21 April 2013 - 16:57
رمز الخبر: 6006
پ
على هامش حلقة برنامج "فی المیادین" الآخیرة
رسا/تحلیل سیاسی- فی الحلقة الأخیرة من برنامج "فی المیادین" والذی یقدمه الزمیل غسان بن جدو کان المشاهد العربی على موعد مع موضوع خارج السیاق، المقاومة الفلسطینیة وسلاحها، ومصدر السلاح..وفی البرنامج رسالة واضحة عنوانها "إسرائیل هی العدو" بقلم عبد الرحیم التهامی
صاروخ فجر 3

یوم الجمعة، عرضت قناة المیادین برنامجا خاصا عن سلاح المقاومة فی غزة وتحدیدا عن سلاح سرایا القدس الجناح العسکری لحرکة الجهاد الاسلامی، والتی حسب الظاهر کانت الأکثر استعدادا من بین فصائل المقاوة الفلسطینیة للتعاون مع المیادین فی إنجاز برنامجا تلفزیونیا یتم فیه عرض بعض السلاح الذی کان له الدور الحاسم فی احباط عدوان غزة 2012


وقد تعمد مقدم البرنامج الزمیل غسان بن جدو الإسهاب فی مقدمة برنامجه حیث بدا وکأنه یجهد فی إعادة البوصلة إلى الوجهة الأصل أی فی اتجاه الصراع مع العدو الإسرائیلی محاولا الاقناع بان فلسطین والمقاومة والسلاح هی قضیة الأمة الأساس ولیست الأزمة السوریة التی جعل منها الإعلام الموجَّه أم القضایا..


 وبمعزل عن بعض الملاحظات التی تتصل بمنطق التبریر للبرنامج والتوسل بمنطق الصراحة والمکاشفة فی مخاطبة المشاهد فإن البرنامج کان من حیث التوقیت کما المعطیات التی کشف عنها مهما لجهة مواجهة الدجل الذی یستشری فی الأمة بفعل تحریفات ومغالطات التیار الوهابی وجوقة الدجالین المتصهیین الذین استغلوا موقعهم الدینی وصفتهم (العلمائیة) لیعبثوا بوعی الناس ولیصطنعوا لهم من سواد حقدهم عدوا من داخل الأمة هم الشیعة، ویلبّسوا على الناس عدوهم، فیحلوا إیران محل (إسرائیل) فی العداوة بل أشد، مستغلین فی ذلک سذاجة الوعی المتعلق بالأزمة السوریة لإحداث تحویرات کبرى فی المفاهیم والوعی والثقافة بل وفی إعادة تمثل الأعداء والتناقضات.
آخر هذا الدجل کان ما صرح به مفتی جبل لبنان الشیخ محمد علی الجوزو والذی تحدث عن ما سماه بـ(  تحالف شیطانی عنصری صهیونی فارسی یتآمر على الامة العربیة)، ومما قاله: "أن ایران قد أعلنت الحرب على الاسلام والمسلمین فی شتى بلاد العالم العربی والاسلامی، وان ایران عادت الى المرحلة الصفویة لتنفیذ مخططاتها السیاسیة فی العالم العربی..واذا کانت (اسرائیل) عدوا للعرب والمسلمین، فإیران الیوم أشد عداوة للعرب والمسلمین، وأخطر من الصهاینة على هذه الأمة"!!


هذا الدجل لیس مجرد انفعال او تطرف فی الموقف على خلفیة الدعم الإیرانی لسوریة، بل هی معادلة یعمل علیها التیار الوهابی فی أفق تکریسها عنوانا استراتجیا فی واقع الأمة، وقد حشد لها جمعا من المرتزقة (العلماء) ممن باعوا دینهم ورضوا بأن یکونوا فی صف الأعداء ویخدموا أهدافهم فی تمزیق الأمة وتضلیلها وتسخیف وعیها وتحویل أعداءها التاریخیین إلى حلفاء وأنصار تجوز مصالحتهم ومودتهم والتنازل لهم عن الجرائم والحقوق الثابتة.


