رسا/آفاق- لا نرید من هذه الصورة القاتمة تجاهل نقاط الضوء فی مساحة العالم الإسلامی..أو نسیان الانتصارات التی حققتها الطلائع المقاومة فی الأمة..او الذهول عن معطیات استراتجیة فی رصید أمتنا..لکنها حقائق مؤلمة وأسئلة مشروعة. بقلم عبد الرحیم التهامی.

فی شهر رمضان المبارک تتداعى إلى الذهن جملة من التساؤلات حول واقع الأمة المحزن، بل إن لأسئلة الصعبة تفرض نفسها؛ لدرجة نتساءل معها..هل الأمة تدرک فعلا أنها تعیش فی شهر رمضان ؛ شهر القرآن، بما یعنیه تنزّل القرآن من صیاغة للأمة المسلمة التی جعلتها الرسالة أمة شاهدة على غیرها من الأمم؟! وبما یعنیه رمضان من محطة تجدّد فیها الأمة إیمانها، وانقیادها لربها والتزامها برسالة الوحی ومقاصده الشریفة، وتعید فیه جرد الحساب مع نفسها، وقیاس المسافة بین واقعها وبین الأفق المتصاعد التی انفتح أمامها؛ أفق الخیریة وامتیاز الوظیفة الرسالیة بموجب الآیة الشریفة..(کنتم خیر أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنکر وتؤمنون بالله..)؟؟
أسئلة صعبة ومرّة ترسخها الوقائع والمعطیات على الساحة..من تمیّع لحقائق الدین عبر أئمة الضلالة الذین حولوا أنفسهم إلى قیادات للعمل الإسلامی، أو من خلال الفتوى التی تصدى لها الجهلة والمتفقیهین خریجی حلقات الاسلام الجهادی الزائف، أومن خلال تحویل الدین إلى محلل شرعی للتدخلات الأجنبیة فی أوطان المسلمین..کما یحصل الآن مع سوریا..
ترکن فلسطین ومسجدها الأقصى أولى القبلتین ومعاناة شعبها على هامش الهامش، وتُستنفر الأمة باسم الدین والجهاد والواجب الأخلاقی لمجاهدة نظام بشار الأسد فی سوریة لأجل إسقاطه، وتتداعى جماعات وحرکات وتنظیمات إسلامویة لتأخذ موقعها فی هذه الحملةالتی تتداخل فیها الأطماع الأمریکیة مع الأهداف الصهیونیة، مع حسابات الرجعیة الخلیجیة.. ویبارک هذا الحلف المشؤوم الاتحاد العالمی لعلماء المسلمین!
فی شهر رمضان یوم دموی هو الأعنف منذ عامین فی العراق، قتل على إثره ما لا یقل عن 130 شخصا فی نحو ثلاثین هجوما منسقا ضرب العاصمة العراقیة ومناطق إلى الشمال والجنوب منها، ثم یخرج علینا بیان القاعدة البئیس لیقول:" "تنفیذا لتوجیه الشیخ المجاهد ابی بکر البغدادی (أمیر المؤمنین) بدولة العراق الإسلامیة استنفرت وزارة الحرب ابناءها وانطلقت کتائب المجاهدین ومفارزهم العسکریة والامنیة فی غزوة مبارکة.."!
وفی صیدا یعتصم الشیخ الأسیر المموّل قطریا منذ شهر تقریبا احتجاجا على سلاح المقاومة ودفاعا عن کرامة أهل السنة، بل ویدعو إلى "انتفاضة على مستوى لبنان للضغط على حزب المقاومة و"أمل" لإنجاز طاولة الحوار"!
وقبل یومین اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائیلی المسجد الأقصى المبارک وقطعت صلاة المعتکفین واحتجزت إمام المسجد وهو ساجد واقتادته إلى جهة مجهولة. ونفذت عملیة تمشیط داخل باحاته قبل إغلاق بواباته الخارجیة، ولم نشهد ردود فعل على هذه الاستباحة الصهیونیة الجدیدة، وهذه نتیجة طبیعیة لعملیة التحویر التی استجابت لها الأمة، فصار العدو هو إیران، أما (إسرائیل)، فهی مجرد کیان نزق یمکن تحمل بعض تحرشاته. بل لعلّ الأخطر فی الأمر هو ما ینشأ من وحدة شعوریة بین (إسرائیل) وکل هؤلاء الذین ینخرطون -الآن- فی المعرکة -على اختلاف واجهاتها- ضد النظام فی سوریة، فمن مفارقات الدهر أن تتلاقى إرادات الصهاینة مع کلّ الذین یلهجون لما یسمى بالثورة السوریة، والتی یقاتل ثوارها الجدد الذین صنعوا على عیون أمریکیة وإسرائیلیة بسلاح؛ بعضه اسرائیلی، ویستفیدون من خبرات تقنیة وفنیة لعصابات صهیونیة على الارض السوریة.
