14 August 2018 - 14:53
رمز الخبر: 445084
پ
الشيخ صادق النابلسي:
بين الشيخ صادق النابلسي في اشارة الى الضغوط الامريكية على الجمهورية الاسلامية وخروجها من الاتفاق النووي وايجاد الحظر مجددا على ايران، أن "إیران أثبتت قوّتها وصلابتها في مختلف الظروف والیوم إیران لدیها تأثیر مضاعف علی الرأي العام العالم العربي".
العالم اللبناني الشيخ صادق النابلسي

أشار العالم اللبناني الشيخ صادق النابلسي في حوار مع مراسل وكالة رسا للأنباء أن "تداعیات ألازمة السوریة بدأت تشتد سلباً علی مجمل الدول المحاذية أو المتأثرة فیها بدءاً من ترکیا، مروراً بقطر ووصولاً إلی الولایات المتحدة الأمریکیة وحتی الغرب، هذا التراجع جاء بسبب قوة محور المقاومة تتمثل في الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وسوریا وحزب الله في لبنان وأیضاً المساعدة من روسیا".

وأضاف أن هناك محور یتقدم بشکل کبیر ویحقق انتصارات عظیمة جداً على الساحة السوریة ویبدو أن الأیام القادمة هي أیام یعمل فيها علی تحقیق المصالحة بین الشعب السوري وهذا مهم جداً بالنسبة إلی الدول الداعمة لسوریا".

وأشار الى دور العلماء في تحسين العلاقات بين الشعب السوري بعد انتهاء الازمة، مؤكدا أن "في کلّ الأحوال مسؤولیة العلماء في هذا الجانب مسؤولیة خطیرة وعظیمة لأنهم لدیهم تأثير علی مستوی وعي وتحفيز الناس للعودة إلی  التصالح علی إمکان العقلانیة في معالجة الأمور وعدم تکرار  الازمة التي بدأت في عام 2011 وأدّت إلی فوضی عارمة علی مستوی المنطقة وتخریب وتدمیر للبنیة السیاسیة والإجتماعیة والثقافیة".

وأكد أن الیوم مسؤولیة العلماء هي ايجاد المحبة بین الشعب السوري وتحفیزهم ودعوتهم وتشجیعهم إلی العودة الی مجریات السلام، ويقتضي التفاهم بين الشعب الإبتعاد عن کل محاولات الضغظ التي مورست علیهم في ما مضی للتعبیر عن موقفهم، وتبيين مؤامرات الدول الإستکباریة أوالدول التي ترید الإضرار بالشعب السوري وبالدولة السوریة والذين استثمروا کثیراً بالدم السوري".

وتابع أن "الشعب السوري اليوم جدا مرهق منهك من سنوات الأزمة المریرة وبالتالي یجب أن یعود ویستقر في إطار سلم حقیقي، سلم یقود أبناء الشعب السوري إلی العیش الواحد بین جمیع مکوناته، العودة إلی العیش الحقیقي الذي کانت علیه سوریا سابقاً، من أن کلّ مکوّن مذهبي أوطائفي أوقومي له الحق في الحریة وله الحق بالعیش بکرامة وله أن تکون  الرعایة من قبل الدولة وهذا ما نتصوره أن الوعي رجع للشعب السوري في ما لوعاد إلی توازنه ورشده وخرج من لحظة الإنفجار ولحظة الجنون التي حکمت مسار الکثیرین مما یسمّی بالمعارضة السوریة الذين أوصلوا البلاد إلی هذه الهاویة السخیفة".

وحول القرارات الامريكية لنقل سفارتهم الى القدس الشريف وما يسمى بصفقة القرن والمؤامرات التي تحاك للقضية الفلسطينية، بين الشبخ صادق النابلسي أن "هناك خطر محدق بالنسبة إلی القضیة الفلسطینیة، ومازال العالم الإسلامی یشعر بأن المؤامرة علی القضیة الفسلطینیة مؤامرة کبیرة جداً، وأن ترامب مع بعض الأعراب مصممون في تصفية القضیة الفلسطینیة ولکن یبدو لي حتی هذه اللحظة أن التطورات المیدانیة تمنع حصول مثل هذه الإنجازات التي أرید من خلالها تصفیة هذه القضیه الإسلامیة".

واشار الى دور العلماء في دعم القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في الاراضي المقدسة، موضحا أن "هنا مسؤولیة العلماء، مسؤولیة مهمة للغایة لأن هذه المشاريع لا یمکن أن تکشف إلا بالوعي والإرادة. مشکلة العالم العربي والإسلامي أنه کان يرزح تحت مفهوم شلّ الإرادة و كان العالم الاسلامي لیس لدیه وعي من هوالعدو الحقیقي ولیست لدیه الإرادة للمواجهة، الیوم علی علماء الأمة الإسلامیة أن یعیدوا الوعي إلی الناس والمسلمین ويكشفوا لهم أن العدوهو أمریکا وأن العدو هي إسرائیل وبالتالي یجب محاربتهما بکلّ ما أوتي هذا العالم من قوّة. وعن الأمر الثاني نحن الان نحتاج إلی الإرادة، فلا یمکن أن نستعيد المبادرة لإفشال المخطط الصهیوني الأمریکي إلا بالإرادة، الإرادة التي تجسّدها القوّة الحقیقیة لهذه الأمّة وبالتالي علینا أن نتحرّك جمیعاً کعلماء علی هذین المسارین؛ المسار الأول هوأن نحيي الوعي في هذه الأمة والأمر الثاني أن نحفزها ونشجّعها لكي تدخل في معرکةٍ مباشرةٍ مع الأعداء لکسر إرادتهم وکسر مشروعهم، وأقول أن لسنا ضعفاء".

