أكد رئيس جمعية "الاصلاح والوحدة" سماحة الشيخ ماهر عبدالزراق في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء حول ما حصل مؤخرا في منطقة الخليج الفارسي وإرتباط هذا الامر وتأثيره على المنطقة على أن "ما حصل في السعودية مؤخرا هو إنقلاب داخل العائلة الحاكمة، إنقلاب بتغطية ومباركة امريكية صهيونية، من المعروف للجميع ان قبل قمة الرياض مع ترامب ذهب بن سلمان الى امريكا وجلس مع ترامب وقدم له الطاعة على يده اليمنى وعلى يده اليسرى قدم له 500 ميليار دولار امريكي لتغطية هذا الانقلاب ولتطبيع العلاقة العلنية مع الصهاينة".
وتابع أن "الوضع في المملكة العربية السعودية ينتقل من مرحلة السيئ الى مرحلة الاسوء في تاريخ الأمة العربية والاسلامية، لذلك اليوم السعودية اصبحت تجاهر بعلاقتها مع الصهاينة، وتجاهر علنا بأنها في الخندق الامريكي الصهيوني المعادي للعرب والعروبة والاسلام والمسلمين جميعا".
وحول اختلاف الداخلي الحاصل بين امراء ال سعود قال أن "من الطبيعي أن يكون هناك رفض من بعض افراد العائلة المالكة في السعودية لهذا الانقلاب، لكن نحن نعتقد أننا على ابواب صراع داخلي جديد في داخل الممكلة وهذا الصراع سيبدء في الظهور الى العلن إتباعا لسياسات محمد بن سلمان المستقبلية العدائية للشعب السعودي والخليجي وللشعوب العربية والاسلامية، وبدء هذا الخلاف بالظهور عند موضوع قطر وسوف تمتد هذه الشرارة الى دول اخرى، فسياسة محمد بن سلمان القمعية سوف تخرج الى العلن بعد الانشقاقات وبعد الرفض من قبل العائلة المالكة لهذه السياسة والتي سوف تكون سياسة صهيونية امريكة بحته وسوف ترتد سلبا على شعوب دول الخليج بشكل عام وعلى المملكة العربية السعودية والعائلة الحاكمة بشكل خاص".
وحول فشل سياسات محمد بن سلمان في ادارة الحكم في المملكة أوضح أن "اول فشل لمحمد بن سلمان في سياسته هو الموضوع القطري، الهجوم الإعلامي والعدوان او شن الحرب على قطر بقطع العلاقات معها فشل، حيث أن المتوقع كان شيء والذي حصل شيء اخر، الذي حدث هو كان فشل اخضاع الدولة القطرية الى السعودية، واليوم نرى أنهم ذهبوا الى موضع التفاوض، وهذا اول فشل في سياسة هذا الصبي، وهذا سيرتد سلبا على محمد بن سلمان ومكانته التي لن تثبت فعلا، حتى في المحيط الخليجي والسعودي باتوا يدركون أن سياسة بن سلمان تهورية وهذه السياسة ستأخذ المملكة نحو المكان الخاطئ وسوف تأخذه الى العداء مع الحليف والجار والصديق والاخ وهذا سيؤدي الى انعدام الثقة من قبل الاخرين، بدأت بوادر السياسة الخاطئة لإبن سلمان منذ توليه عرش السلطة بهزيمة ونكسة بسياساته".
وأضاف أن "بالنسبة لمصر والبحرين نعتقد أن هاتين الدولتين وعلى وجه الخصوص مصر لن تصمد كثيرا امام سياسة التهور المتبعة من قبل بن سلمان والذي يريد أن يأخذ المنطقة الى ازمات كبيرة، فبهذا نعتقد أن مصر والشعب المصري لن يتحملوا سياسة الخضوع والركوع لسياسة العداء والتهور في المحيط العربي والاسلامي وسوف تنقلب على السعودية وتخرج من هذا المستنقع العدائي للمحيط العربي والاسلامي".
