16 July 2017 - 23:02
رمز الخبر: 432054
پ
سماحة الشيخ محمد نوري العيساوي في حوار خاص مع رسا:
أكد نائب رئيس "مجلس علماء الرباط المحمدي" على ‌أن "المؤتمر المزعوم هو محاولة لتلميع وجوه بعض السياسيين الذين باتوا لا يمثلون الشعب العراقي تمثيلا حقيقيا، أما بالنسبة للقوى الصاعدة التي قضت سنوات على سواتر الدفاع وميادين الوغى وحربها ضد العصابات التكفيرية الداعشية، فهذه القوى الان موجودة وهي التي ستستلم زمام الامور".
سماحة الشيخ محمد نوري العيساوي نائب رئيس "مجلس علماء الرباط المحمدي"

أكد نائب رئيس "مجلس علماء الرباط المحمدي" سماحة الشيخ محمد نوري العيساوي، في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أن "إقامة المؤتمرات في هذا الظرف بالذات سواء كان في اربيل أو بغداد تشكل لحظة تاريخية في العراق سياسيا واقتصاديا وبالنسبة للرؤية الاستراتيجية الجديدة، ولو رجعنا الى بداية الازمة في سنة 2013 و2014 لشاهدنا بعض السياسيين السنة الذين هتفوا بمسألة التقسيم واقامة الاقاليم لتقسيم العراق، وكادوا أن يجروا البلد من خلال التقسيم الى الويلات والحروب والى دخول داعش من خلال سورية أو تركية او من خلال بلدان اخرى متامرة على العراق".

وتابع أن "هذه السنوات العجاف افرزت وجوه جديدة لأهل السنة والتي بدورها افرزت اجنحة تعمل على ارض الواقع، هذه الوجوه الجديدة لا تساوم على وحدة العراق ولا على مستقبل العراق ولا على أبناء العراق سواء كانوا من الوسط أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، هذه القوى الصاعدة وقفت في المناطق الساقطة بيد داعش والمنظمات الارهابية سواء بمنطقة حديثة أو البغدادي أو الرمادي أو الخالدية أو الفلوجة أو العامرية أو في المدن الاخرى في ديالى، هذه القوى اصبحت اليوم قوى موجودة وحقيقية مقابل الوجوه السنية السياسية في البرلمان والوجوه التي اصبحت خارج اللعبة سواء كانت في اربيل وتركيا او في بعض دول الجوار، اذن هنا اوجدت معادلة ثلاثية، توجد هناك وجوه محترقة مئة في المئة وهي الوجوه التي تسببت في الانهيار والتي كانت ايضا سببا في دمار العراق وكانت سببا في خلق الازمات في البلد، وهؤلاء طرفا في المعادلة حيث نسميهم المعارضين الخارجين، هناك وجوه في البرلمان سواء كانت سنية أو شيعية او كردية لكنها ايضا فشلت في تمثيلها للعراقيين تمثيلا حقيقيا هؤلاء فشلوا في ادارة الدولة العراقية والازمة الكبيرة، وهم أرادوا قطف ثمار النصر في اللحظات التاريخية التي حصلت في الموصل والانبار وصلاح الدين وفي كل انحاء العراق".

وأضاف أن "اقامة المؤتمرات هي تسويق للوجه من جديد، سواء كان مؤتمر اربيل او بغداد، هذا الامر هو محاولة لتلميع وجوه بعض السياسيين الذين باتوا لا يمثلون الشعب العراقي تمثيلا حقيقيا... أما بالنسبة للقوى الصاعدة التي قضت سنوات على سواتر الدفاع وميادين الوغى وحربها ضد العصابات التكفيرية الداعشية، فهذه القوى الان موجودة من شباب وعشائر قضاء حديثة والبغدادي والرمادي والخالدية والفلوجه والعامرية وجميع المدن الاخرى وأكيد أن هذه القوى ستمسك زمام الامور في الايام القادمة وهي الان في صدد اقامة المؤتمرات للمداومة في ما بين المدن العراقية، وهذا لترشيح وجوه حقيقية كان لها واقع وتأثير على الارض وكانت لها الكلمة الكبرى في اللحظة التاريخية في 2014 مع أبناء بغداد وكربلاء والنجف والسماوة والناصرية والبصرة".

