27 July 2013 - 10:48
رمز الخبر: 6481
پ
فی حدیث مع حجة الإسلام باقر زاده:
رسا/ حوارات ـ الخبیر السیاسی وعضو الهیئة العلمیة فی مؤسسة الإمام الخمینی (رحمه الله) قیّم بإیجابیة تأکید رئیس الجمهوریة المنتخب على الولاء لسماحة قائد الثورة الإسلامیة، والاستفادة من مختلف الأحزاب، والتنسیق مع سلطات النظام؛ وتطرق إلى التطلعات والتحدیات الماثلة أمام دولة الدکتور حسن روحانی .
دعم النخبة الدینیة للدولة الحادیة عشرة وتوقعاتهم منها
أفاد تقریر مراسل وکالة رسا للأنباء أنه على الرغم من تحقق الملحمة السیاسیة، وفوز حجة الإسلام والمسلمین حسن روحانی بأکثر الأصوات، اعتبر بعضهم أن التیار المحافظ هو الخاسر فی المیدان. ولعل اهتمام الإصلاحیین به وما تلاه من سرور عم الأوساط الغربیة لهذا الانتخاب الشعبی، أعاد إلى أذهان تعبیرات الحالة الثقافیة إبان مرحلة الاصلاحیین. وما یلفت الأنظار وسط کل ذلک مواقف رئیس الجمهوریة المنتخب التی أحییت الآمال فی القلوب، وأثارت حنق الغربیین بحیث جربوا رزمة جدیدة من الحظر الاقتصادی على إیران فی 1/6/2013م وبعد عدة أیام من تهنئته برئاسة الجمهوریة. وبصرف النظر عن ذلک فهو یرى عملیاً أنه منتخب من قبل جمیع الشعب، وقد أوصى سماحة قائد الثورة الإسلامیة بدعمه ومساندته .
إن شخصیة بزیّ رجال الدین تتولى الدفة التنفیذیة للدولة الإسلامیة تبقی نوافذ الأسئلة مشرعة عن دور النخبة الدینیة فی معاضدتها لتحقق أهداف الثورة الإسلامیة، وعن المخاوف والتحدیات التی تهدد الدولة الحادیة عشرة. فی لقائنا مع الناشط السیاسی الحوزوی سنناقش تلک القضایا، ونقدم حوارنا لقراء وکالة رسا للأنباء على النحو الآتی :
رسا ـ ماذا یثبت أقصى قدر من المشارکة فی انتخابات 2013م التی تکشف عن ثقة الجماهیر بالنظام الإسلامی ؟  
جاءت انتخابات 2013م ملحمة سیاسیة کما تمناها وخطط لها قائد الثورة الإسلامیة، حیث أثمرت تدابیره عن مشارکة أقصى عدد فیها، وکانت أفضل انتصار لمحبی سماحة القائد والنظام والإمام الخمینی (رحمه الله)، وأثبتت صدق النظام الحاکم فی حمایة آراء الشعب، حیث ادعى بعضهم أن النظام ارتکب مخالفة فی الانتخابات السابقة! وتبیّن أن ما طرح هو  کذب لاأکثر، کذب عظیم سعى لخلق الاضطرابات المخلة بأمن البلد وإضعاف رکائز النظام وزعزعتها، والحمد لله إذ لم تثمر شیئاً من ذلک. لقد أثبتنا بهذه الانتخابات للعالم أن النظام قام بحمایة 250 ألف صوت وبإمکانه أن ینقل 250 ألفأ لیجر الانتخابات إلى المرحلة الثانیة ولکنه لم یفعل، ناهیک عن نقل 12 ملیون صوت. للأسف کذب وانتهاک کبیرین فی جبین من ادعى کذباً مثل ذلک، وعلیهم لکذبهم أن یخجلوا من الشعب الإیرانی مادام التاریخ موجوداً .
 
