توجه رئيس الهيئة الإستشارية لمجلس علماء فلسطين في لبنان سماحة الشيخ محمد الموعد في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء الى الأمة الاسلامیة جمعا وطالبها بأن "تقف مع اخوانهم في ميانمار، ونؤكد على أن هذا الشعب شعب فقير ومظلوم وقد عانى منذ عشرات السنين من هذا الاضطهاد، فمن هذا المنطلق يجب على الدول الاسلامية الغنية وخاصة الخليجية منها أن ترسل المساعدات الى هذا الشعب المسلم، حيث كان مستضعفا ومحروما وفقيرا قبل أن تحدث هذه الضجة الإعلامية وتنشر مآساتهم في الاعلام".
وتابع أننا "نطالب مجلس الامن والامم المتحدة ومنظمة العالم الاسلامي والجامعة العربية والدول العربية والاسلامية ومنظمات حقوق الانسان أن تعمل بواجباتها الانسانية تجاه المظلومين وأن تقف الى جانب هذا الشعب المظلوم في بورما، يجب أن ننوه الى أنه مهما بلغ حجم المبالغات او الصور أو الفبركة التي يتكلمون عنها لكن مع هذا توجد هناك مجازر وإضطهاد وتطهير عرقي وحرب إبادة تحصل بحق المسلمين الروهينغا، لذلك على العالم بأسره أن يقف الى جانبهم ويرفع عنهم هذا الظلم حيث أن هذا هو الحق الانساني الذي يحتم على الجميع أن يقفوا بجانب الانسان بغض النظر عن هويته أو طائفته أو مذهبه أو دينه".
وأضاف أن "كل هذه الاعمال إن دلت على شيء تدل على حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي وتغيير معالم المنطقة دمغرافيا وهذا يعتبر وصمة عار في جبين هؤلاء وفي جبين التاريخ المعاصر".
وتابع "ديننا هو دين الرحمة والمحبة والتسامح ونحن كمسلمين رفضنا الفكر الداعشي التكفيري الذي يقوم على اقصاء الاخرين وقتلهم وتشريدهم وقتل كل من يختلف معه في الرأي، كمسلمين إعتبرنا هذه الممارسات ضد الانسانية وضد الدين، وأخذنا تعاليمنا من نبينا صلوات الله عليه حيث ارسل رحمة للعالمين وليس نقمة للعالمين، من حق كل أنسان أن يعبر عن رأيه سلميا، من هنا نعتبر أن ما يحصل في بورما مخالف لكل القوانين وحقوق الانسان ومخالف لكل ما يتعلق بالانسانية في هذا العصر".
وأوضح الناطق الرسمي بإسم مجلس علماء فلسطين في لبنان أن "نطلب من المجتمع الدولي أن يتدخل لصالح مسلمي بورما بالعمل والفعل وليس فقط بالتنديدات والكلام، بل ينبغي أن يكون هناك تحرك عاجل، وطالبنا ذلك في أكثر من مؤتمر وخلال بيانات سابقة، وعلى المجتمع الدولي أيضا أن يرسل قوات حفظ سلام من خلال بوابة مجلس الامن الدولي وعن طريق اليو إن واليونيفل للإشراف على حماية المدنين العزل، ايضا بإمكان الدول الاسلامية والعربية أن ترسل جيوشا لحماية هؤلاء المسلمين، وتكون مهمة هذه الجيوش حماية المسلمين والمظلومين الذين وقعوا فريسة سهلة بيد هؤلاء المجرمين".
وحول مستقبل الوضع في هذه المناطق بين أنه "لو بقي الوضع هكذا فنحن مقبلون على حرب إبادة جماعية... الامر الذي لفت إنتباهي هو أن السنة والشيعة معا وقفوا واصدروا التنديدات ضد الإبادة التي تحصل بحق مسلمي الروهينغا، وإن دل هذا الامر علي شيء فيدل على أن نحن كمسلمين مازلنا بخير ولا نفرق بين سني وشيعي، وموقف الجمهورية الاسلامية مشرف حيث أثبتت مرة اخرى أنها لا تهمها القومية او المذهبية والطائفة بل ما يهمهم حقا هو حياة المظلومين، وذلك ثبت من خلال أن مسلمي الروهينغا هم من أبناء السنة، اندونيسيا ايضا كدولة مسلمة أستنكرت ذلك ورفضت الظلم الحاصل وإعتبرت أن ما يحصل معادي للإنسانية، وكذلك تركية التي ارسلت زوجة الرئيس التركي كمندوبة لرفع الظلم عنهم، بدورنا ايضا نطالب دول الخليج بموقف شجاع تجاه حكومة ميانمار والمجتمع الدولي، وندعوهم الى ارسال مساعدات عاجلة الى تلك المناطق".
