14 July 2009 - 17:25
رمز الخبر: 45
پ
/مؤتمر العلامة سعید العلماء والملا محمد الأشرفی/
وكالة رسا للأنباء ــ آیة الله شبیری الزنجانی قال : العلامة سعید العلماء عالم من الطراز الأول فی دنیا الإسلام آنذاك ویعادل الشیخ الأنصاری فی الفقه ولأصول .
سماحة المرجع الديني آية الله شبيري الزنجاني


التقریر الآتی عن وكالة رسا للأنباء وهو حوار أجرته الأمانة العامة للمؤتمر الأول للعلامة سعید العلماء والملا محمد الأشرفی ــ من علماء محافظة مازندران البارزین ــ مع آیة الله المرجع السید موسى الشبیری الزنجانی ، نقدمه لكم بمناسبة اقتراب ولادة العلامة الملا محمد الأشرفی وإقامة مؤتمر هذا العالم الفذ .

س: مع الشكر والتقدیر لسماحتكم نرجو فی البدء أن تبیّنوا ما یحضركم من ملاحظة تسترعی الانتباه فی حیاة العلامة سعید العلماء .

ذكر المرحوم الشیخ مهدی المازندرانی أنّ المرحوم الشیخ مرتضى الأنصاری قال بعد عودة العلامة سعید العلماء من النجف الأشرف إلى مدینة بابُـل : كنت أفكر بالذنب الذی ارتكبه العلامة سعید العلماء لیسلب الله منه توفیق البقاء فی العتبات المقدسة ویرجع إلى مازندران ، ولكن بعد وقوع حوادث فرقة البابیة والبهائیة الضالة وخطوته العظیمة فی إعلان الجهاد ضدهم فهمت أنّ الله ادّخره لهذا الأمرلیجتثّ بیدیه جذور تلك الفرقة الضالة من المنطقة .

وحینما قرر رؤساء البابیة القضاء علیه اختفى فی بئر مدّة وأصیب نتیجة لذلك بمرض مزمن       

اضطرّه لإشعال النار فی وسط البئر وفی الصیف لیتّـقی الإحساس بالبرد .

س: ماذا تستحضرون عن منزلته العلمیة والفقهیة ؟

ذكر العلامة الملا محمد الأشرفی : إننی حضرت مرّة درس خارج الأصول للعلامة سعید العلماء فی مدینة بابُـل ولكنی لم أستحسنه وقرّرت أن لا أحضره ثانیة ، وحینما بلغه ذلك أرسل إلیّ : أن احضر الدرس مـرّة أخرى . فحضرته ووجدته دقیقـاً وعمیقـاً إلى درجة أحسست بنفسی أمامه كأنّـی قشّـة تتقاذفها أمواج البحر إلى أی جهة شاءت ، وعندما انفردت به فی نهایة الدرس أخبرنی قائلا : لقد ألقیت درس البارحة على من كان فی ذلك المستوى ، وألقیت درس الیوم علیك لأنی سمعت أنّـك من أهل العلم والفضل .

المرحوم  العلامة سعید العلماء عالم من الطراز الاول فی دنیا الاسلام آنذاك ویعادل الشیخ الأنصاری فی الفقه ولأصول .

س: نرجو أن تبیّـنوا العلاقة بین العلامة سعید العلماء والشیخ مرتضى الأنصاری .

عندما دنا أجل المرحوم صاحب الجواهر جمع علماء النجف فی منزله ، وحضر الجمیع وجلسوا حول فراشه ، ثم قال : أین الملا مرتضى؟ ( یقصد الشیخ مرتضى الأنصاری) .

فأحضروا الملا مرتضى النجفی وهو عالم عربی كان فی النجف الأشرف ، فقال : أرید الملا مرتضى الدزفولی .

