أكد العالم والباحث الاسلامي البارز سماحة الشيخ علي الكوراني في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء حول استمرار ثقافة النهضة الحسينية على أنه "يملك الامام الحسين سلام الله عليه بقضيته وثورته الكثير من العناصر الحيوية الغنية التي ليس لها مثيل في مكان آخر، أن يكون إنسان يقدم نفسه وأسرته من أجل قيم وأهداف اسلامية وإنسانية فيكون الامر عند الناس غريب، بمعنى أنه يوجد هناك شخص قبل أن يهب دمه من أجل حرية الانسان في تقرير مصيره وديانته، وكل هذا من أجل الكشف عن طاغية زمانه الذي سيدثر كل هذه المفاهيم".
وحول التنظير في قضية عاشوراء من قبل النخب الاجتماعية والناس تابع أن "تنظير ثورة الإمام الحسين سلام الله عليه مخزون في قلوب الناس والجماهير وهذا الأمر موجود منذ نهضته المباركة، لكن إظهار هذا التنظير مثل المنطق الذي تراه في محاورة الناس ومعاملاتهم لكن إستخراجه بات على يد أرسطو وأمثاله، فإذا أردنا أن نتحدث عن تنظير ثورة الامام الحسين سلام الله عليه تختلف الامور عن عامة الناس، الناس عندما ينطلقون بمظاهر ثورة الحسين المباركة يوجد لديهم معادلة داخلية وهذا الاحساس نابع عن فهمهم ودركهم للإمام الحسين سلام الله عليه، إذن التنظير في قضية الامام الحسين عليه السلام في الواقع هي إظهار تحليل نهضته المباركة، وهذا الامر اختصاص اشخاص قلة من النخب ".
وحول القراءات الناقدة لبعض النخب لمظاهر الشعائر الحسينية وإستناد هذه الإنتقادات الى الأدلة أم الذوق العام بين أن "الامر الذي يحكم الشعائر الحسينية هو الفقه، إذن الامر راجع للشريعة الاسلامية المقدسة، وايضا توجد هناك شعائر تحكم بالذوق العام، وهذا الامر يحكم على الناس أن تكون المادة والشعيرة على مستوى الامام الحسين عليه السلام، وأن يكون فيها خطاب حضاري مقبولا للجماهير والناس، إذن الشعائر فيها جانب فقهي وثقافي وذوقي، الذوق والسليقة العامة في الشعائر الحسينية مهمة جدا، ومثالا لهذا الامر عشرات بل المئات اللوحات الفنية العاشورائية تقدم من الرسامين لكن لن تنجح ايهما مثل ما نجحت لوحة الاستاذ فرشجيان للوحته فرس الامام الحسين عليه السلام، وشهرة هذه اللوحة يرجع الى الذوق العام، الذوق العام يجب أن يراعى في جميع امور الحسينية".
وأضاف أن "بعض الشعائر تخاطب مجموعة او قلة من فئات المجتمع وبعضها الآخر تخاطب العالم باجمعها، نستطيع أن نقدم هذه الشعيرة أوالمادة التي تخاطب العالم بأسره أو هذا المظهر من التعبير الحسنيي أمام الغربيين ونتباها به".
وبالنسبة لموضوع الجمهور الحسيني الذي يمثل نبض قلب الثقافة الكربلائية رغم عدم وعيه للمنهجيات المعرفية، قال أن "الجمهور الحسيني يحتاج الى استكشاف عن طريق عقليات مثقفة تستطيع أن تستكشف الامور وتحللها وتصل بها الى نتيجة، حركة الاربعين هي نموذج لتسهيل الإسكشاف وتحليلها، هذه الحركة العظيمة المليونية لو حدثت في أي دولة اخرى كم كانت تحتاج الى تنظيم وترتيب وكم كانت تحتاج الى الشرطة لحفظ أمنها وأمانها وكم كانت تحتاج الى التنسيق وكم كانت تحتاج الى الملايين لصرفهاعلى هذا الكم الكبير من الناس في هذا الحدث الكبير، فلسفة التسيير الذاتي فقط في زيارة الحسين عليه السلام يحتاج الى تحليل وبحث ودراسة دقيقة لإظهاره للعالم".
وختم الشيخ علي الكوراني كلامه، قائلا أنه "نحن الان نحتاج الى دراسات وبحوث تؤكد وتستكشف لنا من حركة الجماهير منطقهم وتصرفهم تجاه القضية الحسينية للإرتقاء بوعي ومعرفة الثقافة الحسينية لدى الجماهير وحتى لدى نخب المجتمع ايضا".(9861/ع914)