
أكد وزير النقل العراقي الاسبق السيد عامر عبدالجبار في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء حول مسألة استقلال اقليم كرىستان العراق خلال استفتاء سيجرى في المستقبل على أن "اقليم كردستان وقضية انفصاله ليست بجديدة، منذ 2003 هم يستعملون مسألة الانفصال "كمسمار جحى" ويتم ذلك للحصول على المكاسب والمغانم الاكثر من قبل الحكومة العراقية، لقد نوهت في مقال تحت عنوان "عرب العراق انقسموا الى نصفين فصارللكرد مثل حظ العربيين" في سنة 2012 الى مصلحة الاكراد من قضية الانفصال حيث أن الاكراد هم المستفيدين الوحيدين من احتلال العراق".
وتابع أن" الخلافات بين الاحزاب السياسية العربية سواء السنية او الشيعية هي التي ادت الى استغلال الاكراد للقضية، ولو لاحظتم أن اقليم كردستان العراق يلعب على الوترين، ساعة ما يصبحون الى جانب الاحزاب السنية ضد الشيعية وتارة ما يصبحون مع الشيعة ضد السنة، وكل هذا للحصول على مكاسب جديدة، ومن سياساتهم ايضا هي تهديدهم لبغداد بقضية الانفصال ويخرجون بسياسييهم الى الاعلام ليعلنوا عن انفصالهم قريبا لكن لو رأينا أمرالواقع سنرى أن الانفصال لم يكن بصالح الاكراد ابدا، كون أن الاكراد في كردستان يمتلكون وحدة وانسجام أمام غيرهم لكنهم بمجرد أن يصبحوا لوحدهم تبدء الخصومات والتناحرات السياسية بينهم، وسنة 1996 خير دليل على ذلك حيث أنهم تقاتلوا وراح ضحية ذلك القتال المئات من الاكراد من الاحزاب المختلفة".
وبين رئيس المركز العراقي الاستشاري "لو افترضنا حاليا أن الاقليم استقل عن العراق، سنرى في فترة قصيرة قتال داخلي بين الاحزاب الكردية والان الشواهد والمعطيات كلها تدل على ذلك، خلافات حركة التغيير مع الإتحاد الكردستاني ومع الوطني الكردستاني ومن جانب اخر الاحزاب الاسلامية الكردية كلها تدل على أنهم لن ينجحوا بذلك، النقطة الثانية هي أن الوضع الحالي للأكراد جيد حيث أنهم يعيشون في كردستان كدولة مستقلة يمتلكون جميع الحقوق وانوه الى أنهم تجاوزوا على الدستور العراقي عدة مرات، وفي نفس الوقت هم يشاركون في الحكومة العراقية بأعلى المناصب، مناصب مثل رئيس الجمهورية ووزراء ونواب رئيس الوزراء والجمهورية ووكلاء ومدراء عامين الى اخره، هم يحاولون أن يخطون خطوة بإتجاه الكنفدرالية وليس بإمكانهم أن ينفصلوا بسهولة، وحكومة بغداد بمجرد أن تشعر وتسمع تصريحات من قبل قادة الكرد بالانفصال ترسل الوفود الى كردستان لتقديم التنازلات".
وأوضح أن "المفروض للحكومة العراقية والاحزاب العربية وغير العربية أن يعرفوا ويبينوا في الاعلام ما هي خطورة الانفصال، الشعب الكردي ممكن أن يشعر بالحماس والعاطفة تجاه قضية الانفصال وبناء دولة مستقلة بطريقة خاطئة، فيجب على الجميع أن يعملوا ويبينوا الاوضاع للشعب الكردي ويقولوا لهم أن الانفصال ليس بصالحهم والانفصال سيعرض مصالح مواطنين اكراد كثيرين في خارج الاقليم الى الخطر، في مثال اخر حكومة اقليم كردستان ارادت تصدير النفط بعيدا عن حكومة بغداد، وعندما فعلوا ذلك واجهوا مشاكل كثيرة وتلك المشاكل اثرت على المواطن حيث أن الرواتب في الاقليم توقفت، بينما الازمة الاقتصادية لم تؤثر على بغداد والمحافظات بموضوع الرواتب، فإذاً المشاكل التي سيواجها الاقليم كثيرة جدا ناهيك عن المشاكل السياسية التي سيواجهها مع دول المنطقة ، ايران وتركيا وسوريا سيشعرون أن قرار الانفصال لن يخدمهم، اضافة الى أنهم يشعرون أن انفصال كردستان سيعرضهم الى قتال داخلي".
