أكد العالم المصري وعضو الازهر الشريف سماحة الشيخ جواد رياض في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء على أن "الوضع في فلسطين محزن للغاية، وقد جاء نتيجة التباطؤ في رد الحقوق إلى أصحابها، ونتيجة التخاذل في الدفاع عن أراضينا ومقدساتنا، ولا ننكر أن العالم كله يغضب الآن لما يحدث بدءا من غضب الفلسطينيين أنفسهم بموافقهم الشجاعة، وإنتهاءا بغضب المسلمين في أنحاء البلاد وممن يهتمون بأمر الأمة، ولكن هؤلاء ليس في أيديهم الأسباب الكاملة للنصر في مثل هذه المواقف، وليس في أيديهم ما يجعلهم قادرين على رد الحق وحماية المسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى يحتاج إلى تكاتف جهود المخلصين والمسئولين فى كل بلاد الإسلام ليقفوا وقفة حقيقية يدافعون فيها عن الأرض والمسجد".
وردا على بعض الفتوى الشاذه التي تصدر من بعض الدول المفتين بحرمة محاربة اسرائيل بين أنه "نحن نحتاج فى هذه اللحظات إلى الاجتماع والوحدة، ونحتاج إلى نبذ الفتاوى الشاذة التي تحرم التضامن مع الفلسطينيين، وقد وجدت خلال الفترة السابقة كثيرا من علماء العالم الإسلامي يقفون موقفا طيبا وحسنا وينددون بما يحدث من تجاوز واقتحام للمسجد الأقصى، وإن كان هناك القليل ممن يحتاج إلى إدراك ووعي".
وبالإشارة الى دور العلماء والنخب الاجتماعية في هذا التوقيت قال الشيخ جواد رياض أنه "يجب عليهم أن يقدموا التوعية الصحيحة في المساجد والمعاهد والجامعات للقضية الفلسطينية والتاريخ الخالد للمسجد الاقصى المبارك، وأن يقدموا مفاهيم الدفاع عن المقدسات في الكتاب والسنة وتاريخ الأمة وأيضا يجب على العلماء أن يجمعوا شملهم، وأن ينظروا إلى عدوهم، ولا يتخذوا بعضهم بعضا عدوا، فمعرفة العدو الحقيقي لا يحتاج إلى ذكاء كبير، فما نعيشه اليوم من التفرق والتعصب للمذاهب هو ما يسعد العدو سعادة حقيقية، فلم الشمل يؤذيهم".
واوضح أنني "لا أجد على الساحة من ينادي بمشروع لتوحيد الأمة إلا قليلا ممن لا يسمع صوتهم، فدائما الأمة العربية والإسلامية تنفعل مع الأحداث انفعالا وقتيا ثم لا يلبث الناس أن يعودوا إلى سكونهم، وقد استطاع اليهود أن يصلوا إلى كثير من أغراضهم بهذه الطريقة ويبدأون العمل، ثم يرون المسلمين تهيج مشاعرهم، ثم تهدأ، فيعرفون أنهم سيصلون إلى هذا الهدوء بعد ذلك، وقد تم لليهود ما أرادوا، قد استطاع اليهود أن يجتاحوا معظم الأراضى الفلسطينية بهذه الطريقة".
وختم الشيخ رياض كلامه؛ قائلا أنه "نحتاج إلى مشروع وصبر، فلو خطط المسلمون ولو لسنين، ولكن فى كل يوم إنجاز لوصلوا إلى ما يريدون وتماما كما فعل اليهود أنفسهم، فقد كانت أحلامهم منذ سنة 1897 على يد هرتزل ورؤيته، وخططوا أن يدخلوا أراضي بيت المقدس بعد خمسين عاما، وقد حصل، لكن المهم فى ذلك هو استمرار الهدف لدى الكل، لدى الجد والحفيد، أما إذا جاء من بعدنا من نسي تكملة الهدف، وسعى وراء مكانته، هنا تكون الخسارة الكبيرة".(9861/ع922/ك412)