رسا ـ لماذا یساند سماحة قائد الثورة رئیس الجمهوریة للحکومات عامة ؟
إن مسؤولیة سماحة القائد من موقع القیادة هی الحفاظ على أسس ومکونات النظام، وقد سعى ولم یقصر فی دعم المجلس ومنزلته، ومکانة الدولة، ومنزلة السلطة القضائیة وجمیع أرکان النظام فی المواقف التی تتطلب إرساء وتعزیز مکانتها، وکذلک الحال بالنسبة للحکومات.             
وقد شغله هم أن لاتضعف أمام الشعب منزلة أرکان النظام التی هی ثمرة انتخاب الجماهیر وثمرة الدستور الأساسی؛ لذلک أکد سماحة القائد کثیراً أن لاتلحق أی صدمة بتلک الأرکان .
 
رسا ـ لماذا یظهر دعماً أکثر لبعض الحکومات ؟      
السبب فی ذلک أن تأیید سماحة القائد لأرکان النظام یکون أحیاناً مضاعفاً ومؤکداً؛ لأن الحکومات تتفاوت من ناحیة المبادئ التی تلتزم بها والشعارات التی ترفعها، فمثلا إذا رفعت الحکومة شعارات تواکب مبادئ الثورة الإسلامیة فتتطلب دعماً أکثر مما لو کانت شعاراتها لاتتناسب بعض الشیء مع المبادئ المذکورة .
 
رسا ـ تأسیساً على ذلک کیف تقیمون دعمه للحکومات السابقة بالمقارنة مع بعضها ؟   
یساند سماحة قائد الثورة کل الحکومات، فمثلا ساند حکومة الإصلاحیین لتتمکن من تأدیة أعمالها، فی حین أن شعارها الأساسی کان المجتمع المدنی، وهو مفهوم غربی، فثورتنا التی قامت على أساس نهج البلاغة لایمکنها ان تدیر المجتمع على أساس نماذج غربیة، والمجتمع المدنی لیس له کثیر تناسب مع المجتمع العلوی وتعالیمه؛ ولذلک لم یشید سماحة قائد الثورة الحواجز أمام حرکة الدولة لتحقیق أهدافها فی إطار القانون الأساسی، مع أنه لم یبد من الدعم شیئاً یذکر للشعار المحوری للسید خاتمی کالمجتمع المدنی ، فأصل تأسیس هذا الشعار لاینسجم مع خطاب الثورة الإسلامیة، ورسالة القائد، ومبادئ الشعب، ولایخدم مصالح البلد والنظام وأفراد المجتمع .
وعندما تتطابق شعارات الدولة مع شعارات الثورة ـ مثل مقولة العدالة فی الدولة التاسعة ـ فسیهتم بها سماحة القائد کثیراً، أو مقولة الدولة الإسلامیة، والخدمة الاجتماعیة، والحیاة البسیطة، فهی مفاهیم مأخوذة من نهج البلاغة وخطاب الثورة الإسلامیة . والأمر المهم لسماحة القائد أن لاتلقى هذا الشعارات أرضاً، وأن یؤید المنادی بها؛ وبناء علیه نتوقع للدولة التاسعة نوعین من مساندة سماحة القائد .
وهذه الدولة کبقیة الحکومات حیث انتخبها الشعب وفی إطار القانون الأساسی وهی من أرکان النظام.
وبعض مساندة القائد تتعلق بعمل الدولة والشعارات التی تطرحها، والاعتدال المطروح الآن کشعار محوری لدولة حجة الإسلام حسن روحانی شعار حسن جداً، ویستحق الدعم حقاً، إلا أنه مشروط بعملها، فیجب أن یکون بنحو یلمس فیه نموذج للاعتدال .
 