وفی میانمار (بورما سابقا) یتعرض المسلمون لمذبحة مروعة، تتفاقم بفعل صمت الأمة ومعها کلّ العالم، فمنذ استقلال بورما عام 1948 ومسلمو الروهینجا محرومون من کلّ الحقوق کولوج الجامعات، ونیل المناصب فى الحکومة، ویحظر علیهم السفر إلى الخارج، ولو من أجل أداء فریضة الحج، بل ویمنعون من حریة التنقل، ومن دخول العاصمة "رانجون"..یُضطهدون ویُنکّل بهم لمجرد أنهم مسلمون.
وبینما تنتشر المجاعة فی أکثر من بلد إسلامی، وتنعدم آفاق التنمیة، یُهدر المال العربی فی صفقات تسلح سخیفة، آخرها قبل یومین فقط حین اعلنت وزارة الدفاع الامیرکیة (البنتاغون) نیتها إبرام عقد مع الکویت بقیمة 4,2 ملیارات دولار لبیعها صواریخ باتریوت. هذا فی الوقت الذی انتقد فیه عبد الکبیر العلوی المدغری المدیر العام ل"وکالة بیت مال القدس الشریف" الدول العربیة والإسلامیة لعدم وفائها بالتزاماتها المالیة تجاه القدس، وفی مقدمتها الدول الخلیجیة الغنیة.
وفی شهر رمضان تتواصل انتهاکات حقوق الإنسان فی البحرین، کما تتواصل ثورة الشعب البحرینی دون أن تکسب تعاطفا متسعا فی أوساط الأمة..کما یتواصل التنکیل بمواطنی المنطقة الشرقیة فی السعودیة، حیث تقمع تظاهراتهم السلمیة بقسوة، ویشهر بهم من على المنابر بوصفهم عملاء للخارج ومثیری الفتن المارقین عن الوطن.
وعلى الصعید الثقافی یکون التلفزیون فی شهر رمضان مرآة عاکسة للاجواء والمناخات والقیم التی یراد لها ان تسود فی الأمة، حیث یتحول رمضان إلى شهر للفرجة المبتذلة- مع بعض الاستثناءات-، وتضمر فیه بشکل أکبر کلّ مساحات التثقیف هذا إن جاز لنا أن نتکلم عن هم اسمه الثقافة بالنسبة لکثیر من التلفزیونات. وهذا لا یجب أن یفهم منه موقفا سلبیا من الفرجة کلّما أخذت بعدا هادفا ومقصدا فی البناء والتثقیف.
اما البرمجة الدینیة فی التلفزیون فللأسف فیغیب عن معظمها الرشد، إما لکثافة الضخ الوهابی وسعته، أو لجهة نشر ثقافة الخلاف والتنازع فی الأمة وکأن الله سبحان وتعالى لم ینهى عن التنازع ولم یحذر من عواقبه على الأمة.
وفی صیدا یعتصم الشیخ الأسیر المموّل قطریا منذ شهر تقریبا احتجاجا على سلاح المقاومة ودفاعا عن کرامة أهل السنة، بل ویدعو إلى "انتفاضة على مستوى لبنان للضغط على حزب المقاومة و"أمل" لإنجاز طاولة الحوار"!
