شدّد القيادي في حركة العمل الاسلامي البحريني الدكتور "راشد الراشد" في حوار مع مراسل وكالة رسا للانباء على ان استخدام الجيش لدك مناطق سكنية مأهولة بالمدنيين ربما سابقة خطيرة في المجتمع الدولي تحت اي ذريعة او مبرر كان، فان كل دول العالم لديها معارضة كما لدى الانظمة السياسية ايضا مخالفون بمختلف المستويات لكن لم يحدث في التاريخ ان دولة تستخدم الجيش للمواجهة او مجابهة الخصوم السياسيين او المعارضة الا ان النظام السعودي نظرا الى الاخفاقات الكبيرة التي مني بها خلال الخمس او السبع سنوات الماضية بدأ يتصرف خارج السياقات الدبلوماسية وما جرت عليه الاعراف المجتمع الدولي وهو حزّ رؤوس المخالفين والمعارضين.
واشار راشد الراشد الى الذكرى الثالثة لاستشهاد آية الله "نمر باقر النمر" واردف قائلا: قد مرت قبل ايام في الثاني من يناير الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الفقيه وعلم من اعلام المنطقة آية الله نمر باقر النمر الذي استشهد على يد النظام السعودي لا لشيء الا لدعوته للاصلاح السياسي ولما قدم من برنامج في هذا الاطار والذي قدمه فيما بعد للنظام السياسي الحاكم وطُبع ايضا ذلك البرنامج فيما بعد تحت عنوان عريضة العزة والكرامة عندما طالب بانطلاق دولة المواطنة بمعنى تعامل السلطة مع جميع مكونات الشعب في شبه الجزيرة العربية على مسافة واحدة وعلى اسس المواطنة الا ان النتيجه كانت ان يعدم ويقتل الرجل ويسفك دمه ويحزّ راسه من جسده ولايسلم جثمانه الى ذويه في سلوك غير مبرر وغير مألوف.
وكنموذج واضح في وحشية النظام السعودي، اشار القيادي في حركة العمل الاسلامي البحريني الى قتل جمال خاشقجي فاكّد بان قتله قصة اخرى تعامل معها النظام السعودي بطريقة بشعة ومتوحشة خارج كل السياقات. فمن هذا المضمار، انه بعد هدم حي المسورة في القطيف باكمله وتدميره بواسطة الجيش السعودي، اليوم نسمع نفس العدوان في احياء من المنطقة الشرقية كالجش وام الحمام في القطيف فكل ذلك حقائق خارج السلوك الذي تمارسه الدول في مواجهة الخصوم والمعارضة السياسية. ولكن الشيء الوحيد الذي نمكن ان نتفهّمه هو السلوك الشاذ الذي لاينتمي الى اي عرف عهدناه حتى في ابشع الدول ديكتاتورية ودموية فانها تأخد طريقها من خلال القضاء وان لم يكن مستقلا ونزيها، ولكن الجيش السعودي دك مناطق مأهولة من دون وجود اي عدوان او جيش معتدي او عصابة مسلحة تنهب او تقتل فانا نصبح ونمسي ونرى مدرعات وآليات عسكرية وجنود مدججه بانواع مختلفة من السلاح ونسمع بعد ذلك سقوط العديد من الضحايا والقتلى دون اي مبرر لهذا الهجوم من قبل السلطات.
وحول علاقة احداث القطيف بالسياسة الخارجية للمملكة العربيه السعودية صرح راشد الراشد بانا نتفهّم الفشل ومسلسل الاخفاقات الذي مر خلال سبع سنوات من المشروع السعودي في المنطقة والذي مني بفشل في سوريا والعراق والبحرين واليمن الذي كان الضربة القاضية للمشروع السعودي لفرض هيمنته ونفوذه في المنطقة والعالم الاسلامي واذا به يهزم شرَّ هزيمة فانعكست هذه الهزائم في سلوك النظام السعودي الشاذ والغاشم ضد المخالفين او المعارضين في القطيف.
