترامنا الشديد لجميع قوات محور المقاومة الذين يقاتلون العدو الداعشي والتكفيري في الخطوط الامامية، لكن حربنا اليوم ومواجهتنا مع العدو فكرية، عندما سألوا أميرالمؤمنين علي ابن ابي طالب عن الخوارج في معركة النهروان قال لهم "كلا واللَّهِ إِنَّهمْ نُطفٌ في أَصلابِ الرِّجال وقَرَارَاتِ النِّساء كلَّما نَجَمَ منهمْ قَرْنٌ قُطِعَ حتَّى يكون آخرهمْ لصُوصاً سَلابِينَ"، الشيء الذي ادركته أنا أن الوحدة الاسلامية اليوم لا تكتمل بألصورة وبإقامة المؤتمرات والتقاط الصور لبعض العمائم السنية مع العمائم الشيعية وإن تم هذا الامر قلنا تمت الوحدة الاسلامية، الوحدة الاسلامية تتم عبر تربية الاجيال على المحبة، قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم "أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن"، الوحدة الاسلامية تكمن هنا عندما نجتمع لمواجهة الفكر المتشدد الذي يشوه صورة الاسلام، لا أن نقيم المؤتمرات التي تكبد الامة الاسلامية تكاليف عالية وثمن باهض، وهي مع الاسف الشديد لا تثمر شيء في ما بين السنة، فالعمل في اندونيسيا مثلا من خلال افتتاح المراكز بواجهة سنية افضل من كل المؤتمرات".
"بفضل الله الشعب الاندونيسي شعب مسلم متعطش للتعاليم الاسلامية الصحيحة ويستقبلون المعممين برحابة صدر واسعة، استطعت خلال هذه الزيارة أن اقيم بعض اللقاءات والمحاضرات، لم يكن بإمكانكم درك عشقهم للقران، مديرة احدى المعاهد طلبت مني فقط أن اجيزها بسورة الفاتحة وتفسيرها، فتقبلتها مني برحابة صدر، المشكلة الاساسية هي أن الذين يدرسون في السعودية ينقلون الطابع الوهابي السعودي الى اندونيسيا، اي ينقلون لهم أن الشيعة كفار وأن الشيعة يقتلون السنة في سوريا والى اخر الحملة التشويهية الممنهجة ضد الشيعة هناك، أنا أوضحت قدر الامكان فحركتي في هذه الايام القليلة ازعجت السفارة السعودية في اندونيسيا كثيرا، كيف لشخص واحد أن يفعل كل هذا ويغير ما في فكر الناس هناك، لو كان هناك عمل منظم ومدروس وخطة منظمة لكان الناس بخير، مع شديد الاسف لا يوجد اليوم عند أمتنا من يحمل مشروع لإنقاذ الناس من هذا الضلال".
"أردت من خلال هذا الشرح الموجز أن أدق ناقوس الخطر الداهم في شرق آسيا لما له من وزن، قبل أن ينجروا إلى الفكر الوهابي، ولأني لا أرى من يعمل للتصدي لهذا المشروع الخطير، من خلال خطة معاكسه تمنع تغلغل السرطان الوهابي في هذا المجتمع المسلم المسالم، والذي لم يتلوث عقله وإيمانه بعد بلوثة الإرهاب الوهابي التكفيري،ختاما إننا بحمد الله تعالى وبعد هذه التجربة إستطعنا رسم خطة دعوية متكاملة وهي فقط تحتاج إلى إمكانيات معقولة تفي بالغرض، ونسأل الله تعالى أن ننجح في تنفيذ هذه الخطة وتطبيقها على الواقع الخصب في أندونيسا، حيث المجتمع عطش لماء الدعوة الاسلامية المعتدلة، بعيداً عن إستغلال الفقراء لبناء المعاهد الإسلامية، وإستخدامها للترويج للأفكار الهدامة وليس للدعوة الإسلامية الوسطية المعتدلة".(9861/ع922/ك782)