أكد عضو تجمع علماء المسلمين الشيخ صهيب حبلي وفي حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء حول واقعة الغدير عند المسلمين على أن "كل المناسبات والحوادث التاريخية الاسلامية فيها دروس وعبر لإصلاح حال المسلمين، الشخص المسلم وصاحب الروح الطيبة هو الذي يأخذ الحكمة أينما وجدها، وكل الاحداث التاريخية ينبغي أن تكون مصلحة لحالنا ومزيلة لهمومنا ويجب أن يستفيد منها المسلم بأي شكل من الاشكال".
وتابع "نحن اليوم أمام ذكرى تاريخية عظيمة، ويجب أن ننوه الى أن الغدير عند السنة لا يسمى بالعيد بإعتبار أنه لا يوجد عندهم غير عيد الفطر وعيد الاضحى، وذلك بسبب آخر أيضا وهي دسائس الامويين والتاريخ الذي زيف على يدهم، على الظاهر هناك عمل لإبعاد أهل السنة وإلهائهم عن مناسبة الغدير رغم أنه موجود في كتبهم ورواياتهم، هي حادثة كبيرة وتعتبر هذه الحادثة طبعا إمتدادا لتبليغ رسالة نهج النبي صلى الله عليه واله وسلم، وحصن منيع للإسلام من حيث أن الامامة أقرها القرآن، وليس الامر بجديد ولكل المسلمين إمام وقائد، وذلك يصيب الاعداء اليأس وقال الله تعالى "الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" هذه آخر وصايا النبي صلى الله عليه واله وسلم".
وقال إمام وخطيب جامع النبي إبراهيم سلام الله عليه أنه "لا يمكن إخفاء او كتم الاحاديث المتواترة من أجل خاطر أحد، فخاطر رسول الله اولى بالحفظ، ولهذا يجب أن ننوه الى أن قصة الغدير عام بعد عام تتقلص عند السنة وتتوسع عند الشيعة، مع العلم أن حادثة الغدير هي وصية لكل مسلم ولا تختص بالسنة أو الشيعة، إن البعض قالوا أن النبي أراد رفع شأن علي عليه السلام عند أهل اليمن، وهذا الامر مرفوض كون أن خلاف الامام علي عليه السلام معهم، كان يسير وتم وأده في مكة ولا يحتاج هذا الامر الى جمع الناس لمدة ثلاثة أيام، ولا يأتي النبي صلى الله عليه واله على ذكر اليمنيين خلال خطبة العيد بل إنما كان كلامه عن المستقبل، وقال سيأتي نداء ربه والموت سيجيبه".
وأضاف أن "خلاصة الغدير هي أنه لمن سنذهب من بعدك يا رسول الله، شاء القدر وإنقسمت الامة وذلك لإمتحانهم ولو شاء ربك لجعلهم أمة واحدة وهم الى يومنا هذا لا يزالون مختلفين، هذا اليوم مذكور في كتب السنة وفي الصحاح، حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لعلي بن أبي طالب هنيئا لك، وقال له أمسيت مولى كل مؤمن وهذا موجود في البداية والنهاية لإبن الكثير وأخرجه الترمذي والنسائي وإبن الجوزي ومسلم، وأيضا قال أبوبكر "سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول "إنّ على الصراط لعقبة، لا يجوزها أحد إلاّ بجواز من علي بن أبي طالب"، الموضوع موضوع ثابت ولا هرب منه".
وأكد أن "كارهي علي أبن ابي طالب ومبغضيه مبعدين جدا عن معرفة ال البيت ولا يعرفون عنهم شيئا، ومع الاسف نجحت الخدعة الاموية في ذلك، وإتهم الكثير من أئمة السنة كالامام الشافعي الذي اتهم بالتشيع حيث قال "اذا في مجلس ذكروا عليا*** وسبطيه وفاطمة الزكية --- فاجرى بعضهم ذكرى سواهم*** تشاغل بالروايات الدنيه --- وقال تجاوزوا يا قوم عنه*** فهذا من حديث الرافضيه --- برئت الى المهيمن من اناس*** يرون الرفض حب الفاطميه --- على آل الرسول صلاة ربي*** ولعنته لتلك الجاهلية"، اليوم ابتعاد المسلمين عن وصية الغدير ليس في حق علي عليه السلام فقط بل بحق القرآن والسنة، ونرى ذلك عند جميع اطياف المسلمين، لا يظهرون الشيعة مثلا اليوم مظلومية القرآن وأهل البيت عليهم السلام بل هم ينظرون الى مظلومية علي عليه السلام فقط، بل الظلم الذي لحق بالقرآن والعترة كان متزامنا، ولابد للنظر بالوصية كلها وليست جزئها".
وتابع أننا "بذلك نقول للمسلمين أنكم قصرتم عن الغدير بأركانها الثلاثة بالقرآن والعترة التي تم استهدافها و برأس العترة الذي تم قتاله وتم لعنه على المنابر وتم في أمته القتل والتشريد وكل أمته سنة وشيعة شاركوا في هذا الاجرام، اليوم أولى بالذي قصر مع القرآن والسنة أنه لم يتورع الاساءة لعلي أبن ابي طالب عليه السلام، أو يتجنب الاساءة لعلي عليه السلام، فاليوم الاولى في هذه المناسبة أن نذكر المسلمين كافة بتقصيرهم في كتاب الله من حيث أن القرآن مع علي وعلي مع القرآن".(9861/ع914)