أكد الناطق الرسمي باسم مجلس علماء فلسطين في لبنان الشيخ محمد الموعد على أن "العلماء علیهم دائماً أن یتصدروا المواجهة خاصّة ضد العدوّ الصهیوني للحفاظ علی المقدّسات وعلی رأس ذلك المسجد الأقصی المبارك اولى القبلتین وثاني الحرمین الشریفین، هذا المسجد لکلّ المسلمین في مشارق الأرض ومغاربها، هو أولی القبلتین الذي تشدّ إلیه الرحال، ذکر في کتاب الله عزّوجلّ :«سبحان الذي أسری بعبده لیلاً من المسجدالحرام إلی المسجدالأقصی الذي بارکنا حوله لنریه من آیاتنا إنه هو السمیع البصیر»؛ إذن هذا المسجد هو لکلّ المسلمین وعلی الأمّة جمعاء أن تدافع عن هذا المسجد وعلی رأس هؤلاء هم العلماء وخاصّة علماء فسلطین، حيث تقع علی عاتق العالم الفلسطیني والشیخ الفلسطیني مسؤولیة کبری إن کان في الحفاظ علی المقدّسات وخاصّة المسجد الأقصی أو التذكير بشعار المقاومة من أجل تحریر فلسطین".
وأضاف الشيخ محمد الموعد أن "المفاوضات منذ عام 1993، حتی الیوم لم تحقق لفلسطین شيئ بل أفرطت في القضیة الفلسطینیة واليوم نجد أن هناك تقطیع الأواصل بین المدن في الضفة الغربیة إذا أردنا أن نبحث في المدینة إلی مدینة، هناك عشرات بل مئات الحواجز داخل الضفة الغربیة، وتم بناء الاف من الوحدات السکنیة للمستوطنین"، مبينا أن "شعار یهودا والسامري مازال قائماً عند الصهاینة ووجدنا أن قانون القومیة اليهودية يأتي الآن من أجل تحقیق هذا الشعار، والمقصود من وراء ذلك أن فلسطین ستکون وطن قومي للیهود فقط یعني وطن دیني للیهود ولیس يحقّ لأحد أن یعیش في هذا الوطن إلا أذا کان یهودیاً وهذه طامّة کبری یعنی سیکون هناك منع للمسیحي والمسلم من البقاء في أرض فلسطین المبارکة".
وأشار الى نقل السفارة الامريكية من في اسرائيل الى القدس الشريف، بين المتحدث الرسمي باسم مجلس علماء فلسطين أن "إعتراف ترامب هذا المجنون بالقدس عاصمة للصهاینة ونقل السفارة الأمریکیة الى القدس، هو يأتي لتحقیق الدولة الیهودیة. طبعاً نحن نعتقد أن الدولة الیهودیة لن تتشكل في فلسطین، هناك عرب بالملایین، هناك مسلمین، هناك مسیحیین، ولذلك أن الدولة اليهودية لن تتحقق في في فلسطين وهذا الأمر غیرقابل للتحقق".
وأشار الشيخ محمد الموعد الى دور العلماء في تحفيز الامة للدفاع عن المقدسات وحمايتها من التدنيس على يد الصهاينة، موضحا "نحن نقول للعالم المسلم، العالم الربّاني علیه أن یعرف کیف یوجّه النصیحة؛ فعلیه أوّلاً أن یبحث عن الأولویّة؛ الأولویّة أن نحافظ علی مقدساتنا، أن نحافظ علی القدس، أن نحافظ علی المسجد الأقصی، أن نحافظ عن کلّ مکان مقدّس في القدس حتّی کنیسة القیامة وهي للمسیحیین، ینبغي أن یکون هناك محافظة علی کلّ المعالم الدینیة".
وفي اشارة الى عدم وجود تاريخ للصهاينة في بيت المقدس بين الشيخ محمد الموعد " في المناسبة نقول لیس هناك تاریخ للصهاینة في القدس، هناك معلومة تعتبر خطأ؛ حائط البراق الذي الآن أطلقوا علیه حائط الندبة هو حائط البراق، هو حائط للمسلمین، هؤلاء دمّروا أحیاءا بکاملها للمسلمین؛ حيّ المغاربه وغیره. الصهاينة دمروا هذه الاحياء لاجل أن يجدوا تاريخا لهم هناك وصنعوا حائط الندبة كذبا حيث اسمه الحقيقي هو حائط البراق وهذا حقیقتة تجنّي وإعتداء علی تاریخ المسلمین، واما عن موضوع الهیکل وبنائه؛ هم یریدون أن یبحثوا علی أثر یهودي في القدس ما وجدوا حتی الآن، هناك عشرات الأنفاق تحت المسجدالأقصی، ما وجدوا أيّ شيئ یدلّ علی أن هناك اثارا لسلیمان، ولذلك هم یریدون أن يدمروا المسجد الأقصی بإقامة الهیکل أو أن يقيموا الهیکل في ساحات المسجد الأقصی وهذا حقیقة بحاجة إلی موقف موحد من العلماء ومن کلّ الشرفاء من المقاومین من أجل الحفاظ علی فلسطین وعلی القدس وعلی المسجد الأقصی".