وقال السيد عامر عبدالجبار أن "شواهد الخلاف بين المكونات السياسية الكردية كبيرة، لقد شاهدنا في الاونه الاخيرة تظاهرات في السليمانية ضد مسعود البرزاني و ايضا شاهدنا خلاف مسعود البرزاني مع كتلة التغيير التي منع رئيس برلمان كردستان التابع لتلك الكتلة من الدخول الى اربيل وحصلت تلك المشاكل، والعقبة الكبرى بين الاحزاب الكردستانية هو مسعود البرزاني حيث أنه وبعد الانتهاء من ولايته في رئاسة الاقليم بقي متربع على عرشه وتلك مشكلة بالنسبة للاحزاب الكردية الاخرى، يجب أن يحصل تسليط اعلامي للجماهير الكردية كي يعلموا ويعرفوا أن قرار الانفصال ليس سهلا وستكون عواقبه وخيمة جدا ولن يدفع ثمنها الى المواطن البسيط".
وحول تصريح الامريكان بدعم عراق موحد ومواقف اقليمية تدعم وحدة الاراضي العراقية بين أن "الامريكان لديهم تصريحات متناقضة ويحاولون دائما أن يمسكوا العصا من النصف، وبمجرد تقرب بغداد الى الامريكان تصدر تصريحات منهم لصالح حكومة بغداد ومنها تصريح أنهم يدعمون العراق الموحد، لكن بمجرد أن يحصل خلافا بين بغداد وامريكا نرى تصريحات منافية تماما للسابق، ولو إطلعتم على تقرير كروكر والذي قدمه رئيس الخبراء لمستقبل العراق لم يشيروا به بشكل مباشر بوحدة العراق وإنما اعطوا تصريح مرن يشير به الى تقرير المصير، لكن يبقى الموقف الاقليمي ضد هذا القرار والمدافع الوحيد عن هذا القرار هو الكيان الصهيوني كونه يحمل اهدافا لتجزئة المنطقة وايضا لوضع قواعد صهيونية في اقليم كردستان العراق".
وبالنسبة لفرضية اقامة الدولة الكردية بمساعدة حق الاستفتاء المزمع اجراءه في الاشهر القادمة قال أن "لو فرضنا أنه تم هذا الامر سوف تعاني هذه الدويلة المستحدثة أو الاقليم سيعاني من حصار من الدول المجاورة له حتى تصريحات مسعود البرزاني العديدة تصر على الانفصال بوجود علاقات طيبة مع بغداد، ومجرد عدم رضاء بغداد يعني أن المشروع متعثر ومتعرقل لانه يجب أن يأتي بموافقة بغداد، من جانب اخر لو نظرنا الى الاحتياطات النفطية في الاقليم وتصدير النفط سنرى أن النفط لا يكفي وحده بسد حاجات الاقليم، هم الان يصدرون النفط ويأخذون من بغداد 17 في المئة من الميزانية وذلك ايضا لا يكفي لسد حاجة الرواتب في الاقليم، عمليا اذا اراد تحقيق الاستقلال سيدخل في عزلة كبيرة، وانه سيستنجد بالكيان الصهيويني فقط والذي سيمده بالاموال وغير ذلك".
وتابع أن "مواقف سوريا وايران وتركيا بقت كما هي ضد مشروع إنفصال الاقليم، وهذه الدول في دوامة مستمرة عن تبيين خطورة هذا الانفصال اذاً حكومة بغداد يجب أن لا تسكت عن الازمة وتذهب من خلال اعلامها وتحشد وتبين خطورة عمل الاقليم والبرزانيين، هناك سياسيين عديدين صرحوا وقالوا أننا نطالب جميع الاكراد الذين يعيشون في المحافظات أن يذهبوا الى الاقليم، وهذا الكلام كله سيستعمل كورقة ضغط على الاقليم كون أن الاكراد الذين يعيشون خارج الاقليم اغلبهم تجار ولديهم استثمارات في بغداد والمحافظات ولديهم مصالح كثيرة فهذا الامر يشكل عقبة أمام الاقليم، بعض السياسيين ايضا صرحوا وقالوا يجب أن يدخلوا الكرد الفيليين في هذا الاستفتاء كونهم اكراد، حيث أن الاكراد الفيليين لم يقبلوا باستقلال كردستان".
وختم السيد عامر عبدالجبار كلامه، قائلا أن "كل هذه الاوراق متاحة امام حكومة بغداد، ويجب أن تعمل حكومة بغداد قبل الاستفتاء ويجب أن تصرح وتقول بصراحة ماذا سيحصل إن حصل الاستفتاء وكيف سيسطر مسعود البرزاني على الحكومة اقليم كردستان، والذي سيحسم الامر هو الموقف الشعبي فلهذا يجب توعية الشعب الكردي، واصرار حكومة بغداد على تبيين الحقيقة سيجعل المواطن الكردي يحسب حسابه كثيرا قبل أن يدلي بصوته لكن إن لم تفعل ذلك الحكومة المركزية في بغداد اكيد ستذهب الاصوات لصالح الاستقلال في الاقليم وبعد ذلك النتائج ستكون غير حميدة ابدا".(9861/ع912)