فذهبوا وأحضروا الشیخ مرتضى الأنصاری ، وقلّده فی ذلك المجلس المرجعیة العامّة للشیعة من بعده ، ولكنّ الشیخ الأنصاری لم یقبلها ، وكتب فی رسالة إلى العلامة سعید العلماء فی بابـُل: إنـّك كنت أدقّ منّی أثناء الدراسة فی النجف ویجدر بك أن تتقبل المرجعیة . ولكنّ العلامة سعید العلماء رفض ذلك وأرسل إلیه : إنّنی أدعو أسرتی لتقلیدك والأحرى بك أن تتولى أمور المرجعیة .

س: هل یعلم سماحتكم بمكان دفن المرحوم العلامة سعید العلماء؟

لقد ذهبت إلى زیارة قبره فی مدینة بابـُل وكان مزاره ــ مع الأسف ــ  مسدوداً، وتألمت لذلك ؛ إذ لماذا یكون بهذا النحو مظلوماً وغریباً و مجهولاًً ؟ آمل أن یعاد بناء مزاره ببركة هذا المؤتمر وأن تحیا ذكراه فی الأذهان من جدید .

س: هل تعرفون أحداً من تلامذته ؟

أحد تلامذة المرحوم العلامة سعید العلماء آیة الله الشیخ زین العابدین المازندرانی وهو صاحب رسالة عملیة وقلده شیعة  الهند كما كان له مقلدون كثیرون فی بلدنا ، ورسالته عمیقة جداً  وكانت بأسلوب السؤال والجواب ، و حقاً یجب القول بأنّه أحد فحول العلماء .

وابن الشیخ زین العابدین المسمى بحسین المازندرانی كان صاحب رسالة عملیة أیضاً ومن مراجع التقلید وأهل الجود والكرم بنحو كبیر حتى إنّ تلامذته وأسرته قالوا له مراراً : إنّ كل هذا الكرم سیؤدّی إلى نفاد نقودك ولایبقى لك شیء منها . ولكنّـه كان یجیب : إنّ الله الكریم هو المعطی . وفی سفرة له التقى أحد الأثریاء الهنود فی الطریق ، وما أن علم الهندی أنّه ابن الشیخ زین الدین حتى أعطاه مایعادل وزنه نقوداً ، وهكذا تحقق قول الشیخ بأنّ الله الكریم هو المعطی.

س: ماذا فی ذهنكم عن تلمیذ ه الآخر العلامة الملا محمد الأشرفی ؟

عُـرف المرحوم العلامة الأشرفی بكراماته ، وهو من أهل السیر والسلوك إلى الله ، وحاز فی هذا الطریق كرامات وفیرة ، وقد ذكره والدنا المرحوم فی كتابه قصة سفر إلى مشهد المقدسة بالنحو الآتی :

جاء أحد تلامذة العلامة محمد الأشرفی إلى منزله وأخبره :أننی أنوی السفر إلى مشهد فهل تأمرنی بشیء أنجزه لك هناك ؟ فأخرج العلامة محمد الأشرفی رسالة من جیبه وأعطاها إیاه وقال : ألق هذه الرسالة فی ضریح الإمام الثامن(ع) وآتی لی بجوابها . كان یرید من الإمام الثامن (ع)  فی هذه الرسالة أن یأتی لرؤیته مرّة ویمرّ علیه ، وما أن ألقى تلمیذه رسالة الملا فی داخل الضریح حتى علا منه صوت بهذا المعنى : أنّه أبلغ سلامی إلى الملا محمد وقل له :

«آیینه شو جمال پری طلعتان طلب جاروب کن تو خانه پس مهمان طلب»

وعندما أحضر التلمیذ جواب الإمام (ع) إلى الملا محمد الأشرفی قال : حینما قدمت على أستاذی  العلامة محمد الأشرفی رأیته فی حال عجیبة وتردد شفتاه باستمرار هذا البیت ، ففهمت أنّه استلم جواب الإمام من عالم الغیب واخذ بتردیده . 

 

   

 

 

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.