أكد الباحث والناشط البحريني الشيخ محمد علي التل في حوار خاص مع وكالة رسا لأنباء على أن "ثورة الحسين إنطلقت لرفع الظلم عن هذه الامة ودفع الغمة عن صدر المسلمين وإرساء الحق ودفع الباطل، فلذلك ثورة الامام الحسين جائت لتعلمنا كيف نتعامل مع هذا الظلم ومع هذا الاستكبار، وهذا الامر ممكن بالوسائل التي باتت تعرف اليوم بالمقاومة والممانعة".
وتابع "نحن محتاجون أن نتعلم من ثورة الامام الحسين الدرس، كخطباء وعلماء ورواديد يجب أن نتعلم كيف نرفع الظلم بكلمتنا عن المخاطب الذي عاش الظلم بكل أنواعه، سواء كان ظلم الحاكم او ظلم الناس أو اي نوع من أنواع الظلم الواقع على صدر المسلم أو غير المسلم، نحن مطالبون بأن نرسي العبد كقيمة عالية في المجتمع الاسلامي حتى ينتشر العدل في جميع أنحاء العالم الى أن يكون السمة الرئيسية في هذا العالم الإنساني والبشري هي العدل والعدالة".
وحول جلب واحضار الخطباء من قبل النظام الخليفي بين أنه "لا نستغرب كثيرا من سياسة النظام في تثبيت عرشه الظالم واستخدامه للإسلام كوسيلة لهذا الهدف يأتي في نفس السياق، هم يستجلبون الخطباء والرواديد الذين يتماشون مع بقاء الظلم والظالمين، لهذا تراهم يستخدمون امثال هؤلاء الخطباء ليبقونهم ويجعلونهم عصما او معينا لهم في السلطة، ما جاء به الرسول صلی الله عليه واله وسلم وأهل بيته الكرام هو رفع الظلم عن المظلومين لكن هؤلاء يريدون تغير كل شيء لصالحهم، هم يريدون خطباء لم يفقهوا عمق نهضة الامام الحسين عليه السلام بل يريدون خطباء فقط يذكرون المصيبة ويبكون الناس قليلا وينتهي الامر، الخطباء والرواديد سيكونون مفيدون طالما لم يدخلوا عمق المصيبة ولم يوضحوا للناس لماذا الامام الحسين قام ضد الظلم".
وبالنسبة لغياب اية الله الشيخ عيسى قاسم في اول مناسبة عاشوراء ومحرم وتأثير الامر على الشعب البحريني والثورة أوضح أن "سماحة اية الله الشيخ عيسى قاسم هو ممثل المقاومة الاول في البحرين بل هو النموذج الابرز في البحرين، فغيابه هو غياب النموذج الثوري عن الساحة، الان في البحرين غيبوا النماذج الاصلية للمقاومة، تصور معي عندما يغيب القائد الاول ماذا يحدث عند بقية الجنود والناس، يصبحون بلا قيادة فعلية، تغييب هذا القائد فعلا يعني تغييب القيادة الموجهة والمرشدة والايقونة الابرز للمرشد الاعلى لدينا في البحرين".
وقال أن "التعدي على مظاهر محرم وعاشوراء لم تكن فعلة اليوم بل هي منذ اول يوم قتل فيه الامام الحسين عليه السلام، أرادوا تغييب عاشوراء، عندما يزيد جاء وتباكا على قتل الحسين وجاؤوا بعد بني أمية العباسيون وإستغلوا عاشوراء وذلك ليفرغوا ثورته المباركة من مظمونها، هنا في البحرين ايضا أل خليفه يسيرون بركب بني أمية وبني العباس، هم الان يهددون الناس ويهدمون المظاهر العاشورائية، فهذا ليس غريبا حيث هم يسيرون على نفس الخطى مع بني امية وبني العباس، يريدون إفراغ محتوى عاشوراء كما يحلو لهم وكما يريدون".
وختاما بين أن "الناس ذو شكلين، الاول أن يكونون فارغين تماما من أي عنصر مقاومة والثاني هو تجهيل الناس عن قضايا ومحتوى عاشوراء، فبالتالي السلطات الظالمة الخليفية تعمل على هذه الامور من خلال الجانب التربوي والثقافي والديني".(9861/ع922/ك460)