وفي اعتاب الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران اكّد العالم اللبناني وخطيب مسجد الزهراء بصيدا الدكتور الشيخ "صادق النابلسي" في حوار خاص مع مراسل وكالة رسا للانباء بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تتقدم وتتعاظم وتزداد قوة ونفوذا على مستوى الاقليم والمنطقة. فاليوم بالرغم من كل التحديات خرجت ايران تماما من العزلة التي كانت قد افترضت عليها وتمدّ جسور الحضور والتعاون والفعالية على مستوى المنطقة. فالجمهورية الاسلامية اصبحت من ابرز اللاعبين الاقليميين الذين يعول عليهم بشأن الامن والاستقرار في هذه المنطقة.
وفي ما يتعلّق بدور الثورة الاسلامية في تأسيس معسكر واحد متكون من القوي الاسلامية في المنطقة ضد الاستكبار العالمي، شدّد الشيخ صادق النابلسي على ان اليوم محور المقاومة يجعل حدود الكيان الصهيوني غير آمنة في ظل ما يعرف بتشكيل الجبهات التي تعمل على تحقيق اهداف الاستكبار العالمي في المنطقة والذي يحاول فرض قواعد الاشتباك والنفوذ في التوازنات القائمة كما ان محور المقاومة يعقّد الحسابات السياسة والعسكرية والاستراتيجية في مواجهة الاستكبار العالمي والمشروع الامريكي في المنطقة. فالجمهورية الاسلامية بدعمها لمحور المقاومة خلقت تقييدا في تحركات الاستعمار في المنطقة كما ان الدول المتحالفة معها في محور المقاومة لديها سلاح وترسم الخطوط الحمر للقوى الاستعمارية. فتمّ تغيير معالم هذه المنطقة بالرغم من كل ممارسات الولايات المتحدة الامريكية ومشاريعها التي اجرتها في المنطقة دون ان تحقق اهدافها.
وبشأن مجابهة قوى الاستعمار من قبل ايران ومحور المقاومة قال العالم اللبناني: لااقول ان المعركة مع قوى الاستعمار قدانتهت فالشمروع الامريكي وبعض حلفاء واشنطن في المنطقة لايزالون يمارسون فعالياتهم لان الرهانات مازالت قائمة في ظل تغييرات اقليمية فالمقاومة المتمثّلة بمحور المقاومة من حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق وانصارالله في اليمن والقوى الحرّة في فلسطين ستعقّد الحسابات على القوى الاستعمارية وستجعل موازين القوى في صالحها كما ان السيد حسن نصرالله قد طرح العديد من المعادلات الجديدة وغيّر قواعد الاشتباك. فبكل الاحوال اليوم الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحور المقاومة في حالة صعود وتنام بالرغم من كل التحديات الراهنة. فمشاريع الاستعمار في المنطقة في مواجهة الجمهورية الاسلامية ومحور المقاومة في طريقها الى التفكّك.
وحول شخصية الامام الخميني ومبادئه الرامية لانسجام الامة الاسلامية قال الشيخ صادق النابلسي: ان الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه مثّل احدى اسمى الشخصيات التي مارست الدين والسياسية ووكّلت اليه صيانة الدين في هذا العصر كما وكّلت اليه مهمة تحرير الانسان وتكريس كرامته ومواجهة الظالمين وتعديل موازين القوى لصالح المظلومين والمستضعفين في ارجاء العالم. فالابعاد المعنوية والايمانية للامام الخميني هي اكثر تجلّيا من ابعاده الظاهرية التي يذكرها البعض في المحافل السياسية. فالامام الخميني شخصية فريدة اثّرت تأثيرا كبيرا على مسار السياسة في المنطقة والعالم واعادت الحضور للمستضعفين وشعوب المنطقة كما انه رضوان الله تعالى عليه كان له دور بارز في تعديل موازين القوى في مواجهة الظالمين لكي يعيش الشعوب بكرامته وحريّته وعزته فهو شخصية دعمت القوى الحرة على مستوى الاقليم والمنطقة./983/ب