أكد عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان سماحة الشيخ محمد شرف الدين في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أن " المطالب التي حققت من خلال إتفاق عسقلان حول حقوق الارى الفلسطينيين عظيمة، واهم هذه المطالب كما اوردتها هيئت شؤون الاسرى والمحررين في فلسطين هي عبارة عن: اتصال الاسرى بعوائلهم والسماح للعوائل بزيارة الأسرى، وننوه الى أن الحوار حول هذه المسألة مازالت مستمرة وهي من المطالب المهمة بالنسبة للأسرى، وأيضا تم الاتفاق على رفع الحظر المفروض من قبل سلطات الاحتلال على عوائل بعض الاسرى، ومن المحظورين لزيارة السجون هم 140 طفلا لم يسمح لهم بزيارة ابائهم، وايضا من أهم ما ورد بالاتفاق كان حق الاسيرات الفلسطينيات بالتعامل بكرامة، حيث أنهن لا يسمح لهن لا بزيارة ازواجهن ولا بزيارة اولادهن، وتم الاتفاق على أن لا يفتشن الاسيرات من قبل المجندين الصهاينة".
وحول الامور التي أدت الى هذا الاتفاق قال أن "صمود الأسرى البواسل من أبناء فلسطين الصامدة البطلة والمجاهدة وأبناء المقاومة الشريفة، هؤلاء الابطال وبعد توفيق الله عزوجل وبعده بإصرارهم وبثباتهم على الحق استطاعوا أن ينجزوا هذا الكم القليل، ولو لا تواصل الشرفاء وبالتحديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت تشكل ضغطا على السلطات الاسرائيلية وعبر الشاشات الاعلامية الشريفة لما تحقق هذا الامر، والمناصرة الاعلامية التي حصلت من قبل الدول الاسلامية وعلى وجه الخصوص من قبل ايران واعلام المقاومة والشرفاء والمهتمين بحقوق الانسان في عالمنا العربي والشرفاء في اروبا أيضا كانوا مساهمين في الذي حصل ضد القائمين على سجون الكيان الصهيوني الظالم الغاشم، واؤكد مرة اخرى أن لإخواننا في ايران دور كبير ونحن نشد على اخوتنا في الجمهورية الاسلامية أن يزيدوا من الدعم المادي والمعنوي لإخواننا في فلسطين وهذا ليس بالامر المستغرب أن تقف الجمهورية الاسلامية الى جانب الشرفاء والابطال والمقاومين في عالمنا العربي والاسلامي".
وتابع أن "قضية الإضراب عن الطعام لم يهتم بها لا الإعلام ولا السلطات الرسمية في فلسطين مثل ما إهتم بها العالم الاسلامي وهذا يدل على أن القضية كانت مهمة بالنسبة للشعوب اكثر من الرؤساء والمسؤولين العرب، وإن كانت هناك بعض الدول التي أخذت الموضوع بشكل جدي ورسمي وهي الدول التي تناصر المقاومة وقضاياها تحديدا، وأما على الصعيد الرسمي الفلسطيني قد لاحظنا أنهم لم يتحركوا بإتجاه حل الموضوع والتدخل فيه الى بعد ما أن طلب منهم، وهذا الامر مشين جدا ويدعوا الى الاستغراب".
وحول تحركات الرئيس الفلسطيني لإنهاء الإضراب في الايام الاخيرة من عدم تحركة منذ البداية بين أن "من سيكون الرئيس التالي وخليفة الرئيس محمود عباس يجب أن يؤخذ بالحسبان، حيث أن مروان البرغوثي الذي يحظى بالمقبولية والتأييد والدعم أكثر من أي شخص اخر يشكل خطرا على الرئيس الحالي، فلاحظوا أن محمود عباس يعطي ويأخذ في الامر من حيث أنه لا يرغب بتكبير وتعظيم البرغوثي كي لا يصبح ندا له".
وحول الثقة أو عدم الثقة بالكيان الصهيوني في تنفيذ الاتفاق أوضح أنه "بالتأكيد أنه لا يمكن الثقة بالكيان الصهيوني وإدارة السجون، لكن هناك سؤال يطرح نفسه على الرغم من بساطته وهو أن ما هو البديل أمام الثقة بإدارة السجون من عدمه لهؤلاء الأسرى، فلا يوجد خيار أمامهم الا القبول بالواقع الذي هم فيه، فهم يتعاملون مع ادارة كاذبة وظالمة وجائرة، وبالنسبة لقبول السلطات داخل السجون بواقع الامر فهو يتراوح ما بين واقع السجناء وإمكانية التنفيذ، بمعنى أن ادارة السجن تتعامل مع هذه المطالب ضمن حدود الممكن، يعني هي تريد أن تجمع ما بين واقع السجناء وبين حدودهم، وهذا يجب أن لا يؤخذ على محمل المدح لإدارة السجون بل هو واقع وبعين المراقبين ومن بعيد، ادارة السجون حاولت مرارا وتكرارا كسر إرادة هؤلاء الشرفاء، لكن ارادتهم وإصرارهم جعلت هذه الادارة تقبل أمورا لن تكن في السابق حتى تتفاوض حولهن، لكنها ارغمت على القبول بها".
