رسا/الرأی- یتعرض الأقصى هذه الأیام لسلسلة ممنهجة من التعدیا ومحاولات الاقتحام، والخطیر أن ذلک یحصل وفلسطین لم تغب یوما کما هی غائبة هذه الأیام عن وعی الأمة واهتمامها، ولم تکن بعیدة أکثر مما هی علیه الآن، ولم تصدر فتاوى من أئمة الضلال تلهی عنها کما هو حاصل الأن، ولولا محور المقاومة لقلنا سلاما على الأقصى.

بعد محاولة اقتحام مسجد الأقصى صباح أمس الاثنین من قبل جماعتین صهیونیتین مدعومتین من قوات شرطة الاحتلال، أعلنت مجموعة نسائیة من الصهاینة المتطرفین، تطلق على نفسها اسم "ملتقى نساء من أجل الهیکل"؛ عزمها اقتحام المسجد الأقصى، صباح الیوم الثلاثاء، وقالت المجموعة الصهیونیة إنها ستعمل على تنظیم اقتحامات مستمرة للأقصى، وذلک بتخصیص یومین بالشهر لتدنیسه، داعیةً جمیع "الیهودیات المتدینات" عبر المواقع العبریة، بتنظیم اقتحامات للمسجد الأقصى، موضحًة أن الحاخام "آتی الیصور" هو من سیکون على رأس المجموعة النسویة التی سوف تقتحم المسجد الأقصى وبترخیص وحمایة من شرطة الاحتلال.
لاشک بأن مخطط هدم المسجد الأقصى لإقامة الهیکل المزعوم یشکل ثابتا من ثوابت العقیدة الصهیونیة، والتاریخ یسجل الکثیر من عملیات الاعتداء على المسجد الأقصى، فالهجمات الصهیونیة بدأت مبکراً عام ١٩٢٩ فی محاولة للاستیلاء على حائط البراق، وهو الحائط الغربی للمسجد الأقصى؛ تحت حمایة قوات الاحتلال البریطانی آنذاک، وقد أدى اعتداء ١٩٢٩ على الأقصى إلى اندلاع ثورة کبرى فی فلسطین وهی التی عرفت بثورة البراق حیث تصدى فیها المقدسیون للعصابات الصهیونیة المسلحة وللانجلیز وسقط عشرات الشهداء فی القدس، وفى المدن الفلسطینیة الأخرى التی اندلعت فیها الثورة تضامناً مع أهالی القدس. ثم حصل الحادث الألیم ففی ٢١/٨/١٩٦٩ قام الإرهابی الیهودی الأسترالی «دینیس مایکل» وبدعم من العصابات الیهودیة المغتصبة للقدس بإحراق المسجد الأقصى المبارک فی جریمة تعتبر من أکثر الجرائم إیلاما بحق الأمة وبحق مقدساتها. وتواصلت الاعتداءات تقترفها جمعیات صهیونیة کجمعیة "أمناء جبل الهیکل"، والحفریات التی تجری تحت المسجد وتهدد أساساته، وتغییر المعالم المحیطة به، وتدنیس باحاته من قبل سیاسیین صهاینة کما حصل فی ٢٨/٩/٢٠٠٠م حیث دنس مجرم الحرب "ارئیل شارون" المسجد الأقصى بتجواله فی ساحاته الداخلیة برفقة ٣٠٠٠ من جنود الاحتلال، ولمدة ٤٥ دقیقة، ومحاولته دخول مواضع الصلاة الرئیسیة داخل المسجد المبارک. وهی المحاولة التی أطلقت الانتفاضة الثانیة؛ انتفاضة الأقصى.
کان الغرض من استعراض لهذه النماذج من الاعتداءات وهی طویلة ومؤلمة، أن الصهاینة یریدون تحطیم الدفاعات النفسیة لدى الأمة، وهم فی الآن نفسه یتربصون بالفرصة لتحقیق حلمهم التلمودی فی هدم المسجد وبناء هیکل سلیمان المزعوم. ولیست هناک فرصة أکثر من ضیاع البوصلة لدى الأمة وظهور تناقضات جدیدة ورئیسیة فیما بین مکوناتها.
لم تغب فلسطین یوما کما هی غائبة هذه الأیام عن وعی الأمة واهتمامها، ولم تکن بعیدة أکثر مما هی علیه الآن، ویا للمفارقة..ولیس من وضع سوریالی یغری الصهاینة بتنفیذ مخططهم أفضل من هذا الوضع الذی نعیشه هذه الأیام حیث یجد الصهاینة أنفسهم مع المستعربین وبعض الإسلامیین فی نفس الخندق لضرب سوریا وإسقاط نظامها الممانع.
فها هی مصر تطرد السفیر السوری من القاهرة وتستقبل البارحة السفیر الصهیونی الذی عاد إلى القاهرة بعدما فر منها یوم الهجوم على السفارة، فی الوقت الذی کانت العصابات الصهیونیة تحاول اقتحام المسجد الأقصى.
ومن غریب أن یستفیق رئیس الاتحاد العالمی لعلماء المسلمین الذی کرس نفسه طیلة عام للتحریض على سوریة وعلى القتل، والإفتاء بجواز استجلاب التدخل الأجنبی.. لیوجه نداءا للشعب الفلسطینی فی الضفة الغربیة وقطاع غزة، والعرب فی مصر والأردن وسوریة والدول المجاورة، إلى الانتفاض دفاعًا عن المسجد الأقصى وتحریره من الاحتلال.
حسبک یا شیخ فقد یفسد ذلک علیک وعلى أسیادک القطریین معرکتهم ضد النظام السوری..أترک الأقصى للفلسطینیین الشجعان الذین لم یبیعوا قضیتهم لأحد، فهم خیر من یدافع عنه، وواصل جهادک – أنت- وتعبئتک وتحریضک على النظام السوری وتابع فتاواک بوجوب الانخراط فی عصابات القتل التی تسمى ب(الجیش السوری الحر).. کفاک فقد افتضحت.
وألف تحیة للمرابطین فی المسجد الأقصى..ونحن معکم، لم نضیّع البوصلة، ولن نرفع صوتا فقط القدس وفلسطین.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.