أكد الخبير السياسي اليمني الاستاذ عبدالرحمن راجح في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أن "الحرب على اليمن والعدوان السعودي الامريكي الصهيوني الاماراتي مستمر اكثر من عامين ونصف العام، صحيح في الأونة الاخيرة العدوان تصاعد بشكل كبير، خاصة بإتجاه ميناء الحديدة ويسعى العدوان بمشاركة امريكية الى اغلاق هذا الميناء للضغط على الجيش واللجان الشعبية لتشديد الحصار على الشعب اليمني المظلوم، ولكن لو نظرنا الى الواقع لوجدنا إن العدوان يدور في نفس الدائرة ويدور في نفس الخط، السعودية لم تستطيع تنفيذ اي شيء في اليمن منذ البدء بعدوانها على هذا الشعب المظلوم، بل انجازهم الوحيد هو قتل الابرياء والاطفال والنساء وتدمير البنية التحتية".
وأضاف أن "الدور السعودي أو الامريكي كان واضحا منذ بدء العدوان السعودي على اليمن ويعرف الجميع أن الحرب بدءت بإعلان السفير السعودي عادل الجبير أنذاك في أمريكا ومن واشنطن، كانت الادارة الامريكة شريكة في الحرب لكن بشكل غير مباشر حيث كانت تعمل على دعم القوات السعودية بالسلاح والمال والاستشارة والمعلومات وتحديد الاهداف وكذلك تزويد الطائرات السعودية بالوقود والاهداف، كما ساعدت السعودية في مجلس الامن والمحافل الدولية، الجديد في الامر هو أن اللهجة الامريكية التي كانت مستترة على ما يبدوا وغير صادقة وغير علنية في ايام الرئيس اوباما أصبحت اليوم ظاهرة للجميع وبشكل اقوى في عهد ترامب".
وتابع أن "ترامب هذا الشخص المتهور بدء يلعب على المكشوف ويدعم الحرب على اليمن بشكل علني، حيث أن وزير دفاعه زار الرياض قبل ايام وأعلن أن بلاده سوف تواصل دعم الحكومة السعودية وإنها سوف تدعمها بكل الامكانيات إن لزم الامر بالرغم من أنه أكد على الحلول السياسية في اليمن، الادارة الامريكية الجديدة هي ادارة تبحث عن المال وتريد الاستثمار من خلال ابتزاز السعودية والإمارات بحرب اليمن، هم يريدون من خلال استمرار الحرب أن يبيعوا السلاح لهم، فاستمرارالحرب مفيدة جدا للأمريكان وحلفائهم خاصة مع وجود ادارة سعودية متهورة يحكمها الشباب الحديثين على السياسة أمثال محمد بن سلمان".
وأوضح أن "الجميع يعلم أن الامريكان سيتورطون بالدماء اليمنية اكثر وسوف يبتزون السعودية وسوف يأخذون الاموال من دول الخليج وخاصة السعودية، وهذا سوف سينعكس على السعودية في الداخل التي تعاني من ازمة اقتصادية، الابتزاز الامريكي وحلب البقرة السعودية الى اخر دولار سوف يؤدي الى ازمة كبيرة جدا داخل المملكة".
وبين أن "جميع الجبهات والمناطق اليمنية المحاذية للعدوان تشهد قتالا عنيفا جدا، اذا نظرنا الى الحدود السعودية واليمن سنرى أن الجبهة من كل الجهات مستمرة ضد الشعب اليمني المظلوم، لكن بكل تأكيد يوجد هناك جبهات اساسية وهي ثلاث جبهات، اهمها هي على الحدود السعودية، الجيش السعودي تراجع من الحدود عدة كيلومترات وهو يسعى خلال هذه السنة أن يجلب مرتزقة من الدول الاخرى، وسعت السعودية الى تجنيد السلفيين اليمنيين في الجنوب، وكذلك جبهة الحديدة جبهة مهمة جدا حيث أن في هذه الجبهة يوجد مرتزقة اماراتيين وسودانيين ومرتزقة من دول اخرى وايضا هناك وجود للقاعدة وداعش التي تقاتل الجيش واللجان الشعبية جنبا الى جنب المرتزقة وقوات العدوان، ما اريد أن اقوله هو أن جميع الجبهات مشتعلة لكن كما اشار السيد عبدالملك الحوثي بخطابه الاخير والذي فيه دعى المقاتلين والقبائل الى دعم جبهة "النهم والمخا" بإعتبارها جبهات مهمة، وما يحصل في المخا يستهدف الحديدة في المستقبل بإعتبار أن ميناء الحديدة هو الميناء الوحيد الذي لازال يعمل وهو آمن ويعتبر نافذة اليمن نحو العالم لجلب الغذاء والادوية والمواد المستلزمة لإدامة حياة ثمانية عشر مليون انسان يمني لذلك استهداف هذه المدينة تعد جريمة دولية سوف تؤدي الى قتل وتشريد الكثير من اليمنيين".