وتابع أن "مشکلة البعض هي انهم یظنّون أن أمریکا إله وغیر قابلة للهزیمة وأن اسرائیل وجیشها لا یهزم، هذه المصطلحات نشرتها لنا الدعایة الأمریکیة والدعایة الإسرائیلیة وتبیّن لنا من خلال المقاومة الإسلامیة في لبنان ومن خلال الجهاد الإسلامی والحماس وبعض الفصائل الفلسطینیة أنه بإمکاننا أن نهزم المشروع الصهیوني، ولیس هذا مستحیلاً علی الإطلاق. نحن علینا أن نثق بأنفسنا ونمتلك الإرادة وبذلك يمكن أن نغیّر المعادلة، کما قلت بالنسبة إلی الأزمة السوریة لم یکن أحد یظن أن هناك أدنی إحتمال في تغییر موازین القوة وأن أمریکا ستهیمن علی المنطقة وأن هناك مشروع لتقسیم المنطقة بالکامل. فإسرائیل ستصبح هي الدولة العظمی فتبین أن محور المقاومة بإمکانیاته البسيطة إستطاع أن یکسر الإرادة الأمریکیة الصهیونیة والیوم نحن نشهد تثبيتا لهذه الانجازات، وفي فلسطین نستطیع أن نفعل ذلك ايضا نستطیع أن نسحق العدو الصهیوني ونستطیع أن نحقق الإنجازات ونلغي ما یسمّی بصفقة الغرب ونبني نحن مشروعنا الإسلامي، مشروعنا الذي یعید لأهل هذه المنطقة الکرامة والحریة".

و في اشارة الى الضغوط الامريكية على الجمهورية الاسلامية وخروجها من الاتفاق النووي وايجاد الحظر مجددا على ايران، بين الشيخ صادق النابلسي أن "نحن أمام تحول نوعي في الصراع حیث الإنتقال من الصراع بالوکالة إلی الصرع المباشر. الیوم أمریکا ترفع سیفها بشکلٍ علني ضد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وبعض الاذناب من الأعراب أیضاً یعاونونها علی ذلك. بکلّ الأحوال نحن أمام لحظة إختبار جدّي لتوازن الردع ولتوازن القوة في المنطقة وإیران أثبتت قوّتها وصلابتها في مختلف الظروف والیوم إیران لدیها تأثیر مضاعف علی الرأي العام العالم العربي؛ إستطاعت أن تکسر تلك الحلقة من الأسابیب المظلّله وأن تبدأ فعلاً جدیداً وهذا ما یؤکَّد من خلال رفض بعض الدول الأروبیة لقرارات ترامب والهند والصین وروسیا وأیضاً سنسمع من عدید من الدول التي لا ترغب بل ترفض  بالکامل استفراد الولایات المتحدة الأمریکیة بهذه القرارات الأحادیة وعدم العودة إلی مجلس الأمن بل بممارستها للظلم واستعمال القوّة في وجه کلّ من یخالفها، هذا المنطق الذي تقوده الولایات المتحدة الأمریکیة لن یحقق أي نتیجة بل بالعکس سیکسرها الشعب الإیراني أما بالنسبة إلی بعض الدول العربیة کما قلت ان بعض الدول أصلاً هي تابعة بالکامل وتنفّذ ما تریده الإدارة الأمریکیة لکن المستغرب مثلاً من الحکومة العراقیة أن یصدر منها هذا الموقف الذي فیه إنکارٌ للجمیل وخیانة للشعب العراقي؛ لأن الجمهوریة الإسلامیة والشعب الإیراني من أکثر الشعوب وفاءاً للعراقیین. داعش لم یمرّ علی إنهائها أشهر وبالتالي لو لا الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والدعم المبذول من قبل الشعب الإیراني لکانت داعش قد إحتلّت کلّ العراق؛ فإذن یجب أن ننظر الی هذه الأمور بشکل کبیر ونضغط علی الحکومة العراقیة تحدیداً لأن هذا القرار هو قرار أرعن وقرار أحمق وغبي للغایة".

وتابع أن "الحکومة العراقیة لا تقلق علی الإیرانیین وإنما تقلق علی نفسها وتعزل نفسها وتصبح ذیلاً خائفاً في وجه الأمریکان بینما ستستفید أکثر لو وقفت مستقلّة بإرادة حقیقِیة تعبّر عن سیادة الدولة العراقیة في وجه العقوبات الأمریکیة أوالإجراءات الظالمة من قبل الإدارة الأمریکیة. أتصوّر أن الشعب العراقي سیردّ علی قرار رئیس الحکومة العراقیة ولن یقبل بهذا الأمر علی الإطلاق. أن الشعب العراقي المؤمن بثورة الإمام الحسین (ع)، المؤمن بأن الظالم لا یمکن أن یقود هذا البلد وسیلوّح بعصاه عندما یحین الوقت، لیس فقط لإسقاط الحکومة العراقیة الفاشلة والخائنة وانّما أیضاً لإسقاط المشروع الأمریکي في العراق وستکون المواجهة حتماً کبیرة عندما یتحرك الشعب العراقي لضرب کل القواعد الأمریکیة الموجودة علی الساحة العراقیة في المیدان العراقي والشعب العراقي لدیه القوّة لیفعل ذلك". (۹۸۶/ع۹۱۳)

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.