وحول وحدة المسلمين تجاه معاناة الامة الاسلامية بين أن "اليوم اثبتنا للجميع أن السنة والشيعة يحافظون على مصالح الامة الاسلامية بعيدا عن التدخلات الغربية والصهيونية التي تريد للأمة أن تقع في خلافات وفتن وإقتتال داخلي وهذا حصل في بعض الاحيان، لكن الحمدالله تجاوزنا هذه المؤامرات التي ارادت تقسيم منطقتنا، التكفيريون المدعومون من قبل الغربين والصهاينة اليوم باتوا في زاوية ضيقة وهم في حال الإندحار كونهم شوهو صورة الاسلام وكانوا يريدون فعلا جلب المنطقة الى صراع لصالح العدو الصهيوني، بهذا مشروع الوحدة الاسلامية مازال قائما وبمساعدت المظلومين والمساكين في أنحاء العالم يقوى مشروعنا، وكما قال الامام علي عليه السلام "الناس إما إخواننا في الدين أو نظرائنا في الخلق" وهذا يؤكد لنا أنه يجب أن نتحرك تحت خيمة الاسلام".
وتابع أن"تحركنا وارسال مساعداتنا يجب أن يستمر كون أن مسلمي الروهينغا لا يمتلكون طريقة لإنقاذ نفسهم وعيونهم ترصد وصول مساعداتنا وإتخاذ موقف من جانبنا، هؤلاء لا يمتلكون من الدنيا غير طعامهم وزادهم، بل لا يريدون أكثر من عيش حياة كريمة، على الدول الاسلامية أن تقلل من بعض مصاريفها التي لا تغني ولا نتفع بشيء، وترسل تلك الملايين الى هؤلاء المحرومين".
وأضاف أن "الدولة في مينمار يجب أن تتوقف عند حدودها وتعرف أنه توجد هناك مؤسسات دولية سوف لن تسكت على هذا الاجرام والدول الاسلامية سوف لن تقف مكتوفة الايدي أمام هذه الإبادة الجماعية، وعاجلا أم اجلا سيكون هناك تحرك لإنهاء معانات مسلمي الروهينغا، وكما قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم " لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مَا يُحِبُّهُ لِنَفْسِهِ مِنْ الْخَيْرِ" أو"ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه ، وهو يعلم به"،هؤلاء من المسلمين المظلومين الذين اليوم باتوا بحاجة لنصرتنا ولدعمنا وهم يعتبرون جيراننا واخوننا".
وأكد أن "السكوت أمام هذه الممارسات التي يخجل ويندى لها جبين الانسانية وحقوق الانسان هي ظلم بحق البشرية، ونوجه الكلام الى امريكا واروبا والغرب بصورة عامة ونقول لهم اين حقوق الانسان عندكم أمام هذه المجازر التي تحصل في بورما بحق المسلمين والفقراء الذين يعانون ما يعانون، على الدول التي تتغنى بالدمقراطية وحقوق الانسان أن تعيد حساباتها، لقد كشف القناع واصبحت الامور واضحة جدا وما تقوم به دولة مينمار هو عدوان سافر وقمع بحق أقلية مظلومة وما تقوم به هو إبادة جماعية بأبشع الطرق الممكنة".
وحول وجود أيادي صهيونية خلف تأجيج الصراع في ميانمار بين أن "بدون مبالغة اللوبي الصهيوني دائما يسعى بكل ما يملك من قوة أن يأجج الفتن المذهبية والطائفية والنعرات القومية في كل بلاد العالم، لكن بات تركيزهم الان على البلاد الاسلامية والعربية والأقليات المسلمة في العالم، نحن لا ننسى أبدا شعار الامام الخميني رحمه الله عندما قال "إسرائيل غدة سرطانية ينبغي إستئصالها من الوجود" وهو كان يدرك تماما أن هذه الغدة السرطانية إذا ما تم إستئصالها ستستشري في جميع المجتمعات عامة بدون استثناء، بل حتى ستنتشر في المجتمعات الغير مسلمة والغير عربية، وهذا ما نشاهده اليوم من الصهاينة حيث أنهم يتدخلون في كل مكان من أجل إقامة الفتن، هم يقيمون دولتهم المزعومة على أنقاض الخلافات القائمة في المنطقة، في الواقع هم اعداء الانسانية والبشرية، الصهاينة أعداء كل الخير في الدنيا، هم اصحاب الشر بحد ذاته".