وحول الدور المصري في اليمن قال أن "مصر الى الان لن تلعب دورا ايجابيا في اليمن بل كل دورها سلبي بإمتياز، كنا نتمنى أن يلعب عبدالفتاح السيسي ومصر دورا جيدا في ايقاف العدوان على اليمن ويلعب دور الوسيط لإنهاء الصراع، لكن أن السعودية دولة نفطية ولديها الكثير من الاموال كي تغري بها الدول الاخرى وتشتري ذمم هذه الدول ومواقفهم، ومصر تعتبر ايضا من هذه الدول التي باعت كل ما لديها للسعودية، ايضا هناك أنباء عن ارسال اربعين الف جندي من مصر الى السعودية على الحدود مع اليمن، لكن بإعتقادي أن هذا الامر مجرد تضخيم اعلامي ومصر سوف لن ترسل الجنود لدواعي داخلية تعاني منها وكذلك الشعب المصري لن يرضى أن ترسل دولتهم هذا العدد من الجنود الى اليمن، مصر اليوم باتت تشارك في محاصرة الشعب اليمني وايذائه من خلال تواجد البحرية في المياه قرب اليمن".
وتابع "ما حصل خلال زيارة السيسي الى السعودية ولقائه بمحمد بن سلمان أعتقد أنها تتعلق بأزمات كبيرة جدا وتتعلق بالعلاقة ما بين البلدين والازمة مع السودان وايضا حول جزيرتي تيران والصنافير وبالتأكيد هم أتفقوا على ايجاد دعم مصري للسعودية في اليمن، ما نؤكده هو أن اليمن مقبرة الغزاة واي غازي سوف يدخل الاراضي اليمنيه سوف يقتل وبألتأكيد ندعو الدول العربية الى النظر بعين الاعتبار الى ما سيحصل من أزمة انسانية بحق اكثر من خمسة وعشرون مليون يمني وندعوهم الى ايجاد الحلول لإيقاف العدوان السعودي".
وحول إنجازات الجيش واللجان الشعبية في المعارك الاخيرة أوضح أن "صمود الشعب اليمني مقابل العدوان المستمر على هذا الشعب المظلوم من قبل السعودية واكثر من سبعة عشر دولة اخرى متحالفة معاها هو أنجاز بحد ذاته ولكن استمرار اطلاق الصواريخ وتكنولوجيا صناعة الصواريخ يعد ايضا إنتصارا، استطاع الجيش واللجان الشعبية خلال هذين العامين قتل الالاف من الغزاة والسعوديين والاماراتيين التي شملت قتل الكثير من القيادات الكبار في قوات العدوان، استطاعوا أن يطوروا قدرتهم الصاروخية وأستطاعوا الصمود في الميادين... الجيش واللجان الشعبية اكدوا اسقاط طائرة من طراز هيليكوبتر سعودية على متنها قيادات وضباط سعوديين، ايضا مقربين من المرتزقة التابعين للسعودية اكدوا على إسقاط الطائرة عن طريق إستهدافها عبر صاروخ، وهناك من يقول أنها اسقطت بصاروخ ارض جو من نفس المنطقة وعبر المرتزقة ولا زال الامر غامضا حتى السعودية لا زالت تحقق في الامر ولم تعطي نتيجة صحيحة الى الان لكن بإعتقادي الامارات وعبر مرتزقتهم قد يكونوا هم وراء اسقاط الطائرة السعودية من اجل رد الجميل للسعودية التي اخطئت حسب قولها او تعمدت بضرب قيادات اماراتيين عدة مرات خلال هذه السنتين وقتلت منهم العشرات، خلال الفترة الماضية اسقطت طائرتين اماراتيتين في عدن وتبين في ما بعد أن السعودية تقف وراء هذا الامر وفي النهاية ما زال الامر غامض، مقتل الضباط السعوديين الذين كانوا على متن الطائرة هو بحد ذاته انتصار ورسالة واضحة للمعتدين بأنكم لن تكونوا بأمان مهما ابتعدتم عن قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية ستكونون في مرمى نيرانهم وهذا مصير كل معتدي".
وختاما بين الاستاذ عبدالرحمن راجح أن " الازمة الانسانية في اليمن كبيرة جدا، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية على ما يبدوا أنها نسيت ما يحصل من جرائم في اليمن بحق الانسانية، المال السعودي الذي يشتري ذمم الدول ايضا اشترى ذمم المنظمات الدولية، وكما رأينا السنة الماضية الضغوطات السعودية جعلت بان كي مون يتراجع عن تقريره للأمم المتحدة حول اطفال اليمن، صحيح أن المنظمات والامم المتحدة اصدرت بعض التقارير لكن هذه التقارير لا ترتقي الى أن تصل الى مجلس الامن وأن يجمع هذا المجلس بإصدار قرار لوقف العدوان السعودي، ندعوا جميع الدول الكبرى والامم المتحدة والمنظمات الدولية الى النظر مرة اخرى الي المؤسسات والكارثة الانسانية التي حصلت بسبب العدوان السعودي على اليمن وندعوهم الى الضغط على النظام السعودي من خلال الامم المتحدة ومجلس الامن في ايقاف العدوان على الاطفال والنساء في اليمن".(9861/ع922/ك1110)