رسا ـ ماهی واجبات النخبة من المجتمع بعد انتخاب رئیس الجمهوریة ؟         
الجمیع قبل الانتخابات ینافس بعضهم بعضاً، ولکنهم بعدها أصحاب یسدون ید العون للدولة من أجل تحقیق أهداف الثورة الإسلامیة، وأهداف السلطة التنفیذیة التی عینها الدستور الأساسی، والأهداف التی حددتها القیادة للسلطة التنفیذیة. وقد قال سماحة السید القائد بأن بحث الفوز والخسارة عنوان یثیر مکامن الألم، ویجب على الأنسان أن یخجل من التساؤل عن الفائز والخاسر، ولماذا الفوز والخسارة؟ إنها لیست لعبة، بل أداء للواجب، ومن یحصل على أکثریة الأصوات فی إطار أداء الواجب لیس فائزاً بل وقع على عاتقه عبأ تحمل المسؤولیة، وعلى الجمیع مساعدته لإیصاله إلى غایته. وفی الواقع أنها الخدمة کما عبر عنها الشهید بهشتی: إننا مولعون بالخدمة لا متعطشون للسلطة .
وخصوصاً أن سماحة السید القائد أکد مسألة الدعم واعتبرها أمراً مسلماً به وواجباً شرعیاً، کما أن سماحة السید روحانی طلب معونة الجمیع وقال بأننی رئیس الجمهوریة للشعب کافة. وبناء علیه فکل من یمکنه المساهمة فی هذه الدولة فهو الفائز؛ لکی تستطیع تقریب قافلة الثورة من أهدافها خطوات أکثر خلال دورتها الرباعیة، خطوات على قدر من السمو ـ إن شاء الله ـ بحیث تکون من دواعی فخر واعتزاز سماحة الدکتور حسن روحانی .
 
رسا ـ ماهی نقاط القوة فی مناظرات الدکتور روحانی ؟
سعى الدکتور روحانی فی مناظراته لأن یلتزم خطابات الإمام والنظام الإسلامی وسماحة القائد، وأکد بقوة على التمسک بتعالیم القیادة، والانسجام بین سلطات النظام، والاستفادة من الأفکار المختلفة فی المجتمع، والاحتراز من السقوط فی الإفراط والتفریط ، ونحن نرّحب بأقواله فی تلک المناظرات .
 
رسا ـ هل تعتقدون أن الدکتور روحانی اختیار ینال دعم ورضا الغرب ؟   
رئیس الجمهوریة المنتخب رجل دین ملتزم کثیراً بزیه وآدابه، ویفتخر بأنه کذلک. وقد قال بعض مسؤولی الاتحاد الأوروبی بأنه یؤکد على شیئین: إیرانیته وتشیعه وحمیته لوطنه ولمصالح شعبه؛ ولذلک فهذه فرصة جیدة لکی یشد الجمیع أزره ویکونوا شوکة فی عیون أعداء الثورة والإسلام. فنحن راضون عن مواقفه حتى الآن، ونأمل أن تواصل مسیرتها على هذا النهج، وأن یغدو الشعب الإیرانی أکثر سروراً وسعادة بهذا الانتخاب .
 
رسا ـ یدعی بعضهم أن رئیس الجمهوریة المنتخب تابع للإصلاحیین من الناحیة النظریة، ماهو رأیکم فی ذلک ؟
حجة الإسلام روحانی تابع لجماعة رجال الدین المجاهدین، ورؤیته السیاسیة ومواقفه الإیدیولوجیة وخطابه خطاب جماعة رجال الدین، وکله خطاب للثورة الإسلامیة، وهذه نقطة إیجابیة. نظریة الدکتور روحانی تفترق تماماً مع نظریة التیار الإصلاحی، وعلى الرغم من أن التیار الإصلاحی المتشدد یدعیه، إلا أنه لیس إصلاحیاً أصلا، ولکنه قال بأن وشائج صداقة تربطه بالمحافظین وبالإصلاحیین، ویسعى للاستفادة من خبراتهم جمیعاً. وما یقال من أنه کانت له اتصالات أیضاً مع الإصلاحیین فی غضون المنافسات الانتخابیة، واستفاد من أعدادهم فی التصویت له، فهو إذن إصلاحی؛ یجب الرد علیه بأن نظریة الدکتور روحانی لا تنسجم أصلا مع التیار الإصلاحی، والفصل بین نظریته وبین التیار المذکور نقطة مهمة. وما لایشوبه أدنى شک أن حجة الإسلام روحانی یعتبر نفسه أکبر من تیار الإصلاحیین والأصولیین .
 