وحول وضع محمد بن نايف تحت الاقامة الجبرية أوضح أننا "ايضا سمعنا بأن محمد بن نايف وضع تحت الاقامة الجبرية في بيته، وهم استطاعوا أن يخرجوا مسلسل الإنقلاب باستقبال بن نايف من قبل بن سلمان بأفضل طريقة حيث أنه عندما خرج بن نايف قبلت يداه من قبل بن سلمان لإقناع الرأي العام، لكنه بعد ذلك وضع تحت الاقامة الجبرية ومنع من الخروج والتواصل مع الفضاء الخارجي، لكننا نؤكد أن هذه السياسة التعنتية الاستفرادية في الحكم سوف يكون لها اثر سلبي في داخل العائلة المالكة وفي اوساط الشعب السعودي الذي سوف يرى اثاره السلبية وخاصة في موضوع العداء لمحيطه الخليجي بداية من ازمة قطر".
وحول العلاقات السعودية الاسرائيلية والمجاهرة بها قال أنه "طالما أكدنا وقلنا أن هناك علاقات صهيونية سعودية كانت تجري من تحت الطاولة خلال السنوات المنصرمة الماضية، اليوم الكيان الصهيوني يجاهر امام الرأي العام بعلاقاته المميزة والاستراتيجية مع السعودية وهذا الامر اصبح واضحا كوضح الشمس في كبد السماء، للأسف الشديد هذه العائلة باتت تتامر على الامة الاسلامية قديما وحديثا وما زالت مستمرة في مشروعها التامري ضد المسلمين وخاصة ضد فلسطين، فلسطين التي يجب أن تجمعنا تحت راية المقاومة وتحريرها، اقول مرة اخرى أن هذه العائلة الحاكمة التي قادة الشعب السعودي وتفعل ما تعتقده صحيحا في المشروع الصهيوني".
وقال الشيخ ماهرعبدالرزاق أن "هذه العلاقات هي مسيئة وتسيء للشعب السعودي، نحن نطالب العقلاء من الشعب السعودي بأن ينتفضوا ويقفوا الى جانب فلسطين، كون أن فلسطين تستحق أن نقف الى جانبها وهي العمود الفقري والقضية المركزية للأمة الاسلامية والتي يجب علينا ان نكون الى جانب مقاومتهم".
وبين أن "الفكر الوهابي التكفيري هو فكر مستأصل في السعودية بل هو الفكر المنتشر، العهد الجديد في السعودية يريد أن يجمل صورته البربرية فلهذا يلتجئ الى اقامة مؤتمرات للتقريب بين المذاهب والاديان، لكن مازال الفكر الوهابي التكفيري هو الفكر السائد لدى السعوديين، وبعض هذه المؤتمرات هي عملية مضلة تحتمي بها السعودية، أو هي نصائح امريكية صهيونية لتلميع صورة السعودية، لذلك المطلوب من السعودية أن توقف هذا الفكر اوتدفنه في رمالها وتخرج من مربع الفكر الوهابي اذا ارادت أن تكون مع المسلمين الذين لا يريدون أن يتعاملوا مع هذا الوضع".
وختاما بين أن "المطلوب اليوم من الدور السعودي الجديد هو أن يخلع عن نفسه ثوب الخضوع والإنقياد للمشروع الامريكي والصهيوني في المنطقة وعلى السعودية أن تمد يدها الى الجمهورية الاسلامية الايرانية إذا كانت فعلا تريد محاربة الارهاب ومصلحة الامة وتحرير فلسطين، اذا فعلا تريد هذه الامور يجب أن تقف الى جانب المقاومة في فلسطين ولبنان وتبدي حسن نيتها في هذا المجال وفي غير ذلك فإن المملكة العربية السعودي ذاهبة الى الانهيار والتقسيم والصراعات الداخلية التي سوف تغير وجهة السعودية في السنوات القادمة رأسا على عقب".(9861/ع922/ك850)