وحول السبل المتاحة لمواجهة العدو الصهيوني صرح الشيخ محمد الموعد أن "هذا العدوّ لا یعرف إلا لغة القوّة، إحتلّ فلسطین بمؤامرة غربیة وإستلموا فلسطین عن طریق الإستعمار البريطاني وبتواطئ عربی. هناك دول عربیة سلّمت فلسطین وباعت فلسطین وخاصّة بما نعلم جمیعاً انه کان مخطط لتقسیم المنطقة، حيثتم تسليم الجزیرة العربیة لال سعود والملك عبدالعزیز؛ هناك وثیقة قد وقّعها لإعطاء فلسطین لليهود، لتكون فلسطين وطن للیهود المساکین علی حساب الشعب الفلسطیني المظلوم الذي هجّر من أرضه. الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحید الذي هجّر وخرج من أرضه وجاء شعب آخر سکن مکانه وأقام دولة مکان هذا الشعب وعلى أرضه، هذه حقیقة في هذا القرن وتعتبر سابقة خطیرة جدا أن یهجر شعب ویأتي شعب آخر من کلّ حدب وصوب، من أنحاء الدنیا یأتون ویتجمعون في فلسطین ویقیمون دولة ویعترف العالم بهم والشعب الذي کان يعيش في فلسطین وهو شعب حرّ وهو تاریخیاً يملك هذه الأرض، وهذه أرضه وبساتینه ومقدساته ومساجده، هذه أرضه عاش فیها منذ مئات، بل منذ آلاف السنین یهجر من أرضه وینتشر في کلّ العالم ویصبح لاجئ في جمیع أنحاء العالم وتکون فلسطین أرض ووطن للیهود والآن یریدون أن یجعلوا فلسطین وطن قومي یهودي دیني یعنی لا یحقّ لأحد من العرب والمسلمين والمسيحيين والدروز أن یعیش في فلسطین".
وطالب المتحدث الرسمي باسم مجلس علماء فلسطين، العلماء والمشايخ بلعب دورهم الحقيقي في الدفاع عن المقدسات، مبينا "نحن نؤکّد علی دور العلماء من خلال خطب الجمعة، من خلال المنابر، من خلال المحاضرات، والندوات، والمؤتمرات، أن یرفعوا الصوت عالیاً، حتی من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، ینبغي علی العالِم أن یکون له دور في کلّ مکان لايصال صوته بشکلِ واضح حتّی عبر الدروس والتوجیه الديني، حتی الشباب ینبغي أن یخاطبهم العالِم ويطالبهم بمعرفة تاریخ فلسطین".
واشار الى مسيرات العودة في قطاع غزة وانتقال روح المقاومة والصمود الى الجيل الرابع ، مصرحا أن "الصهاینة حتى الآن فشلوا فشلا ذریعا في إعتبار فلسطین ارض للقومية اليهودية، فلسطین الآن هي للفلسطینیین والجیل الرابع والجیل الخامس من أبناء فلسطین یؤكدون الآن أن فلسطین هي ارضهم وهذا العدوّ اليوم يواجه مشكلة كبيرة وفي غزة المحاصرة التي ینبغي أن تخضع بعد سنوات الحصار وجدنا في کلّ جمعة تخرج مسیرات العودة والفتیان في الخامسة عشر، في الرابعة عشر، في العاشرة من عمرهم وهذا هو الجیل الخامس من أبناء فلسطین، یعني الأجداد خرجوا من فلسطین کان عمرهم في الأربعینیات وهذا الجیل الخامس الآن یقارعون العدوّ الصهیوني ویحفظون فلسطین ویقدّمون أنفسهم غرابین من أجل حقّ العودة ومن أجل فلسطین إذن شعار الصهاینة أن الکبار یموتون والصغار ینسون ولكن هذا الشعار أصبح في مزابل التاریخ ولا قیمة له"، متابعا "الآن أثبتنا للعالم أننا نستطیع أن ندافع عن أرضنا، لکن في الحقیقة نحن بحاجة إلی دعم، الشعب الفلسطیني بحاجة إلی من یدعمه ومن یقف بجانبه، فالشعب الفلسطیني یقدّم التضحیات کلّ التضحیات ویحاصَر والعالم لا یعترف به وهناك مشاکل في وثیقة السفر وفي طریق سفره وإقامته في کثیر من البلدان العربیة لا یحقّ له في بعض الأحیان أن یعمل ولا یحقّ له أن یقوم بأيّ شيئ. هو موجود منذ سبعین خارج أرضه ومازال یعامَل بطریقة سیئة خاصّة في بعض الدول العربیة، لذلك نحن نقول حقیقة من أراد أن یدعم فلسطین فله الأجر والثواب وهو منصور عند الله سبحانه وتعالی".