رسا ـ ماهی إشکالیة الإصلاح ؟             
فی الواقع أن إشکالیته هی ضبابیته، ففی نهایة المطاف لم یتضح بعد ماذا یرید الإصلاحی أن یصلح؟ إذا کان إصلاح الإمام الحسین (علیه السلام) فیجب أن یقول بعده: وأسیر بسیرة جدی وأبی. فالإمام یرید أن یحیی سیرة الرسول (صلى الله علیه وآله)، فلیقل الأخوان الآن ماذا یریدون أن یفعلوا؟ الإصلاح!؟ أی شیء یریدون إحیاءه؟ سیرة الإمام (رحمه الله)؟ أم أهداف أخرى یتعقبونها؟ بل أساساً أن یکون لنا تیاران: إصلاحی ومحافظ ، علیه ما علیه من إشکالایات، فتقسیم التیارات السیاسیة إلى جبهتین: إصلاحیة ومحافظة خطأ من زاویة منطق الحوار، فمثلا لدینا أشخاص فی التیار المحافظ  یسمون أنفسهم بالمحافظین ولکنهم ینظرون بحدة شدیدة إلى المبادئ الإسلامیة بل لدیهم إشکالیات علیها، وبالجانب الآخر یوجد فی الإصلاحیین من نسمع من مناظراته وأحادیثه ما یطابق بنحو عام کلام المحافظین .
 
رسا ـ کیف تحللون وتقیمون مقولة الاعتدال من زاویة مواکبتها للمبادئ الإسلامیة ؟
لعل بعضهم یود مصادرة مقولة الاعتدال والمبادئ التی نادى بها الدکتور روحانی فی التعامل مع التشکیلات السیاسیة، فلا یجر أحد هذا الشعار إلى ساحته، ولایظن من الاعتدال الوقوف بین الحق والباطل! ویرى بعضهم أن الاعتدال والتعادل هو اللاحق واللاباطل، فتتخذ الحکومة نهجاً بینهما وتسیر علیه! فی حین أن القصد من الاعتدال هو الحق بعینه، فالاعتدال والتعادل هما الاستقامة على طریق الحق. وقد عرّف هذا الحق فی الإسلام بما یتناسب والأوضاع، وإذا اتبعت المسیرة مبدأ الاعتدال الإسلامی حازت المزید من دعم سماحة القائد، واستقطبت بالتأکید مساندة الجماهیر والعلماء والحوزات العلمیة والنخبة من المجتمع .
الاعتدال لیس کخطاب الإصلاحیین، ففی التیار الإصلاحی یکون الخطاب مشروطاً بالعلمانیة، ولکن خطاب الاعتدال بحد ذاته لکی یکتسب تخصصاً فی مقابل الخطاب الإصلاحی لایکون مشروطاً بشیء، فخطاب السید خاتمی والإصلاحیین هو المجتمع المدنی، وهذا مشروط من أساسه بالعلمانیة، ولا یمکن تصور مجتمع مدنی لیس مشروطاً بشیء. فالمجتمع المدنی مفهوم یجب العثور علیه فی دوائر المعارف لا فی المعاجم، ومشکلة بعضهم أنهم لایستطیعون فهم أن المجتمع المدنی لیس بحثاً ومفردة معجمیة .
وینبغی دراسة مفهوم المجتمع المدنی فی الثقافة الغربیة للوقوف على التضاد الشاسع بینه وبین مفهوم المجتمع العلوی .
وعموماً الاعتدال شعار رجراج غامض، فلو أرید منه أن یقسم من یتولى زمام الأمور المجتمع إلى قسمین، کل منهما یتهم مخالفه بالإفراط والتفریط ، وحیث أکون أنا أمثل الاعتدال، فحینئذ سیغدو الوضع بنحو آخر؛ ولو أرید منه الاعتدال الإسلامی الموافق لأسس نهج البلاغة والمبادئ الإسلامیة، نال ـ بالتأکید ـ تأیید سماحة القائد. وأما إذا سعی لمصادرة هذا الشعار لا سمح الله، وقصدت مجموعة دسّ قیمها الشخصیة باسم الاعتدال فی المجتمع، فلن تحظى بمخالفة القائد فحسب بل مخالفة مکونات المجتمع أیضاً .
 
