14 June 2013 - 18:45
رمز الخبر: 6261
پ
رسا/تحلیل سیاسی- یتوجه الیوم فی إیران ملایین من الناخبین لانتخاب رئیس جدید للجمهوریة الإسلامیة خلفا للرئیس محمود أحمدی نجاد المنتهیة ولایته،فی هذا المقال قراءة فی هذا الیوم وفی دلالته.بقلم عبدالرحیم التهامی
انتخابات 93


کعادة کل استحقاق انتخابی على مستوى الانتخابات الرئاسیة فی الجمهوریة الإسلامیة فی إیران فإن الحدث یرهن العالم کله ویفرض علیه بأن یضبط ساعته على إیقاع الحدث الإیرانی الکبیر.
هی لحظة تکشف فی الآن نفسه عن تطور ورسوخ فی النظام الإسلامی فی إیران، لجهة اعتماد التجربة السیاسیة فی کل تجلیاتها وأطوارها على الإرادة الحرة للشعب الإیرانی عبر صنادیق الاقتراع، کما تکشف من جهة ثانیة عن ارتباک الغرب وانفضاح ازدواجیة معاییره، لأنه وأمام المشهد الانتخابی النادر فی المنطقة لا یجد منفذا أمام حقیقة أن النظام الاسلامی فی إیران الذی طور دیمقراطیته التی تتجاوز فی فلسفتها ومبانیها بل وقدرتها على تعبئة الإرادة الشعبیة الواسعة، ما لم تصل إلیه الدیمقراطیات الغربیة المتبجحة. لذلک یقوم هذا الغرب المنافق وعبر أدواته الإعلامیة بالتشکیک فی نزاهة الانتخابات والتبخیس من موقع وصلاحیات الرئیس المنتخب عبر الإدعاء أنّ کل السلطات هی بید الولی الفقیه ضمن التراتبیة فی النظام السیاسی الاسلامی فی ایران!
ویتجاهل هذا الغرب الذی ینافق نفسه ومعه جوقة الأزلام من کلّ مکان أن کل تقدیراته وحساباته فی ما یتعلق بمستقبل العلاقة مع إیران هی قائمة ومبنیة على رهان أن یصل إلى سدة الرئاسة شخصیة تبدو مرنة و"معتدلة" بمعاییره، یمکنه أن یصل معها إلى تفاهمات حول الملفات الإقلیمیة الشائکة.
وفی المنطق الدیمقراطی فإن فضیحة الغرب تبدو مدویة، إذ فی الوقت الذی یسخّر فیه أدواته الإعلامیة للتشویش على العملیة الانتخابیة فی إیران وتبخیس قیمتها الدیمقراطیة والأخلاقیة والنیل من نتائجها..فإننا نجده شریکا متقدما لأنظمة رجعیة فی المنطقة لا تسمح ببروز أی مستوى من تعبیرات الإرادة الشعبیة التی تظل مغیبة بالقمع وبالتأویل المنحرف للدین.
وتأتی هذه الانتخابات فی سیاق صعب داخلیا بالنظر لبعض العصوبات الإقتصادیة الناتجة عن الحصار المالی والاقتصادی، واقلیمیا بالنظر للأزمة السوریة وتداعیاتها السیاسیة والمذهبیة على المنطقة بما یرشح علاقة إیران بالجوار العربی إلى مزید من التوتر والتصعید فی المواقف. کما أنها تأتی بعدما استعادت الحیاة السیاسیة الإیرانیة منسوبا عالیا من حیویتها بعد الأزمة المفتعلة التی أعقبت الإعلان عن نتائج انتخابات عام 2009 والتی راهن الغرب على ان تظل تلک الاحداث صورة نمطیة عن الانتخابات الحرة والنزیهة فی إیران.
والمتتبع للأجواء السیاسیة المصاحبة لهذه الانتخابات یندهش من قدرة المجال السیاسی فی إیران على تجدید أنفاسه، بحیث وباستثناء قرار مجلس صیانة الدستور استبعاد اسم المرشح الشیخ علی أکبر هاشمی رفسنجانی من قائمة المتنافسین غلى منصب الرئاسة، لم تلحظ ای ظلال سوداء من مرحلة "الفتنة" کما تسمى فی الأدبیات السیاسیة الإیرانیة، وهو القرار الذی احترمه الشیخ رفسنجانی مفوتا بذلک الفرصة على المصطادین فی المیاه العکرة.
ومن تم فإن شعار "عام الملحمة السیاسیة والإقتصادیة" الذی اختاره قائد الجمهوریة الإسلامیة للسنة الإیرانیة الجدیدة، یراد منه فی شقه السیاسی افتتاح مشهد سیاسی یکرس للالتحام القائم بین الشعب وقیادته، ویقدم نسبة مشارکة تتجاوز کل نسب المشارکة فی الدیمقراطیات المتبجحة فی الغرب، مشهد انتخابی متجدد ینسخ ویبدد مشهد فتنة 2009 ، مشهد یرقى إلى مستوى الملحمة التی تغیظ الکفار وتزرع الیأس فی قلوبهم.
فالملحمة المتوقعة هذا الیوم ستسد کل انکشاف فی الواقع السیاسی یمکن أن ینفذ منه الأعداء، وهی ستکون تجدیدا للعهد مع القیادة، وطیّا لصفحةٍ بالبناء على مکتساباتها فی أفق مواجهة التحدی الاقتصادی وإیصال رسالة الشعب الایرانی:"حصارکم فشل..لن نرکع".
والیوم من المؤکد أن الشعب الإیرانی سیبعث برسالته القویة لأمریکا والغرب ول(إسرائیل)، وللرجعیات العربیة التی تهدد عبر دجالیها بإعلان الجهاد فی سوریا..ومؤدى الرسالة أن فی إیران نظاما إسلامیا محل إجماع، وأن هناک إرادة حرة تنتخب على أساس الاقتناع بهذا البرنامج أو ذاک، وأننا فی إیران سادة وأحرار، ومهما حاولتم فلن نکون عبیدا فی مشاریعکم..ومهما حاولتم فالنووی عنوان کرامتنا الوطنیة، وفلسطین بوصلتنا حتى التحریر..والمقاومة هویتنا..ومهما کان الرئیس المنتخب فإیران وعلى المستوى الخارجی هی إیران الثوابت والمبادئ.


 

الكلمات الرئيسة: انتخابات ايران سياسية ملحمة
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.