وحول الدعم الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية في ايران للشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الاسلامية ودفاعها عن المقدسات في القدس الشريف، موضحا "نحن نقول أن إیران تدعم فلسطین من منطلق دیني ومن منطلق عقلي وتدفع أثمان من أجل فلسطین وما زالت إیران حتی الیوم تدعم فلسطين، ونحن نرفع الصوت عالیاً بالشكر للجمهورية الاسلامية کعلماء وخاصّة في مجلس علماء فلسطین"، مضيفا "نحن نقول أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بعد إنتصار الثورة الإسلامیة تمّ فرض الحصار علیها لأنّها رفعت شعار فلسطین ولأنّها رفعت شعار یوم القدس العالمي وهي تنادي بتحریر فلسطین لذلك هذا الحصار القائم علیها من أجل فلسطین وإیران لو تنازلت قید انملة عن فلسطین لأعطیت کلّ شيئ وفتحوا المجال لها في کلّ شئ إذن نحن نشکر الجمهوریة الإسلامیة قیادة وشعبا وعلی رأسهم سماحة القائد السید علي الخامنهاي علی مواقفه الداعمة بشکل واضح لفلسطین".
وأكد على أن "موقف الجمهورية الاسلامية في دعم القضية الفلسطينية هو موقف دیني وموقف عقلي، حيث تؤكد الجمهورية الاسلامية على ضرورة تحرير فلسطین وأن يخرج هذا العدوّ الصهیوني المغتصب یجب أن یخرج من أرض فلسطین، کما قال الإمام الخمیني (رحمه الله): أن الصهاینة وإسرائیل غدة سرطانیة ینبغي إستئصالها من الوجود".
وتابع أن "موقف المقاومة في لبنان وخاصّة حزبالله هو نفس موقف الجمهورية الاسلامية بالنسبة للقضية الفلسطينية، السید حسن نصرالله حب فلسطین في قلبه، حب فلسطین یسري في دمائه، وهو قدّم إبنه من أجل فلسطین".
وحول الهجمة الشرسة ضد الجمهورية الاسلامية ومحور المقاومة، قال أن "هذه الهجمة الشرسة علی المقاومة وعلی محور المقاومة وعلی إیران تأتي بسبب دفاعهم ودعمهم لفلسطين، ولذلك علی علماء فلسطین أن یرفعوا الصوت عالیاً وواضحا لإبراز الحقائق، فهناك من یقف معنا وأن الصراع الیوم قائم في المنطقة وخاصة عند ما جاؤوا بالتکفیریین، جاؤا بضرب المقاومة التي تدعم فلسطین والدلیل علی ذلك صحیح أنهم جاؤوا بلبوس إسلامي وشعارات إسلامیة لکن واضح جداً أن مشروع هؤلاء هو مشروع غربي، مشروع أمریکي، وهو مشروع صهیوني والدلیل علی ذلك أنهم ضربوا في کلّ مکان، ضربوا في جمیع أنحاء العالم، ضربوا في القارات الخمس وتوددوا للعدوّ الصهیوني بل تعاونوا معه في المنطقة الجنوبية لما کانوا موجودین هناك، ووجدنا أن الصهاینة کانوا یدافعون عنهم وکیف خرج اصحاب القبعات البیضاء، هؤلاء خرجوا عن طریق الصهاینة وذهبوا الآن الى الدول الاروبية".
وأشار الى أن الحكومات الامريكية هي التي صنعت العصابات الارهابية في المنطقة، موضحا "هناك إعتراف واضح من ترامب اثناء الحملة الإنتخابیة حيث إتهم أوباما وکلینتون بدعم داعش وهم من أنشؤوها، إذن هناك حقائق واضحة أن التکفیریين جاؤوا للمؤامرة علی فلسطین وبیئة فلسطین وخاصّة السعودیة تدعم هؤلاء وکلّنا نعرف أن السعودیة تعتبر أن بقاءها مرتبط ببقاء العدوّ الصهیوني وانتهاء العدوّ الصهیوني يعني نهايتها وهذه مسئله واضحة جداً فهذه الدول تدافع عن العدوّ الصهیوني، فالسعودیة ودول الخلیج یقمعون کلّ من یقاوم العدوّ الصهیوني وینسّقون مع کلّ من یدعم هذا العدوّ، فهؤلاء حرفوا البوصولة وذهبوا إلی الیمن لضرب هذا الشعب المسکین، هذا الشعب المقاوم في الیمن الذي یحبّ فلسطین وما زال حتّی الیوم لا یترك مناسبة لفلسطین إلا ویخرج لدعم القضیة الفلسطینیة رغم الصعاب والحرب والقوّة والمؤامرة والحصار والفقر المطلق لکن هذا الشعب حرّ وشعب أصیل یرید أن یدافع عن مقدّساته"، مضيفا "نحن نطالب السلطة الفلسطینیة أن تعلن إنتفاضة ثالثة في الضفة الغربیة رغم كل الضغوطات".