أشار الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال شعبان في حوار خاص مع وكالة رسا الى الانتصارات التي حصلت في لبنان مؤخرا على أن "ما يجري في منطقتنا منذ ما سمي بالخريف الدم العربي هي مجزرة كبرى إستطاع الكيان الصهيوني من خلالها أن يزرع الخلافات والصراعات داخل عواصمنا، من دمشق الى القاهرة والى بغداد والى طرابلس، واستطاع أن يقتل أمتنا من خلال أبنائها الذين ضلوا الطريق".
وتابع أن "بعد تحمل الكثير من المعانات كان لابد من أن تنكشف الامور على حقيقتها، فتحول الشعب بكل مذاهبه وجنسياته لمواجهة هذا المد والمشروع، كون أن مشروع الدين والاسلام الذي يرفعه هؤلاء الظلمة زورا وبهتانا ليس هكذا، بل مشروع الاسلام هو الذي يحصن الحياة ويحفظ الدماء ويصون الاعراض والدماء، لذلك كان لابد من اخراج كل اولائك الذين لا يتقنون فن الحياة بل إنما يتقنون فن الموت والإماته، وعندما لا يستطيع جيشا بمفرده أن يقاوم فلابد أن يندفع معه شعبه، توجد هناك امور تتداول في لبنان خاطئة جدا، يقولون أن الجيش هو السلاح الشرعي الوحيد، الجيش اخذ شرعيته نيابة عن الشعب، في الواقع الجيش يحمي الشعب والشعب هو صاحب السيادة، فالشعب في كليته في لبنان خرج ليرفض التفجير والتفخيخ والاغتيال فقام بالمساومة مع نفسه عندما وضع يده كشعب ومقاومة مع الجيش وإنطلق من اجل ان يحرر أرضه من كل تلك المفخخات والاغتيالات والقتل والدمار".
وحول تداعيات هزيمة التكفيريين على المنطقة وعلى داعميهم من الصهاينة والامريكان بين أن "ما يجري في الميدان العراقي والسوري يؤثر على ما يجري في الميدان اللبناني، يعني اليوم نرى فشل ذريع للمشروع الذي حاولت أن تركبه امريكا وتنحر به الصحوة الاسلامية، هناك فشل ذريع في موازين القوى والخرائط على الارض، فتداعيات هذا الامر كان على لبنان ايجابي جدا، المقاومة في لبنان وحزب الله لا يستثمروا هذا الانتصار ليأخذوا مقابل الدماء مواقع او يأخذوا مقابله نيابات او مناصب او ما الى ذلك بل كل ما نريده في لبنان هو أن نعيش حياة استقرار وهناء وفق قناعاتنا المقاومة والجهادية ضد الكيان الصهيوني الغاصب، كوننا لا نؤمن بغير عدو للأمة الاسلامية غير الكيان الصهيوني، اليوم من أهم التداعيات أن لبنان بأمنها واستقرارها عادت من جديد الى الساحة".
وأضاف أن "الكيان الصهيوني اليوم يقف مع الاكراد ضد الشيعة ويحرك السنة ضد الشيعة ويحرك الشيعة ضد الكرد والسنة، اذاً عدونا الوحيد والاصلي هو الكيان الصهيوني الغاصب ويجب أن تتحد كل "الاصوليات" من أجل أن تتجه الى جبهتها الاصلية، ومن أجل أن تصوب بندقيتها نحو العدو الواحد الذي قال الله تعالى فيه " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواٰ".
وحول تقييم انتصارات المقاومة بعد تحرير 2006 قال الشيخ بلال شعبان أن "المقاومة والجيش اللبناني تميز عن كثير من الدول الاسلامية والعربية، جيشنا ومقاومتنا في لبنان وقفوا في وجه العدوان الاسرائيلي ووقفوا في وجه عدوان مجموعات الغلو والتكفير، لذلك أنا اعتقد أن هزيمة الكيان الصهيوني لا يمكن أن تكون على يد جيوش بل توجد هناك استراتيجية اخرى، الكيان الصهيوني استطاع أن يتغلب على الدول العربية المتحدة في 5 حزيران 1967 لكنه لم يستطع أن يتغلب على مقاومة لبنان في 25 ايار سنة 2000 ولا في تموز 2006، ولا في 2008 ولا في 2012 في غزة لأن استراتيجية الشعب المقاوم في الوطن العربي هو الذي يستطيع أن يقف بوجه المشروع الاسرائيلي لأنه في غزة مثلا يوجد مقابل 500 الف عسكري اسرائيلي مليون ونصف مقاتل فلسطيني من شيوخ وشباب واطفال ونساء، لذلك مشروع المقاومة والجهاد و"مقاومة الشعب" او "شعب المقاومة" هو الذي يندفع بالدفاع عن ارضه وعرضه وهي الوسيلة الوحيدة التي نستطيع من خلالها أن نقف بوجه القوى الكبرى، وهذا ما تحقق في كثير من مناطقنا من العالم العربي والاسلامي".
وحول تهديد الكيان الصهيوني بقصف مقر الرئيس السوري بشار الاسد بعد انتصارات محور المقاومة اكد أن "هذا التفاعل إن دل على شيء فانه يدل على أن الوكيل فشل فيريد الاصل أن يؤتي ويحقق ما لا يستطيع الوكيل إنجازه، في الواقع الوكيل من وكله الكيان الصهيوني والدول المتحالفة معه هم المنظمات الارهابية والمتطرفة والمعارضات المرتبطة بهم، نحن مع الشعب السوري واللبناني والعراقي ومع كل شعوب المنطقة ضد أي ظلم في جميع البلدان العربية والاسلامية، فلذلك هذه الشعوب المستضعفة يجب أن تقف بوجه كل هذه المشاريع من اجل أن تفشلها، في الواقع الكيان الصهيوني يعتقد أنه يستطيع تغيير خريطة المنطقة، هي في الواقع فشلت في لبنان وايران وفي غزة وفي سوريا والعراق، فاليوم هي في صدد أن تمنع التواصل الجغرافي والسياسي والاجتماعي بين البلدان الاسلامية والعربية عبر تهديدنا بقصف من هنا أو قصف من هناك".
وختاما قال الشيخ بلال شعبان أن "محاولاتهم فشلت منذ اخفاقهم في حرب تموز، واخفاقهم من تغيير مجريات الاحداث داخل ايران، حيث أنهم حاولوا بالاغتيالات ودعم جهة سياسية على حساب جهة اخرى أن يركبوا موجة الفتنة لكنهم فشلوا، وستفشل مشاريعهم في كل ما ستتخيله، نؤكد مرة اخرى أنه يجب على جميع المسلمين سنة وشيعة أن ينبذوا كل الخلافات الموجودة في ما بينهم، يجب أن نضع جانبا جميع المسميات الطائفية والمذهبية والعرقية، حتى نستطيع أن نتفرغ للعدو".(9861/ع923/ك772)