أكد الامين العام لإتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء حول أسباب استقطاب الشباب المسلم من قبل التيارات المتشددة على أن "السبب في جلب هؤلاء الشباب هو الفراغ الموجود في المجتمع، في الواقع جميع الحركات الثورية والقومية والاسلامية المتواضعه والمتوسطة والوسطية فشلت في حركاتها".
وتابع أن "هؤلاء الشباب وبسبب هذا الفراغ صاروا يظنون أنهم يستطيعون من خلال الحركات المتشددة أن يرجعوا ما ذهب منهم، وللأسف الشديد هذه الحركات إستطاعت من خلال الأكاذيب والنظريات الوهمية أن يؤثروا على الشباب في اغلب الدول الاسلامية والعربية، كما قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم أن "يحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ"، يعني يظن الناظر اليهم على أنهم اهل دين وهذا الامر يشكل خدعة للشباب من أجل أن ينخرطوا في الحركات المتشددة، فبهذا يقومون بأعمال جنائية أو قتل أو تخريب ويظنون أن ذلك في سبيل الله عزوجل، ولو لا الرسول صل الله عليه واله وسلم نبه عن هذا الخطر لكنا طبقنا هذه الحركات لأن أشكالهم تدل على ايمانهم بالدين الاسلامي وإن كان الامر يظهر غير ذلك".
وحول ضعف الحركات الدينية المعتدلة والوسطية في إستقطاب الشباب بين أن "من الواضح أن هكذا حركات لم تقيس الامور من أولوياتها، بل ضاعت بين الواجب والاوجب وبين الحرام والاحرم، فبذلك اصبحت هكذا امور لديهم أقل أهمية، فضيعوا المشية وفشلوا في المجال الدعوي وفي المجال السياسي وفي المجال الإجتماعي بل فشلوا في كافة المجالات، لكن المجال السياسي الذي هو يدل على النجاح بشكل عام هو الفشل الاكبر، ومن أجل ذلك نتج عن هذا الامر هذا الانحراف، فبذلك تركوا الشباب هذه الحركات الاسلامية الوسطية كما تسمى وذهبوا في احضان التكفيريين".
وبالنسبة لتسخير المفهوم الجهادي من قبل الحركات المتشددة بين أن "هذه الحركات التكفيرية والمتشددة وبمساعدة الاستكبار العالمي إستطاعت أن تستغل الاخطاء المرتكبة من قبل الحركات والمنظمات والدول وبذلك صدقهم الناس وظنوا بأن هذه الأنظمة والدول هي خير مثال عن حلفاء أميركا وإسرائيل فأقنعوهم بهذه الاخطاء التي ركزوا عليها فاستطاعوا أن يستقطبوا الكثير من الشباب وينالوا مرادهم".
وحول كيفية استقطاب الشباب من الانجرار وراء الفكر التكفيري والمتشدد أكد الشيخ ماهر حمود على أنه "يجب أن نقدم لهؤلاء الشباب نموذجا ناجحا وواضحا عن الاسلام الحقيقي، يجب أن نؤكد أن جميع النماذج تنجح في مجال وتخسر في مجال آخر، لكن عندما تقدم الى الشباب نموذجا كاملا وشاملا وناجحا سوف تستقطبهم".
وختاما بين أمين عام إتحاد علماء المقاومة أنه "يجب أن يكون المشروع المقدم كاملا بين النموذج الديني والسياسي والثقافي والإجتماعي والرؤيوي كي تستطيع أن تأخذ الشباب الى بر الامان إنشاءالله". (۹۸۶۱/ع۹۷۸)