24 September 2009 - 18:48
رمز الخبر: 708
پ
الداعیة الإسلامی الأرجنتینی عیسی جارسیا :
رسا / حوارات - یقول الشیخ محمد عیسی جارسیا مدیر الدار العالمیة للكتاب الإسلامی والداعیة الإسلامی فی الأرجنتین , ویقول فی حواره مع شبكة التوافق الإخباریة خلال زیارته الاخیرة للقاهرة عدم اهتمام الدول العربیة والإسلامیة بالجالیات المسلمة فی أمریكا اللاتینیة باستثناء المملكة التی تولی اهتماما بالغا بوضع المسلمین هناك لإدراكها أن المستقبل هناك للدین الإسلامی.
العالم الإسلامی اهتم بالغرب الكاره للإسلام وتجاهل اللاتینیین المتشوقین للأسلمة


وشرح جارسیا كیف اعتنق الإسلام والظروف التی یعیش فیها المسلم الأرجنتینی .. والتفاصیل فی السطور التالیة :

 التوافق: بدایة نرجو ان تسرد علینا قصتك مع الهدایة والایمان ؟

 

* ولدت لأسرة أرجینتینیة كاثولیكیة ولكننی لم أقتنع أبدا بموضوع الثالوث ولهذا لم أكن أتعبد على الطریقة النصرانیة أبدا وبدأت فی البحث عن الدیانات السماویة الأخرى فقرأت فی الیهودیة ولكننی أبدا لم أقتنع بها ومن هنا بدأت فی القراءة عن الإسلام وجاءت بدایتی مع تلك النعمة خاصة بعد أحداث الحادی عشر من سبتمبر حیث بدأت محاولات التشویش والتشكیك فی العقیدة الاسلامیة لدی المسلمین ولكن من فضل الله ان السنارة التی حاولت اصطیاد المسلمین بها هی التی قامت باصطیادی ...

 

او كما قال القرأن من یرد الله به خیرا یفقهه فی الدین ویشرح صدره للاسلام ولیس الایمان ..فالله عز وجل قال : قالت الأعراب آمنا ....قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما یدخل الایمان فی قلوبكم ...فالمسلمون فی نعمة ادعو الله عز وجل ان یثبتنی علیها ویثبت كل المسلمین على هذه النعمة الا وهی نعمة الاسلام ...ولو شعر المسلمین بقیمة الاسلام وبقیمة الایمان بالله وهی نعمة فی ایدیهم لو تمسكوا بها یمكن للمسلمین ان یسودوا العالم .

 

 وكنت فی البدایة أقرأ عن الدیانات كلها بهدف الوصول الى اجابة على سؤال داخلی یقول من انت او من اكون ...فهناك جملة فی الانجیل قالها السید المسیح علیه السلام تقول " ماذا ینتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"  وللأسف رغم قراءاتی المتعددة لم أستطع الوصول إلى رأى قاطع حتى شعرت أننی على وشك التخلص من حیاتی للتخلص من هذا الوسواس القهرى.

 

 وحدث ذات یوم وكان یوم جمعة أن كنت بمفردی فی المنزل وأعانی من حالة من التوتر وفوجئت بمن یطرق باب المنزل ففتحت الباب لأجد شخصا قال لی( السلام علیكم ) مضیفا أنه جاء یدعونی إلى الإسلام وظل الرجل یتحدث معی طوال ساعتین وأنا أشعر أننی فی حالة من الروحانیة لم أشعر بها من قبل وفجأة نظر فی ساعته وقال لی أستأذنك للذهاب للصلاة الجمعة فطلبت منه أن یصطحبنى معه وهناك استمعت إلى الخطبة باللغة الأسبانیة وبعد الخطبة وجدت نفسی أنطق بالشهادتین ویكفینی انا فخرا اننی عصمت نفسی من النار وذلك باسلامی .. فانا كنت اعیش فی رغد من العیش .

 

 التوافق: وماذا كان رد فعل أسرتك على اعتناقك للإسلام ؟

 

* فی البدایة استنكروا إسلامی وحاولوا إقناعی بالعودة إلى المسیحیة ولكننی كنت ومازلت الحمد لله مقتنع بدینی تمام الإقتناع وعندما أدرك أهلی أننی لن أتنازل عن الإسلام اقتنعوا وبدأوا یتعاملون معی بطبیعیة .

 

التوافق: بصفتك من المسلمین الغربیین فی رأیك ما هىی الأخطار التی تحیط بالإسلام حالیا فی الغرب ؟

 

- أول خطر یتهدد الإسلام هو جهل أبنائه وكید اعدائه وغباء حكامه وضعف علمائه ..وبالتأكید فان جهل ابنائه احد اسالیب الحرب علیه وذلك من خلال جهلنا الا من رحم ربی ...فجهل المسلمین بأمور دینهم سبب المصائب لأنه المفروض ان یتمسكوا ویتفقهوا فی دینهم كما قال الرسول صلى الله علیه وسلم تركتم فیكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدی ابدا كتاب الله وسنتی ...فالمسلمین حینما كانوا متمسكین بكتاب الله وسنة رسوله صلی الله علیه وسلم سادوا العالم وحین تركوا كتاب الله وسنة رسوله سادهم العالم بكل اسف .