وبشأن مداهنة النظام السعودي الفاضحة مع الكيان الصهيوني قال القيادي في حركة العمل الاسلامي البحريني: خلال السنوات الخمس الاخيرة او اكثر سقطت كل الاقنعة واصبحت كل الانظمة في المنطقة عارية امام الرأي العام وامام شعوبها والامة الاسلامية وامام المجتمع الدولي، فانا لم نسمع تاريخيا ولا في وقتنا الراهن ايضا بان النظام السعودي وجّه ولو رصاصة واحدة بوجه الكيان الصهيوني دفاعا عن ارض مقدسة وهي فلسطين والقدس بل لم نسمع بانه وجّه خطابا يمكن ان نصفه خطابا يدعو لاستعادة الارض وارجاع الحق للفلسطينين واعطاء المشردين منهم حق العودة الى ديارهم وبيوتهم كما تم التستر باغطية مختلفة. لكن اليوم بعد ان صرح النظام السعودي باصطفافه الفاضح والمعلن مع الكيان الصهيوني كما ادعى بعض سلطاته بانه يحق للكيان التواجد والحياة في الاراضي المحتلة وذلك بمنع السلطات حق وجود للآخرين بل تعطيه للصهاينة من دون النظر الى اغتصابهم للاراضي الفلسطينية وفرضهم الامر الواقع بالقهر والغلبة. فاليوم لايوجد قناع للنظام السعودي لانه اصبح عاريا في كل اتجاه من دون ان تبقى ورقة توت لكي يغطي سوآته، وربما ان الملاذ الاخير هو الارتماء الكامل في حضن الكيان الصهيوني وذلك بعدما اهتزت جميع ما يمكن ان يبرّر وجوده كدولة في شبه الجزيرة العربية.
واشار راشد الراشد الى تضامن اهل البحرين مع اهالي القطيف والتعاطف التاريخي فيما بينهم واردف قائلا: ان ما بين البحرين واهلنا في القطيف والدمام -وهي مناطق تم تجزئتها فانضمّت الى السعودية ابان الاستعمار البريطاني- مشتركات ثقافية وهوية وايديولوجية وفي الدين والمذهب فنحن البحرينيين نعاني نفس ما يعاني اهل تلك المناطق من الاضطهاد والظلم والاقصاء فنتطلع الى الحرية والكرامة، فلذلك انا اليوم ندفع ثمن ظلم السلطات واستكبارهم لكي نبقى مستضعفين لاحول ولاقوة لنا ولكن ما ان انطلقت ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين انبرى آية الله الشيخ نمر باقر النمر لدعم وتأييد الحراك الشعبي في البحرين وحقه بالمطالبة بالحرية والعدالة والكرامة وهكذا ايضا وقف اهلنا في القطيف وفي كل مناطقه ايضا ليتحقق التغيير والكرامة في البحرين، فاليوم عندما يستشهد آية الله الشيخ نمر باقر النمر او عندما يدفع النظام السعودي ليدك مناطق آهلة بالسكان يخرج اهلنا في البحرين رغم الاجواء المسيطرة في البحرين ليعلن عن موضعه بوضوح بانه يقف الى جانب اهل القطيف الذين يطالبون باستحقاقات وطنية واجبة ولازمة للتنفيذ كما ادان هذا الهجوم الوحشي من خلال اصدار بيانات لان الهجوم يعد سابقة خطيرة كشف اللثام عن حقيقة النظام السعودي والدولة التي يدعيها والتي غاب فيها المواطن والمواطنة كما ان في الشارع البحريني خرج البحرينيین في دعم اهل القطيف تضامنوا معهم مطالبين بوقف هذا العدوان الظالم. فالانظمة في البحرين والسعودية وبعض البلاد العربية هي انظمة قمعية تسعى لمنع تحدّث المواطن عن المطالبة بحقوقه السياسية المتعلقة بدولة المواطنة التي تمثل الارادة الشعبية. فالشرعية التي يستمد اليها هذه الانظمة هي شرعية القمع والابادة تحت عنوان المحافظة على السلطة واحتكارها.