وحول الانباء المتداولة عن اقامة مؤتمر ثالث لأهل السنة والجماعة في العراق لإعادة إعمار المناطق المنكوبة قال الشيخ العيساوي أنه "على الدول العربية والاقليمية أن تنظر الى هذه الوجوه الذي نحن بدورنا نسميهم "المؤتمر الثالث" أو الجهة الثالثة التي قريبا إن‌شاء‌الله سيعلن عن مؤتمرهم الثالث، هذا المؤتمر هو الذي يمثل تضحية الشهداء والمضحين والجرحى والمقاتلين في الصيف الحارق وبرد الشتاء القارص، وأملنا اليوم بهذه الوجوه التي لم تساوم على بيع العراق ولم تركب بمركب الخائنين ولم تشارك بمشاريع ماسونية عالمية، أملنا بهؤلاء الشباب الذين تحقق النصر والانتصار على أيديهم".

وأوضح أن "اليوم كعراقيين كل أملنا بعد الله سبحانه وتعالى في هذه الوجوه الصاعدة سواء في الانبار وصلاح الدين او نينوى او كربلاء او النجف او البصرة، الوجوه التي امتزجت دمائها على الارض معا، والتي ضحت بالغالي والنفيس من أجل أن يبقى العراق واحدا موحدا، أما بالنسبة للمؤتمرات الاخرى أن هذه المؤتمرات لن تجدي نفعا وهي تحاول أن تسرق نصر المنتصرين، النصر الذي صنع بدماء عراقية من الفقراء والمساكين والارامل والشهداء والمضحين من كل أبناء المحافظات العراقية، هناك دولا اقليمية وعالمية تحاول تسويق الوجوه القديمة من جديد من خلال مؤتمرات تقيمها في بغداد او اربيل، لكننا نقول وبصراحة أن هذه الوجوه اصبحت مملة، وكالحة والشعب العراقي اليوم لا يريد أن يراها في مشهد جديد مرة اخرى، إنما هناك ابطال ورجال وقادة في الميدان وشيوخ عشائر وعلماء ومجالس علمائية متصدية للإرهاب هم الذين يجب أن يعول عليهم في المرحلة القادمة سواء على المستوى العراقي او الاقليمي".

وبالنسبة لمشاركة بعض الوجوه المطلوبة قضائيا والتي كانت سببا في سقوط المحافظات السنية بيد داعش بين أن "هؤلاء هم في وقت مضى كانوا سببا في دمار العراق والعراقيين بل كانوا سببا في فتح ابواب جهنم على العراقيين جميعا، هم سبب الخراب في اللحظة التاريخية، فكيف يجب أن نثق بهؤلاء كعراقيين، لكننا نوجه رسالة لهم ونقول إذا اردتم أن تزرعو الثقة بشعبكم مرة اخرى فلا تشاركوا في مؤتمرات عنوانها إعمار العراق وأنتم سببا في دماره، بل يجب أن تخرجوا في مؤتمر تعلنوا فيه اعتذاركم للشعب العراقي عن الاخطاء الكبيرة التي حقيقة ما جنينا منها الى الدمار والخراب، اخرجوا بمؤتمر حقيقي واظهروا للعراقيين وللعالم أنكم خدعتم من اتباع الشيطان في العالم، وأنكم غرر بكم ودفعتم الى ما الت اليه الامور ولم يكن في ايديكم شيء لكنكم خدعتم، ولو ظهرتم بمظهر الاعتذار للشعب العراقي عليكم أن تعيشوا كافرادا عاديين ضمن الشعب وهذا طبعا للذين لم تتلطخ ايديهم بالدماء".

وتابع أن "بالنسبة للذين تلطخت ايديهم بالدماء فلا مجال للتفاوض ولا عقد المؤتمرات وإنما عليهم أن يسلموا أنفسهم الى القضاء ليأخذ القضاء مجراه في استرجاع حقوق الناس في ما أمر الله به والعقلاء، لكن هناك بعض الشخصيات ومن باب الانصاف كان لهم مواقف ايجابية، من محافظة نينوى مثلا الاستاذ عبدالرحمان اللويزي موقفه كان ايجابيا ومشرفا، ومثله شخصيات كثيرة في الانبار وصلاح الدين وديالى واقول لهؤلاء الشخصيات ايضا عليكم أن تتقدموا وتعملوا لتأخذوا الدور من الشخصيات الغير مرغوبة وعليكم أن ترصوا الصف وتوحدوا الكلمة بالكلمة وعليكم أن تبتعدوا عن الوجوه الكالحه والتي لم تجلب لاهلها الى الدمار والخراب".

