أكد الإعلامي اليمني البارز الاستاذ عبدالوهاب الشرفي، في حوار خاص مع وكالة رسا للأنباء حول استشهاد رئيس المجلس السياسي الاعلى اليمني على يد قوات العدوان السعودي على أن "إغتيال الشهيد صالح الصماد أكيد سوف يؤثر سلبا على النفوس لكن يبقى التأثير على الجانب الفكري والمعنوي أكثر من الجوانب العسكرية على اعتبار أن الرجل كان يتولى ادارة المؤسسات المدنية، والامور العسكرية كان يتولاها الآخرون".
وتابع أن "كانت هناك ترتيبات قد تبعت الحادثة وربما قبل الاعلام عنها وبموجبها تم التحفظ عنها لتفادي أي آثار سلبية تنعكس على الجانب الاداري في الدولة، ولذلك لم يتم عل الاطلاق الاعلان عن الامر الى بعد اختيار "مهدي المشاط" برئاسة المجلس السياسي، وكانت هناك ايضا اجتماعات على مستوى عالي لتحوط بأي ارتباكات قد تحصل، ولا أتوقع بأن آثار هذه الضربة ستتجاوز الرمزية أو اكثر".
وحول التخبط الموجود في الاعلام السعودي والإماراتي حول حادثة الاغتيال الشهيد الصماد بين أن "الإعلام عن الحادثة لم يأت الى بعد البيان الرسمي الصادر من قبل جماعة انصارالله رسميا حول الحادثة، وهذا التخبط يمكن تفسيره بأن الضربة التي وجهت من قبل العدوان السعودي تمت من دون معرفة من استهدف، يعني أنهم اشتبهوا بموكب معين وتم رصده وثم قصف، اي أنهم لم يملكوا اي معلومات عن الشخص الذي كان ضمن الموكب".
وأضاف أن "ما يعزز وجهة النظر هذه هي أن حدثت أعمال اجرامية كثيرة كهذه العملية حيث أنه تم أكثر من مرة محاولات لإغتيال الاشخاص من خلال القصف دون معرفة الشخص الموجود داخل الموكب، في الواقع في كل مرة يحاول الاعلام السعودي والإماراتي يرجع الصدى لعملياته ويثير مسألة الاغتيالات بمستوى عالي ليتحقق من النتيجة بينما هذه المرة اعلام العدوان لم يفعل هذا الامر على الاطلاق وهذا الامر مخالف لسلوكه المعتاد مما يعني أن النيران كانت موجهة نحو الموكب من دون معرفة من كان داخل الموكب".
وبالنسبة لإمكانية معاقبة السعودية والامارت على اغتيالهم شخصية سياسية مهمة في اليمن قال أن "هناك تواطؤ واضح من قبل المنظمات الدولية بالنسبة لليمن مع السعودية ودول العدوان، هناك جرائم وكوارث حصلت بحق المدنيين راح ضحيتها المئات في الضربة الواحدة، ومنها العملية التي حصلت مؤخرا في حجة والتي اثبت انه لا يوجد فيها الا المدنيين فبالتالي هناك تواطؤ في كل ما يحصل في اليمن، فإذن اغتيال الشهيد الصماد سوف لم يأخذ اي صدى في الاوساط الاممية حيث أنهم يسكتون على الجرائم التي تحصل بحق المدنيين فكيف تريدهم أن يتكلموا عن شخصا يرونه أحد قيادات الانقلاب، لم تكن النظرة منصفة بالنسبة له فبالتالي هو شخصية مدنية وقتل في حالة مدنية، لم يكن لا في جبهة ولا بزيه العسكري، لكن البرودة في ردود الافعال تأتي في إطار التواطؤ ضد اليمنيين ككل".
وحول قتل المدنيين في حادثة حجة والادانات التي حصلت من قبل الاوساط الاممية أكد الخبير القانوني الاستاذ عبدالوهاب الشرفي على أن "هم ربما يستشعرون بمسؤولية تجاه قصف المدنيين ويحاولون أن يتبعوا اسلوب الهروب من المسؤولية بهذه التصريحات دون إتخاذ اي خطوات جادة لوقف قتل المدنيين في اليمن، فقتل العزل والمدنيين من قبل العدوان السعودي أصبح سلوكا محوريا في حربه على اليمنيين وليس إستثناءا، وما يميز ضربات العدوان هو أن قتل الناس والابرياء يحصل والناس موجودون في قراهم ومنازلهم وأسواقهم وليسوا في الجبهات أو في القرب منها، فبتالي كل هذه التصريحات تأتي في جانب إشغال الرأي العام لا اكثر ولا أقل".
وختاما بين أن "المنظمات الدولية والجهات المعنية تعلم جيدا أن تصريحاتهم لا تنفع الأبرياء واليمنيين بشيء هم يعلموا أن ما يحصل في اليمن هي جرائم حرب بل يمكن وصفها بالجرائم الارهابية على اعتبار أنه لم يكن هناك اختلاف على الاطلاق بين داعشيا يفجر نفسه وسط الناس والابرياء ليقتلهم وبين الطائرة تقصف المدنيين وتقتلهم من أجل إنهاء وجودهم، نؤكد مرة اخرى أنه لا يوجد الى الان أي موقف جاد تجاه وقف العمليات الاجرامية بحق الشعب اليمني أو حتى الذهاب الى حظر الطيران فوق المدن وفوق رؤوس المدنيين والاكتفاء بمناطق القتال والجبهات، كل هذه الامور تحصل وهم يحاولون التملص من إلتزاماتهم في صورة من صور التواطؤ مع التحالف السعودي رغم كل الارقام والاعداد التي تأتي من جانب الامم المتحدة بالنسبة لقتل وتجويع الشعب اليمني". (9861/ع913)