وبالنسبة لتعامل الصهاينة مستقبلا مع هكذا حركات بين أن "الصهاينة قالوا سابقا أنهم لم يرضخوا لكن في واقع الامر هم رضخوا للأمر الواقع والظروف هي التي تحدد، في الواقع هي الظروف التي تفرض على الصهيوني ماذا يريد الاسير الفلسطيني، اعيد واكرر أن الثبات على المبادئ وعلى الحق وعلى الوقوف بوجه الباطل هو الذي يفرض الواقع، وجاء كل هذا من خلال التجارب ومن خلال الخبرة، والثبات يجعل العين المحقة تقاوم مخرز الباطل، وتجعل هذا الاسير منتصرا على سجانه، كما إنتصر في كربلاء المطهرة الشريفة الدم الزكي للإمام الشهيد والسبط السعيد وسيد شباب اهل الجنة سيدنا الحسين عليه السلام واصحابه على السيف الجائر الظالم، سيف يزيد اللعين، وكما إنتصر ذاك الدم سوف تنتصر الارادة التي وقفت الى جانب الحق في مسيرة الأمعاء الخاوية وفي سجون الإحتلال الغاشم والظالم عند الصهاينة، لذلك تعتبر هذه المسيرة مسيرة شريفة وهينة رضية برضى الله سبحانه وتعالى ولها تاريخ يمتد الى جذور النبوة مرورا بالاولياء والصالحين والمصلحين والأئمة المؤيدين من أهل بيت النبوة عليهم السلام وفي ذروة هذا التاريخ يقف سيدنا الحسين عليه وعلى اله السلام الى أن يرث الله الارض ومن عليها".
وأكمل حديثه حول الاسرى الفلسطينين وإمكانية تحريرهم بعد هذا الاضراب وتابع أني "وحسب رأيي المتواضع اعتقد أن ذلك لن يحصل، أن نقول أن هذه الخطوة في الاتجاه الصحيح نعم، لكنها غير كافية ولا تفي بألغرض اي إنها لا تفي بتحرير السجناء، يجب أن تدعم حركات الداخلية من قبل الخارج ويجب أن يلمسوا السجناء الدعم من الشعوب والدول الشريفة وهم يحتاجون في أن يصلوا الى مبتغاهم الى زيادة الدعم والتحركات، وهناك يوجد جانب يجب أن تلعبه السلطة الفلسطينية في هذا المجال لكنها مع شديد الاسف مغيبة او غيبت نفسها".
وحول خطورة زيارة ترامب الى الاراضي الفلسطينية وتأثيرها على مستقبل فلسطين قال عضو تجمع علماء المسلمين في لبنان أن "من يحدد مستقبل فلسطين هم أبنائها اولا، من بعدهم شعوب الاقليم وأركز على كلمة الشعوب، وقصدي شعوب ايران والدول العربية وتركيا تحديدا، ترامب هو صديق للحكومات العربية لكنه على الصعيد الشعبي هو عدو لنا ولشعوبنا ولشعوب العالم قاطبة، هذا الرجل اضحوكة والعوبة وهو على المستوى الاخلاقي ساقط ومجنون والامريكان يعرفونه اكثر من غيرهم، طبعا عدم السماح بالتنازل عن القضايا المصيرية مثل حق العودة وتحرير الارض لا يحق التفريط بها حتى من قبل الشعب الفلسطيني، ومن ثم يأتي دور شعوب المنطقة التي يجب أن تكون رديفة للشعب الفلسطيني، وفي إعتقادي أن هذه الزيارة ليست ذات أهمية كما يلوح البعض، أو كما يريدون ايهامنا، هذا الرجل صحيح أنه يمثل أمريكا على الصعيد الرسمي لكنه بالون منفوخ ليس أكثر وهو لم يستطيع أن يغير في المعادلة شيء كثير".
وختم الشيخ محمد شرف الدين كلامه، قائلا أن" ترامب ليس صادقا بنقل السفارة الى القدس، ولا قيمة لهذا الكلام كونه ردا على وهم، يعني أن كلام ترامب ليس قرارا، بل هو أشبه بالدعاية الانتخابية، والتاريخ يقول أن جميع الرؤساء في أمريكا وافقوا على نقل السفارة الى القدس لكن لم يتم التنفيذ وأعتقد أن ترامب على خطى اسلافه، والقصة قصة سخيفة وليس لها بعد ميداني وبعد عملي واقعي تنفيذي، واعتقد أن الامر سوف يصل الى الانسحاب أو التفريغ للموضع لكن بهدوء ومن دون ضجة اعلامية".(۹۸۶۱/ع۹۱۳)