ونوه نائب رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي الى دور العلماء والشعب الواعي للخروج من المحنة وقال أن "هناك بلورة لإقامة مؤتمر ثالث ومشروع للخروج من الازمة وفي الواقع هذا المشروع موجود على الارض ويتمثل بدفاع المدافعين عن الحق من ابناء جميع المحافظات العراقية وممثل بالقوات الامنية وكل الشرفاء والاصلاء من أبناء وشيوخ العشائر وممثل من قبل علماء الدين الذين لم يركبوا مركب هذه الفتنة، بصراحة هناك مجالس علمائية من الانبار وصلاح الدين وقفت منذ اول لحظة بوجه هذا المشروع محذرة عما ستؤول اليه الامور والى جر العراق للمشاكل والفتنة بين شعبه ومجالس العراق السنية والشيعية وكل مجالسنا بعيدة عن المسميات".

 وبين "نحن في مجلس الرباط المحمدي ونيابة عن رئاسة المجلس نقول أن الذي يجمعنا هو الاسلام المحمدي الاصيل اسلام الرحمة والبناء والعفو والكرم واسلام بيت النبي الطاهر، السنة اليوم بجميع مدارسها من الاحناف والشافعية والحنابل والمالكية يؤمنون بالعودة الحقيقية للاسلام المحمدي الاصيل والاسلام المحمدي الاول الذي كان يجمع جميع الاطياف ولا يفرق بين احد من المسلمين، الاسلام المحمدي هو الذي جمع سلمان المحمدي وبلال الحبشي وصهيب الرومي والامام علي معا، الاسلام المحمدي عابر للطائفية والقوميات، هو الذي يحمل الرحمة لكل شعوب العالم وهو الممثل برسول الله، وكما قال عزوجل عنه وما أرسلناك الا رحمة للعالمين، فإذاً مشروع داعش في العراق انكسر والى غير عودة إن‌شاءالله، مشروع التكفير والتطرف انتهى".

وإشارة منه الى البديل عن الوضع الحالي قال الشيخ العيساوي أنه "سيكون مشروع الاسلام المحمدي الاصيل هو الفاعل على الارض حيث أنه سيدعوا الامة الى العودة والتمسك والتذكير بالاسلام المحمدي الاصيل، وهذا كلام الله في كتابه المبين وسيرة ائمة اهل بيته الطاهرين والصحابة الاوائل الاخيار من المهاجرين والانصار الذين رضي الله عنهم، والاخيار والصلحاء والمجاهدون اليوم يتجمعون ليقيموا مؤتمرا في ما بعد ويفصحون فيه عن مشروعهم الكبير الذي هو مشروع امل العراقيين جميعا ومنه ننطلق الى اصلاح الجميع بالتزامن مع كل من يريد الإعمار ومد يد العون الى العراق من دولنا المجاورة لاسيما الجمهورية الاسلامية الايرانية وكل الدول الاخرى فنحن نرحب بها بقدر أنها تكون صادقة وواقفة معنا، خصوصا الدول التي وقفت معنا منذ اول لحظة فيجب أن يكون لها السبق والاولوية في وضع الثقة معها في بناء واعادة اعمار العراق من جديد".

وحول الاختلافات السنية على المستوى السياسي في العراق بين أنه "يجب على دول الجوار في الخطوة الاولى أن تدعم الوجوه الجديدة من السنة والشيعة، يجب أن يدعموا الثلة من المجاهدين والمدافعين والذين كانت لهم الوقفة الحقيقية في العراق لتأخذ وقتها في بناء العراق واعادة اعمار المدن التي هدمتها داعش أو تهدمت من جراء الة الحرب، ندعوا هذه الدول أن تكون جادة في تحييد الوجوه الاولى التي فشلت، أنا ادعوا الجمهورية الاسلامية أن يكون لها دورا في تحييد الفاشلين والفاسقين ودعم الوجوه الجديدة التي تريد للعراق خيرا".