وقد کان المشهد المصری کاشفا عن البؤس الدینی الذی تردت إلیه الجماعات السلفیة والتی هاجت لمجرد عودة وزیر السیاحة المصری من طهران باتفاق تبادل الوفود السیاحیة بین البلدین، رافضة بذلک ای تقارب مع إیران مهما کان مستواه او طبیعته، فی حین هی غیر معترضة على وجود سفارة ل(إسرائیل) بالقاهرة ولا على اتفاقیة کامب دیفید، کما لم تکن معنیة فی زمن الرئیس المخلوع بتوافد الآلاف من السیاح الصهاینة على منتجعات سیناء المصریة.


إن تجرؤ جوقة الدجالین على تحویل الخلاف المذهبی والسیاسی إلى عداء یرجح عن العداء للصهیونیة، وسعیهم المشؤوم إلى العبث بمعادلة الصراع فی التاریخ المعاصر والمنطقة (العدو=إسرائیل)، وتحویل إیران إلى عدو؛ یعبر عن هشاشة فکریة وعقائدیة فی واقع الأمة بصفتها المتلقی لهذا الخطاب، کما یکشف عن حجم العطل فی الدوائر الدینیة والثقافیة والسیاسیة الأصیلة والتی لا یبدو أنها تتحرک بالمستوى المطلوب لمواجهة هذه التوجهات والإختراقات المتصهینة والمتلبسة بالدین لعزلها وفضحها وتعریة أصحابها.


فقد استنأس قطاع واسع من الجمهور بقول کل دعی من أمثال الجوزو والأسیر..والقرضاوی (إیران أخطر على الأمة من إسرائیل)، ودون تسجیل ردود فعل معتبرة تتناقلها وسائل الإعلام وتعبر عن الموقف الأصیل للأمة، ورفضها لتضلیل وعیها أو لتزییف ذاکرتها، وکلنا نذکر حملة القرضاوی على إیران ودعوته حجاج بیت الله الحرام؛ فی موسم الحج الأخیر؛ للدعاء علیها بعد أن وصفها بأنها خطر على الأمة!! فماذا کان حجم الرد والنکیر على هذا القول المنکر والموقف المتصهین؟


ولعل هذا ما یجعل المسؤولیة کبیرة على أحرار الأمة، فهذا لیس مجرد کلام یطلق من على المنابر، هذا اختراق صهیونی ومعادلة إسرائیلیة جدیدة وتزییف للوعی وتضلیل عن الاتجاه الصحیح..من حق ای احد ان یختلف مع التشیع، ومن حق أی کان أن لا یتفق مع سیاسة إیران الإقلیمیة أو الدولیة، لکن لیس من حق أحد أن یحوّل إیران إلى عدو إلا أن یکون عمیلا متصهینا، فلا الدین ولا التاریخ ولا حقائق السیاسة المعاصرة تسمح بذلک، بل کل هذه المعطیات تؤکد العکس، فإیران دولة إسلامیة کبرى، ومنذ انتصار ثورتها المبارکة وهی تدافع عن قضایا الأمة وفی مقدمتها قضیة فلسطین، بینما المتآمرون هم الذین تنطلق من منابر دولهم هذه الدعوة الخبیثة القاضیة بجعل إیران هی العدو.


وبالعودة إلى برنامج قناة المیادین والسلاح الذی کشفت عنه سرایا القدس الجناح العسکری لحرکة الجهاد الإسلامی، فقد تأکد وبشکل رسمی أن السلاح الذی ردع العدو الصهیونی فی حملته الأخیرة على غزة کان سلاحا إیرانیا؛ فجر5 وفجر3..بل أن بصمة العقل المقاوم لحزب الله کانت حاضرة فی جانب کبیر من المظاهر العسکریة التی تضمنها البرنامج.


أما کیف وصل هذا السلاح إلى قطاع غزة ومن أوصله؟..وماذا کابد الطرف الذی أوصله إلى أیدی المقاومین من مخاطر أمنیة ولوجستیة؟ فتلک قصة أخرى لا یعلمها إلا الله والقابضون على الجمر..ولعل التاریخ یکشف لنا یوما عن أبطال تورید السلاح إلى القطاع وأسماء شهداء هذه الملحمة الکبرى.


وبعد شکر قناة المیادین على برنامجها فی استعادة البوصلة نحو وجهتها فی فلسطین، فإنی وباسم قطاع واسع من الأمة وبعد رأی العین نقول لجوقة الدجالین وحیث ما کانوا:خسئتم..(إسرائیل)هی العدو.
 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.