رسا ـ بالنظر إلى التحدیات الماثلة، ماهی التطلعات إلى الدولة الحادیة عشرة فی حقل السیاسة الداخلیة وإدارة البلاد ؟  
التحدی القائم هو أن هذه الدولة تعد استمراراً لدولة إعادة الإعمار، ففی الدولة المذکورة کان تضییق شدید للخناق. ولعلاقته بالشیخ الهاشمی الرفسنجانی، ولاحتمال أن تلاقی هذه الدولة ما لاقته دولة إعادة الإعمار ، هو ما یخیف الجمیع. وسؤالنا هو: ما الفاصلة بین مدیات العقلانیة فی تقدیره وبین الفکر التکنوقراطی فی إدارة البلد؟ وهذه العقلانیة لیست هوّة لتذکرنا بالنظریة التکنوقراطیة فی الإدارة المشار إلیها .  
 فی دولة الشیخ الرفسنجانی أکد على أن یستفید من جمیع التیارات، ولکن فی مواصلة المسیرة لم یکن کذلک، فقد قدم الإصلاحییون، وغدا هذا الوضع ـ الطبیعی أو غیر الطبیعی ـ قاعدة لانطلاقهم. على الفکر العقلانی للتکنوقراطیة أن لایوفر أجواء البنى الاجتماعیة المادیة لتکون مدرجاً لطیران الإصلاحیین واستلامهم للأمر. والإصلاحیون ینمون بسهولة فی الأجواء العلمانیة، ولکنهم لیسوا کذلک فی أجواء الخطاب الإسلامی .
نحن نخشى ـ لاسمح الله ـ من الفتنة والفوضى والترویج لهما فی هذه الدولة، فالیوم لو قدمنا للفوضویین القلیل فغدا ـ لا أتى الله به ـ لو حدثت فتنة ما فیجب أن نقدم لهم الکثیر والنفیس، فلا یمکن لنظام الحکم أن یکون رفیقاً لمن یثیر أعمال الشغب، وسماحة قائد الثورة لن یرضا قطعاً عن الفوضویین.
ومطلب الشعب هو أن موقفنا شفاف حیال الفتنة والشغب، وعلى سماحة الدکتور روحانی أن یبین بشفافیة موقفه إزاء الفوضویین وأن یفصل حسابه عنهم، فلیس من اللائق أن یود شخص التفاعل مع سماحة قائد الثورة الإسلامیة وأن یأکل المرطبات مع الفوضویین. لقد کبدت فتنة سنة 2009م النظام خسائر فادحة، ووظف سماحة القائد الطاقات لکی لاتحاک مرتین مؤامرة کتلک  ضد النظام. ولایجب المزاح فی هذا الأمر، فنحن ننقل مایؤثر فینا ونتحسس منه لکی تطلع الدولة على مخاوف ابناء المجتمع .                        
 