وتابع أن "هؤلاء الابالسة هم الذين احتلوا فلسطين والان يتغطرسون بهذا الاحتلال ويهيمنون على الارض المباركة الفلسطينة حتى يبقى لهم وجود في هذه الارض المباركة، مصلحة هؤلاء الصهاينة أن يكون هناك خلافات عربية عربية، واسلامية اسلامية على المستوى المذهبي وخلافات على المستوى العربي الطائفي وخلافات بين العرقيات وكل هذا لتقسيم المقسم وتجزيء المجزء كي يكون هناك عدة سايسبيكوات جديدة في المنطقة، الصهاينة دعموا الجماعات الارهابية والتكفيرية لدعم مشروعهم، والان يدعمون ويبيعون السلاح للحكومة في ميانمار من أجل تأجيج الصراع الديني".
وبالنسبة لإرتباط مسألة حقوق الانسان والصهاينة، قال "عن أي حقوق للأنسان وعن أي دمقراطية يتكلم الصهيوني، الصهاينة هم الداعم الاول في العالم للإرهاب والاجرام، علينا جميعا أن نقف صفا واحدا وأن تتظافر جهودنا من أجل أن نوقف أطماع الصهاينة في المنطقة والعالم جميعا، اليوم نراهم كيف يسعون في المنطقة خرابا وعبثا وآخر حركاتهم الغبية هي المناورات العسكرية التي يقيمونها على الحدود مع سوريا ولبنان من أجل ارهابنا وتخويفنا، لكن أقول لهم أن محور المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وسوريا سيكون لكم في المرصاد، يجب على الشباب العربي والاسلامي أن يدرك ويعلم أن العدو الوحيد لهذه الامة والانسانية والعالم هو الكيان الصهيوني الغاصب، لا يوجد عدو آخر غير العدو الصهيوني وكل من يفكر أن يخلق هناك عدوا آخر في المنطقة هو متآمر على أمة محمد صل الله عليه واله وسلم، هذه الامة التي ينبغي أن نحافظ عليها من أجل المحافظة على الدين والقرآن الكريم "وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
وأوضح أنه "أثبت التاريخ أن للصهاينة أصابع خبيثة في أغلب المشاكل التي تحصل بحق المسلمين في العالم، وهناك دعم من قبل هذا الكيان الغاصب للذين يريدون التخريب في بلاد المسلمين، تأجيج الصراع الطائفي والمذهبي يدخل ضمن إختصاصات هذا الكيان، وكل هذا حتى يتحكموا بمصير أبناء البلد الواحد وهذا لن ينجح الا بتأجيج الصراع الطائفي والمذهبي، وكأن الخلافات عند الصهاينة ماء يسقون به زرعهم ولا ينضج زرعهم الا على دماء الشعوب والابرياء والخلافات، الصهاينة باتوا عدوا للجميع، فهم أعداء العرب والعجم والمسلمين والمسيحين، ودعمهم لدولة عندها طائفة متشددة لن يدخل الا في هذا السياق".
وبين أنه "لم يسجل التاريخ ابدا اعتداء المسلمين في هذه المناطق على شخص او طائفة او قومية ولا على معتقدات احد ما، المسملين دائما يحترمون الاخرين وهذا يدخل ضمن اعتقادهم، ونشترط بذلك أن لا يأتي أحد ويعتدي علينا ويأجج الصراعات والاختلافات بيننا في في تلك الحالة سنتحد ضد أي عدو مهما كانت قوته، تعاليمنا الاسلامية تحتم علينا أن نحافظ على شعائر الاخرين وهم يجب بدورهم أن يحافظوا على شعائرنا، من يدور في فلك الصهاينة أيضا يعتبر عدونا وعلى الدولة الميانمارية أن تنهي هذه المهزلة والمجازر وعليها أن تعلم جيدا أن الاوضاع لن تبقى هكذا".
وختم الشيخ محمد صالح الموعد كلامه، قائلا أن "الدول الاسلامية والعربية يجب أن ترسل قوات من بوابة مجلس الامن الى ميانمار لنصرة المسلمين هناك ولإيقاف هذه المجازر واليتم ذلك اليوم قبل غد، وعلى بعض الدول العربية أن تدرك جيدا أن افعال واساليب هذا العدو سوف يسحبهم الى التهلكة، بطبيعة الحال هذه الغدة السرطانية التي تدعم التكفيرين والمجرمين في بلادنا بإستطاعتها أن تنشر فايروسها في شرق الارض وتدعم الدولة الميانمارية لإبادة المسلمين هناك".(۹۸۶۱/ع۹۱۳)