11 June 2013 - 18:22
رمز الخبر: 6236
پ
رسا/تحلیل سیاسی- فی سیاق حملات التضلیل الممنهج التی تصبو إلى اغتیال رمزی لحزب الله، تبدو الحقیقة کما صورة الحزب أقوى من أن ینال منها مغرضون مکشوفی الملامح والهویة والحسابات البنکیة. فالحقیقة دائما ثوریة. بقلم عبدالرحیم التهامی
حزب الله

 

فی سیاق الحملة التی یتعرض لها حزب الله..وهی حملة غیر مسبوقة لدرجة یمکن اعتبارها حربا استنفر فیها الجمیع لأجل النزول إلى المیدان، وتعتمد التضلیل والکذب والافتراء سلاحا لتجرید الحزب من مکانته الرمزیة التی حققها بفعل جهاده کمقدمة لاغتیاله وتسقیطه معنویا.


لا احد حاول ان یتفهم دوافع الحزب فی القتال فی منطقة القصیر کما عرضها أمینه العام السید حسن نصر الله فی ذکرى التحریر وانتصار 2000، ولا احد فی وارد ان یقتنع بأی معطیات قد یعرضها الحزب على الناس کلما دعت الضرورة إلى انخراطه فی الحرب ضد مشروع المؤامرة على سوریة إلى أبعد من القصیر وأطراف ضریح السیدة زینب(ع)، فالهیاج المذهبی قد بلغ مداه واهدر کل فرص التعقل والفحص فی المدى الذی یمکن أن یؤدی إلیه کل هذا الجنون.


من بین أسالیب الحملة التی ترید اغتیال صورة المقاومة والتی أعطت نتائج فوق التوقع حین تم استثمارها بخبث فی تشویه النظام السوری وشیطنة الرئیس بشار الأسد؛ هی الحدیث عن جرائم التقتیل والذبح للمدنیین الأبریاء، وهی دعاوی یتم العبث فیها بالصور الملفقة وعبر تلبیس جرائم یقترفها التکفیریون لأعدائهم النظام ومعه - الآن- حزب الله, نعم لا احد یدعی أن حربا ضروسا مثل التی تجری فصولها على الأرض السوریة لا یسقط معها أبریاء..لکن ثمة فرق بین أبریاء یسقطون بالخطأ وبین الذین یقضون نتیجة استهداف واضح ومقصود..ولیس هناک جیش یستهدف شعبه، وإن حصل فلن یحافظ مطلقا على تماسکه لأنه یکون فاقدا للعقیدة القتالیة، وهذا غیر حال الجیش السوری الذی حافظ على وحدته وتماسکه بل وزاد على ذلک بانتزاعه المبادرة من ید المجامیع التکفیریة.


وبالعودة إلى اتهام حزب الله باقتراف مجازر دمویة بحق المدنیین فی مدینة القصیر وریفها، وتصویره کوحش طائفی یفتک بأهالی مدنیین من "أهل السنة" ویتلذذ بسفک دماءهم، نسوق المعطیات التالیة التی تکشف عن حجم التحامل، وعن تحویل الکذب إلى عقیدة وعن مروق من قیم التدین التی تؤکد على الإنصاف (..وَلا یَجْرِمَنَّکُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلا تَعْدِلُوا ۚاعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى..):
- فالکامیرا أصدق إنباءًا من کل الدجل الذی روجت له العدید من الفضائیات المغرضة، حیث لم تتأخر الکامیرا عن الدخول إلى القصیر ولم تکن القصیر ساحة للجثث فقد تُرک ممر آمن لانسحاب من تبقى من المدنیین قبل أیام من حسم المعرکة، وهو الممر الذی استفاد منه المقاتلون فضلا على الأنفاق الممتدة التی تبخر عبرها عدد لا بأس به من المقاتلین. وهکذا لم نر  إلا بعض جثث التکفیریین.


- عندما حرر حزب الله جنوب لبنان وکان یزحف على القرى والضیعات فی أیار عام 2000 سجل عناصر الحزب انضباطا اخلاقیا أدهش العالم، حیث وعلى خلاف ما کان یتوقع العدو الإسرائیلی من تصفیات جماعیة لعناصر جیش لحد العمیل، التزمت المقاومة بحسن معاملة الأسرى، ولم یتم إطلاق رصاصة واحدة على أی عمیل ، بل تم تسلیم العملاء الذین کانوا الأداة الضاربة للعدو الصهیونی إلى السلطات القضائیة اللبنانیة لیقول القضاء فیهم کلمته. ولن نفهم عظمة هذا السلوک وهذا الانضباط إلا بمراجعة التاریخ الأسود والسجل الإجرامی لعناصر لحد على مدى سنوات طویلة منذ 1976حیث کانت النواة الاولى لجیش العملاء بقیادة الرائد المقبور سعد حداد، ومن تم خلیفته أنطوان لحد منذ عام 1984.


- وأخیرا، وفی القصیر نفسها حیث تناقلت وسائل إعلام معلومات موثقة تفید أن مجموعة من حزب الله نقلت 35 جریحاً من التکفیریین من داخل الأراضی السوریة إلى الأراضی اللبنانیة، وجرى التواصل مع «الصلیب الأحمر» لتأمین نقلهم إلى مستشفیات حددها ما یسمى ب (الجیش الحر). وجرى التنسیق أیضاً مع العشائر فی المنطقة بهدف عدم إغلاق الطرق أو التعرض لأی سیارة تنقل جرحى وسط استغراب شدید من قبل الأوساط المطلعة على العملیة، فیما الحزب صامت یرفض التعلیق.


هذه أخلاق حزب الله ومناقبیة مقاتلیه العالیة.. فأین تذهبون؟!
 

الكلمات الرئيسة: . حزب الله حملات التشويه
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.