نقطة نظام
رسا/تحلیل إخباری- وضع الشیخ القرضاوی أمس لامة الحرب فی خطبته الأولى، وتحول إلى داعیة حوار، لکن بین طرفی الصراع فی مصر، أما سوریة فلتسیل فیها انهر الدماء ولتحترق، وعلى حد تعبیره فی احدى المرات..و"مالو"!

دعا الشیخ یوسف القرضاوی أبناء الشعب المصری إلى الوحدة، وعدم الصدام، واستنکر ما حدث من صدامات أوقعت قتلى وجرحى بین أبناء الوطن الواحد، ودعا القوى السیاسیة إلى تلبیة دعوة الرئیس محمد مرسی للحوار.
وصاح رئیس الاتحاد العالمی لعلماء المسلمین فی خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة: "حرام علیکم أن نمزق أوطاننا وأن نفرق بین أهلینا، وأن نصبح أعداء لبعض". واستشهد کثیرا بالآیات والروایات التی تدعو إلى الاعتصام بحبل الله وتنبذ الفرقة، وتلک التی تحرم الاقتتال، واستند بقوة إلى الآیة الشریفة التی تدعو إلى الصلح بین طائفتی المؤمنین إن اختلفوا او اقتتلوا...
وتساءل بمرارة: "لماذا یقاتل المصریون بعضهم بعضا، ألستم أنتم الذین وقفتم فی میدان التحریر قبل سنتین وعلمتم الدنیا کیف یکون الإیثار، کیف یؤثر المصری أخاه حتى لو کان غیر مسلم؟!".. "لا بد أن یرجع بعضنا إلى بعض، أن ندعو للحوار والجدال بالتی هی أحسن".
نعم..إنه القرضاوی داعیة الحرب فی سوریة، وصاحب فتوى التدخل العسکری الاجنبی فی سوریة، القرضاوی الذی شجع ولا زال یشجع الشباب العاطل والبائس على الالتحاق بأرض سوریة للجهاد!
هو الآن وعلى إیقاع الازمة المصریة التی عرّت الجشع السلطوی لدى الإخوان، تحول إلى داعیة حوار، فقد دعا القرضاوی القوى السیاسیة فی مصر إلى تلبیة دعوة الرئیس محمد مرسی للحوار، وقال إن "الرئیس محمد مرسی دعا الجمیع للحوار غدا، وأنا أدعو الجمیع للاستجابة لهذه الدعوة، ویجلسوا ویقولوا ما شاءوا، کل واحد یرد على أخیه بالأخوة، لا نرید أن نتقاتل".
واعتبر أن کل شىء "قابل للنقاش" خلال الحوار بما فیه "تأجیل الاستفتاء".
وطالب القرضاوی القوى السیاسیة بعدم وضع شروط مسبقة قبل بدء الحوار، قائلا "لا تجعل رأیک هو الرأی الأعلى، هو الذی یجب أن یؤخذ به.. هذا لیس معقولا، لابد أن نسمع ونُسمِع، لا بد أن یسمع بعضنا لبعض، وبهذا نتفاهم ونتقارب ونصبح دولة واحدة وشعب واحد".
أین غابت کل هذه الحکمة عن الملف السوری، وهو الملف الذی کان یحتاج إلى العقلاء حتى لا تضیع إمکانات سوریة، بل وحتى لا یتم تخریب سوریة؟!
القرضاوی وفی خطبته الثانیة عاد إلى خندقه کمحارب، ودعا لاسقاط النظام فی سوریة، کما دعا جنود الجیش الوطنی السوری إلى الانضمام إلى ما یسمى ب(الجیش السوری الحر)، صاحب السجل الارهابی فی جرائم التقتیل والتفجیر بحق المدنیین من اهلنا فی سوریة.
قد یتساءل البعض کیف أمکن له أن ینعطف بین خطبتین وبهذه السرعة؟ والجواب هو احتقار ذکاء المصلین، والمتابعین عبر الشاشات، فقد تصور القرضاوی أن تقدیمه للهجوم على النظام السوری بالحدیث المکرور عن مزاعم قصف النظام لشعبه بالطائرات والصواریخ والبوارج الحربیة..سیطیر التساؤل من عقول سامعیه: لماذا لم تکن هناک فرصة حوار مع النظام فی سوریة؟ ولماذا تسد کل الابواب امام کل مسعى للحل السیاسی فی سوریا؟
فی خطبة 7/12/2012 أقام القرضاوی الحجة على نفسه، وأعطى دلیلا على أنه یعبث بالدین، ویسخر من المؤمنین، فالحوار ونبد الصدام حرام فی مصر من منطلق الدین، اما فی سوریة ومن منطلق الدین نفسه الذی یتم تطویعه وفق المهمات السیاسیة وإرادات الدول الکبرى؛ فالاقتتال والتفجیر وتخریب البلد وشق الصف وإثارة النعرات الطائفیة فحلال، بل من اعظم القربات!!!
فی سوریة شعب صامد ونظام مصمم على إجهاض المؤامرة، وسنتصر سوریة على المؤامرة والمتآمرین، وستذهب خطب القرضاوی إلى الجحیم.
وفی مصر .."للثورة شعب یحمیها" ویدافع عنها، ولن یسمح ان تتحول ثورته إلى مجرد لحظة عابرة، ولن تنخدع قوى الثورة بحوار مغشوش یغطی على الثورة المضادة التی یقودها الإخوان..
وفی مصر هناك رفض للإخوان بعد انكشافهم سیاسیا ودینیا، وهناك رفض لكل هذا السیناریو الأمریكی الذی عنوانه "حكم الإخوان".
من صار شریكا فی دماء المسلمین فی سوریا ولیبیا (آلاف اللبیین قضوا تحت قصف قوات الناتو)، لا یمكن أن یصدقه أحد عندما یلعب لعبة داعیة حوار.
------
الرجاء الاستماع إلى خطبة الجمعة التی ألقاها الشیخ یوسف القرضاوی من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، بتاریخ:7/12/2012
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.