رسا ـ أی غموض فی السیاسة الخارجیة والإقلیمیة للدکتور روحانی تجاه سوریة ـ مثلا ـ وغیرها ؟
آراؤه فی السیاسات الإقلیمیة للنظام ـ کبحث مصر وغزة ولبنان وفلسطین وسوریة ـ لیست شفافة بالقیاس إلى سیاسات سماحة القائد فیما یتعلق بقضایا المنطقة. فما هو رأیه فی بحث السیاسات الدولیة، والمفاوضات مع أمیرکا، ورؤیته فی نقد هیکلیة منظمة الأمم المتحدة؟ هل یتقبل الوضع الحالی، أم سیبذل جهده لتغییر الهیکلیة المومأ إلیها؟ وفی السیاسة الخارجیة لدولة الدکتور روحانی مثل حل قضیة المفاوضات النوویة نتمنى أن لا نرى انسحاباً عن مواضعنا السابقة، وبدلا من حل القضیة ننحلّ فی الإطار النظری للخصم لاسمح الله .
 
رسا ـ ماهی توقعات المتعاطفین مع النظام من حجة الإسلام روحانی فی نشر الثقافة الإسلامیة ؟        
بالنظر إلى قسم من آراء حجة الإسلام روحانی التی طرحها فی بعض المقالات نشأت أسئلة تثیر القلق عن کیفیته رؤیته للقضایا الثقافیة؟ فمثلا بحث الحجاب وظواهر المجتمع الإسلامی، أو خطر توسع الثقافة اللیبرالیة وغیرها، کلها من الأمور الغامضة. والمخاوف الثقافیة التی تنتاب المتعاطفین مع النظام الإسلامی فی دولة الدکتور روحانی: کیف ستکون منزلة الثقافة؟ و هل سیطرأ تغییر على وزارة الثقافة والإرشاد، والتعلیم العالی، والتربیة والتعلیم، أم ستواصل سیرها کما هی علیه فی المرحلة السابقة ؟
 
رسا ـ ماهی منزلة العدالة والاقتصاد الإسلامی فی خطاب الاعتدال، وما هی الأضرار المتوقعة فی هذا المجال ؟
هل یعطی الدکتور روحانی اعتباراً للنظرة الرأسمالیة، أم یفکر أیضاً بالاقتصاد الإسلامی؟ تساؤلات یمکن أن تطرح، ولکنه أساساً ینکر وجود نظریة اقتصادیة إسلامیة منسجمة. وهل لدیه وجهة نظر اقتصادیة رأسمالیة؟ بعض المحیطین به حینما یناقشون موضوع الاقتصاد تتطرق إلینا مثل تلک المخاوف، کما أن طاقمه الاقتصادی لایفترق عن الفریق نفسه للشیخ الرفسنجانی، وهذا مایثیر بعض القلق .
فی بحث العادالة نطرح هذا السؤال: کیف یعرف العدالة فی حقل التوزیع المتکافئ لفرص استثمار الأموال، وفرص العمل الاقتصادی؟ وقلقنا من أن یغدو الوضع بنحو یحل فیه خطاب التنمیة والتطور تدریجاً محل العدالة، ولا نتخوف کثیراً من کیفیة تقسیم الثروات والفرص لاسمح الله. خطاب العدالة لا نراه قطعیاً فی کلام حجة الإسلام روحانی، لا أنه منکر للعدالة، ولکن هل یجعلها خطاباَ محوریاً ؟
 
رسا ـ هل لدیکم کلمة أخیرة تودون قولها ؟               
هنا أؤکد أن التحدیات والمخاوف التی نطرحها لاتعنی أبداً تسطیراً للسلبیات، فنحن نود أن تکون دولة الدکتور روحانی موفقة مرفوعة الرأس تسعى لتحقیق أهداف الثورة الإسلامیة وتنال دعم ومساندة جمیع الشعب الإیرانی، وننتظر من شخصیته المهذبة المحترمة اللطیفة التی اضطرت الأعداء لأن یثنوا علیها أن تکون محوراً للتعادل والاعتدال فی المجتمع، فهو إنسان سریع وعملی ویفکر بجد وعمق فی مصالح إیران کما یفکر بمصالح الثورة الإسلامیة. ونأمل بلطف الله تعالى أن یسوق أعداء الشعب ونظام الجمهوریة الإسلامیة إلى مهاوی الیأس الأبدیة .     
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.