رسا/الرأی- تأتی مناورات الرسول الأعظم7 فی سیاق تصاعد التوترات فی المنطقة خاصة بعد الإجراء الأخیر لأمریکا والإتحاد الأوروبی فی فرض حظر جدید على تصدیر النفط الإیرانی، ورد إیران بأن أمن الإمدادات جزء لایتجزأ من أمن سوق الطاقة. وهذه إضاءة على بعض رسائل مناورات الرسول الأعظم7.

تختتم قوات الحرس الثوری الإیرانی الأربعاء مناورات "الرسول الأعظم 7″ الصاروخیة التی بدأتها الإثنین الماضی والتی ترکزت حول عملیات تحاکی ضرب قواعد غربیة افتراضیة فی المنطقة، وتم خلال هذه المناورات اختبار بنجاح صواریخ قصیرة ومتوسطة وبعیدة المدى من طراز “شهاب 1″ و”شهاب 2″ و”شهاب 3″ القادرة على ضرب (إسرائیل) ، إضافة الى صواریخِ "فاتح 100″ و” تندر" و"زلزال" و"خلیج فارس".
وأعلن الجنرال حسین سلامی المسؤول الثانی فی الحرس الثوری أن الصواریخ التی استهدفت مجسم القاعدة الجویة 'اطلقت بنجاح بنسبة 100'' من مناطق عدة فی البلاد.
کما اختبرت فی المناورات مقاتلات قاذفة بدون طیار، حیث أکدت قیادات الحرس الثوری الإیرانی أن جمیع النماذج التی تم اختبارها هی محلیة الصنع.
وقد تمت المناورات الصاروخیة فی وقت تعزز فیه الولایات المتحدة الأمریکیة من وجودها العسکری فی منطقة الخلیج الفارسی، لثنی إیران عن إغلاق مضیق هرمز الذی تتزاید احتمالات إغلاقه خاصة فی وجه بعض ناقلات النفط المتجهة الى بعض الدول الاوروبیة بعد دخول الحظر الاوروبی على استیراد النفط الایرانی حیز التنفیذ لیتوافق مع قرار امریکی سابق، وذلک فی مسعى لرفع حجم الضغط على إیران فی ملفها النووی الذی لم تقدم فیه إیران ای تنازلات تمس بالکرامة الوطنیة والحق القانونی فی امتلاک التقنیة النوویة السلمیة.
ولعل طبیعة المناورات الصاروخیة والتی تمت فیها محاکاة ضرب قواعد عسکریة معادیة فی المنطقة تؤشر الى مضمون الرسالة الحازمة التی أرادت القیادة السیاسیة الإیرانیة إبلاغها لأمریکا وحلیفتها (إسرائیل) وهی أن إیران جاهزة عسکریا للتعامل مع التهدیدات التی تطلقها بعض الدول المغامرة بمهاجمة إیران، وضرب منشآتها النوویة السلمیة.
تدرک إیران أن اقتدارها العسکری؛ هو تحصین لها من کل تهدید عسکری جدی، لذلک تغدو رسالة المناورات حیویة لتذکیر العدو بطبیعة المعرکة وبقدرة إیران العسکریة على إفشال مخططه العدوانی، وتدفیعه کلفة عالیة جرّاء ای مغامرة عدوان على إیران.
والعدو یدرک أن ما تخبئه له إیران من مفاجآت ومقدّرات عسکریة أکثر بکثیر مما تکشف عنه المناورات العسکریة والتی تحضر فیها دواعی الردع النفسی بمستویات محسوبة من استعراض القوة العسکریة.
ما لا یرید العدو التسلیم به هو أن إیران تحولت إلى قوة إقلیمیة کبرى، وهی فی قلب محور مقاوم ممتد من سوریا إلى لبنان إلى فلسطین المحتلة إلى العراق بعد اندحارالإحتلال الأمریکی عن أراضیه. وأنها وفی سیاق تجربتها الإسلامیة تعیش مرحلة متقدمة من النهضة الشاملة وفی مختلف المجالات، وبمنطق المعادلات السیاسیة السائدة فلا یمکن التعامل مع دولة بهذا الحجم وکأنها جمهوریة موز یمکن ابتزازها بسهولة او مصادرة حقوقها الثابتة فقط لأن فی الإقلیم دولة غاصبة فرضت بالإرهاب(إسرائیل) مصابة بهوس الأمن الوجودی.
إن رسالة مناورات الرسول الأعظم7 الصاروخیة هی رسالة ردع بالأساس، وهی فی العمق إعلان للجهوزیة العسکریة الإیرانیة تکسر قوائم الطاولة التی تولح بها أمریکا باستمرار "کل الخیارات على الطاولة"، بل وتنقل الکرة من فوق طاولتهم المهترئة إلى قواعدهم فی المنطقة والتی یمکن أن تتحول -مع حماقتهم- إلى کتل من اللهب والدخان تغمر الدول الحاضنة لهذه القواعد الإستعماریة.
کما أن المناورات رسالة بأن لا خیار أمام دول المنطقة إلا بجعل منطقة الخلیج الفارسی؛ منطقة خالیة من أی تواجد لقواعد عسکریة أجنبیة، والتی یمکن أن نقول عنها الآن وبعد مناورات الرسول الاعظم المظفرة أنها صارت عبئا على دول المنطقة..فأمن الخلیج الفارسی هو بالتوافق بین دول المنطقة وإیران، وای تواجد أجنبی هو تهدید للاستقرار.
أما رسالة المناورات إلى شعوب المنطقة، فهی أن قوة إیران من قوة کل العرب والمسلمین، وأن إیران وبعد أن تحررت من الطاغوت وفی ظرف ثلاثة عقود تحولت إلى قوة عسکریة هائلة، هی رصید للأمة، وثقل استراتیجی فی میزان قوتها؛ دفاعا عن القضایا المصیریة للأمة ودفاعا عن حریة الشعوب واستقلالها، وفی مقدمة القضایا قضیة القدس وفلسطین.
فبدل صفقات السلاح السفیهة والتی تُبدّد فیها الأنظمة الفاشلة الملاییر من الدولارات بما ینعش اقتصادات دول الاستکبار العالمی وفی مقدمتها أمریکا، هاهی النخب الشابة من خریجی الجامعات الإیرانیة تکسر الفجوة التکنلوجیة، وتحقق لإیران اقتدارها فی تکنولوجیا السلاح کما فی المجال النووی وتکنلوجیا الفضاء، وبالمناسبة فقد أکدت قیادات الحرس الثوری الإیرانی بأن جمیع النماذج التی تم اختبارها هی محلیة الصنع.
وأخیرا، فأمریکا هی من یقرر فی أن تبقى ضربة المحاکاة لقواعدها فی منطقة الخلیج الفارسی مجرد مناورات، او أن تتابع خلیة الأزمات وعبر الشاشات فی مقر البنتاغون مشهد الحرائق والدمار الذی سیأتی على قواعدهم.
َ(قدْ مَکَرَ الَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَهُ بُنْیَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَیْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَیْثُ لاَ یَشْعُرُونَ).
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.