وحول مطالبة بعض المؤتمرين في اربيل بحصر الصندوق لإعادة الاعمار بيدهم والمطالبة بخروج القوات العراقية من المدن وحصر السلاح بيد الدولة أوضح أن "حصر السلاح بيد الدولة هي مطالبة الجميع، والحشد الشعبي بات اليوم هيئة منتظمة تشبه اي جهاز عسكري اخر في الدولة العراقية مثل جهاز مكافحة الارهاب او الشرطة الاتحادية، الحشد الشعبي كان له الوقفات الكبرى في طرد الاشرار من العراق فمطالبة حصر السلاح بيد الدولة لا تعني الحشد الشعبي بشيء كونها جزء من الدولة والقوات الامنية، وبالنسبة للمطالبة بصناديق الاعمار فلماذا لا تكون هذه الصناديق في بغداد وعند الاشخاص المؤهلين لصرف هذه الاموال بالصورة الصحيحة، لماذا يريدون مرة اخرى تسويق هذه الوجوه عن طريق اعادة الاعمار، اعتقد أن هناك رجال من جميع المحافظات العراقية بإمكانهم التصدي لأي مشروع ولكن يحتاجون الى الدعم، مع جل احترامنا لأربيل والسليمانية لكن المعنية بإعادة الاعمار هي بغداد ويجب أن يتخذ اي قرار من بغداد، التي تمثل المحافظات المنكوبة هي بغداد العاصمة، هناك لجان ستباشر بأعمالها ويجب أن نختار عناصر كفوئة أمينة للتصدي والعمل في هذه اللجان،  يجب أن يكونوا اقوياء في عراقيتهم وشخصيتهم كي لا يتأثروا بأي جهة كانت ويكونوا امناء على وحدة العراق والوطن كي لا  يمسنا أي ظالم".

وبالنسبة للمرجعيات السنية في العراق قال أنه "حان الوقت لإعلان مرجعية سنية تحوي جميع العراقيين تحت مظلتها، الواقع يقول أنه يجب جمع الكلمة تحت راية واحدة، المرجعية تحتاج الى مقومات كثيرة، تحتاج الى مقومات امنية ومالية وأهم شيء هو جمع الناس على كلمة واحدة وسماع كلام الناس لها، فما قيمة المرجعية إن لم يكن الناس يسمعونها، لا قيمة للمرجعية إن لم يكن لها جماهير حاضرة عند اشارتها لتدخل الميدان، نحن نعتقد أنه حان الوقت لبروز مرجعية دينية سنية في العراق كي تكون محل ثقة العراقيين جميعا وليس السنة فقط".

وختاما بين الشيخ محمد نوري العيساوي أن "الأيام القادمة والاشهر القادمة ستكون كفيلة بإيجاد المرجعية الموحدة، وعلى أقل تقدير ستكون هناك مرجعية بجمع الكلمة وجمع الصف وتوحيد الخطوات الكبرى والرؤية الاستراتيجية، وأعتقادي هو أنه يوجد اكثر من مجلس واجتماع علمائي يعتمد عليه وبإمكانه التصدي، وله وقفته في الميدان وله الواقع والاثر في المواقع السياسية والاجتماعية والعلمائية في اختيار المواقف الصائبة، كل شخص قرأ تاريخ العراق يعرف جيدا أنه منذ 1400 عام والمرجعية السنية في العراق تجول وتحضى بالوسط التصوف المعرفي، وكانت في البيت الصوفي ويجب أن تراعى هذه المسألة بدقة، حيث أن كل من يقرأ المدارس الصوفية والعلماء الصوفية ومنهج التصوف يعلم أن الصوفيه هي الحلقة الرابطة ما بين المدارس الفقهية السنية وبين المدارس الفقهية الشيعية والامامية، اعتقد أن الازمة والشدائد هي التي ستفرز مرجعية حقيقية للسنة وهم من المتصدين للإرهاب ولداعش وللفكر المتطرف".(۹۸۶۱/ع۹۱۲)

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.