وقبل یومین اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائیلی المسجد الأقصى المبارک وقطعت صلاة المعتکفین واحتجزت إمام المسجد وهو ساجد واقتادته إلى جهة مجهولة. ونفذت عملیة تمشیط داخل باحاته قبل إغلاق بواباته الخارجیة، ولم نشهد ردود فعل على هذه الاستباحة الصهیونیة الجدیدة، وهذه نتیجة طبیعیة لعملیة التحویر التی استجابت لها الأمة، فصار العدو هو إیران، أما (إسرائیل)، فهی مجرد کیان نزق یمکن تحمل بعض تحرشاته. بل لعلّ الأخطر فی الأمر هو ما ینشأ من وحدة شعوریة بین (إسرائیل) وکل هؤلاء الذین ینخرطون -الآن- فی المعرکة -على اختلاف واجهاتها- ضد النظام فی سوریة، فمن مفارقات الدهر أن تتلاقى إرادات الصهاینة مع کلّ الذین یلهجون لما یسمى بالثورة السوریة، والتی یقاتل ثوارها الجدد الذین صنعوا على عیون أمریکیة وإسرائیلیة بسلاح؛ بعضه اسرائیلی، ویستفیدون من خبرات تقنیة وفنیة لعصابات صهیونیة على الارض السوریة.
وفی میانمار (بورما سابقا) یتعرض المسلمون لمذبحة مروعة، تتفاقم بفعل صمت الأمة ومعها کلّ العالم، فمنذ استقلال بورما عام 1948 ومسلمو الروهینجا محرومون من کلّ الحقوق کولوج الجامعات، ونیل المناصب فى الحکومة، ویحظر علیهم السفر إلى الخارج، ولو من أجل أداء فریضة الحج، بل ویمنعون من حریة التنقل، ومن دخول العاصمة "رانجون"..یُضطهدون ویُنکّل بهم لمجرد أنهم مسلمون.
وبینما تنتشر المجاعة فی أکثر من بلد إسلامی، وتنعدم آفاق التنمیة، یُهدر المال العربی فی صفقات تسلح سخیفة، آخرها قبل یومین فقط حین اعلنت وزارة الدفاع الامیرکیة (البنتاغون) نیتها إبرام عقد مع الکویت بقیمة 4,2 ملیارات دولار لبیعها صواریخ باتریوت. هذا فی الوقت الذی انتقد فیه عبد الکبیر العلوی المدغری المدیر العام ل"وکالة بیت مال القدس الشریف" الدول العربیة والإسلامیة لعدم وفائها بالتزاماتها المالیة تجاه القدس، وفی مقدمتها الدول الخلیجیة الغنیة.
وفی شهر رمضان تتواصل انتهاکات حقوق الإنسان فی البحرین، کما تتواصل ثورة الشعب البحرینی دون أن تکسب تعاطفا متسعا فی أوساط الأمة..کما یتواصل التنکیل بمواطنی المنطقة الشرقیة فی السعودیة، حیث تقمع تظاهراتهم السلمیة بقسوة، ویشهر بهم من على المنابر بوصفهم عملاء للخارج ومثیری الفتن المارقین عن الوطن.
وعلى الصعید الثقافی یکون التلفزیون فی شهر رمضان مرآة عاکسة للاجواء والمناخات والقیم التی یراد لها ان تسود فی الأمة، حیث یتحول رمضان إلى شهر للفرجة المبتذلة- مع بعض الاستثناءات-، وتضمر فیه بشکل أکبر کلّ مساحات التثقیف هذا إن جاز لنا أن نتکلم عن هم اسمه الثقافة بالنسبة لکثیر من التلفزیونات. وهذا لا یجب أن یفهم منه موقفا سلبیا من الفرجة کلّما أخذت بعدا هادفا ومقصدا فی البناء والتثقیف.
اما البرمجة الدینیة فی التلفزیون فللأسف فیغیب عن معظمها الرشد، إما لکثافة الضخ الوهابی وسعته، أو لجهة نشر ثقافة الخلاف والتنازع فی الأمة وکأن الله سبحان وتعالى لم ینهى عن التنازع ولم یحذر من عواقبه على الأمة.
فی شهر رمضان هناك من یدعو على المقاومة وحزب المقاومة..و بالمقابل یدعو لما یسمى ب(ثورة سوریا) بالفلاح والظفر، ولا أحد یكاد یذكر فلسطین والأقصى!! هل هناك اكثر سوریالیة من هذا المشهد؟!
فإلى أین نتجه؟ ولماذا لا نبنی على صحوة أمتنا؛ التی أغاظت الأعداء؛ واقعا جدیدا ومتألقا؟؟
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.