 

فالیوم اصبح كثیر منا یشركون مع الله آلهة اخرى وذلك بحجة لقمة العیش واكل العیش فنحن كمسلمین ملكنا من لا یرحمنا فینا وبالتالی كلما بعدنا عن الله عز وجل وعن كتابه كلما تمكن منا اعداؤنا فجهلنا بامور دیننا یمكن اعداءنا منا و كل فعل له رد فعل مساوی له فی القوة ومضاد له فی الاتجاه .

 

ولكن الحمد لله فاعداء الاسلام فشلوا فی الانتصار علیه ...وذلك منذ بدایة الاسلام والیوم یحاولون الانتصار علی الاسلام من خلال جهل المسلمین وضعفهم اعداء الاسلام یتربصون به من خلال المستسلمین او ضعفاء النفوس من المسلمین , لیتمكنوا من خلالهم ومن خلال ضعفهم وغبائهم من دین الله ولكن لابد أن یستقظ المسلمون قبل ان یوقظهم الموت كما قال الرسول صلى الله علیه وسلم " الناس فی غفله متی جائهم الموت صحوا او انتبهوا " وما اتمناه الا ینتظر المسلمون حتى هذه اللحظة .

 

التوافق: أنت من المسلمین الجدد فى أمریكا اللاتینیة كیف ترى وضع الإسلام هناك ؟

 

* الإسلام ینتشر بصورة غیر مسبوقة والحمد لله فی أمریكا اللاتینیة وللعلم فإنه ینتشر بقوة الدفع الذاتی فالمسلمون لا یهتمون للأسف إلا بالحدیث مع أوروبا وأمریكا الشمالیة , رغم أن أمریكا الللاتینیة تعد أرضا خصبة لنشر الدعوة الإسلامیة وقد أدى هذا التجاهل إلى أن المسلمین فی الأرجنتین على سبیل المثال لا الحصر أصبحوا یعانون مشاكل عدیدة أهمها:

 

 افتقادهم التواصل مع العالم الإسلامی لمدد طویلة كذلك فإن انقطاع الهجرات الإسلامیة إلى الأرجنتین قد ساهم فی تراجع الوعی الدینی مطالباً العالم الإسلامی بالعمل على إیجاد الصلات مع مسلمی أمریكا عبر إنشاء قناة فضائیة تكون بمثابة همزة وصل بین العالم الإسلامی والمسلمین هناك ولابد أن یدرك المسلمون ان هناك أصابع اسرائیلیة تلعب فى أمریكا الجنوبیة لمحاصرة الإسلام وإن كنا والحمد لله نستطیع أن نقول أنه حتى الأن أن اللوبی الصهیونی فی الأرجنتین لم ینجح فی استعداء المجتمع الأرجنتینی على المسلمین وهو ما ألجأه لفتح قنوات الاتصال مع المسلمین، والدخول فی حوار معهم .

 

التوافق:  لو حدثتنا عن وضع المسلمین فی الأرجنتین فماذا تقول ؟

 

* المسلمون فی الأرجنتین فی وئام تام وكامل مع شعبها الذی یعشق العروبة، ویبدی ارتیاحاً شدیداً للمسلمین، وقد استفاد المسلمون هنالك من هذه الأجواء فی انتزاع حقوق عدیدة حتى إن الأرجنتین الدولة الوحیدة فی أمریكا اللاتینیة التی تعطی أجازة رسمیة لمسلمیها فی أعیاد الأضحى والفطر، وكما خصصت مصلى كبیر فی مطار بیونس أیرس ویمارس المسلمون شعائرهم فی حریة تامة، ویشارك كبار المسؤولین فی البلاد فی أعیادهم، ولا توجد أی قیود على بناء مؤسسات إسلامیة من مساجد ومراكز ثقافیة، وقد كرّست هذه الحریة وأنجحت اندماج المسلمین فی المجتمع الأرجنتینی.

 

كما أن علاقتنا كمسلمین بالحكومة قویة منذ البدایة، حیث تعاملنا كمواطنین أصلیین لنا جمیع حقوق المواطنة كاملة، بل یوجد كثیر من المسلمین یعملون بأجهزة الدولة مما أوجد وضعا ممتازا لنا هناك، وفی المقابل یسیر المسلمون فی الأرجنتین على أسس ومبادئ سامیة فی التعامل والحوار مع الآخر، ونجد فی الأرجنتین تبعا لذلك أن حریة الاعتقاد الدینی وممارسة الشعائر مكفولة للجمیع، خاصة فی ظل غیاب أی مشاعر عنصریة، أو محرك لتغذیة روح التعصب القومی أو الدینی داخل البلاد، ولا وجود أی بؤر تعمل على التصادم أو الانتقاص من أتباع دیانة من الأدیان، بل الجمیع متساو أمام القانون، الصحافة المحلیة والمؤسسات الفكریة والإعلامیة من جانبها لا تلجأ إلى توجیه أیة إهانات للمقدسات الإسلامیة ورموزها، مما جعل المهاجرین العرب والمسلمین ینتقلون داخل الأراضی بكل حریة وارتیاح، وینخرطون فی المجتمع الجدید، مما سهل الاندماج السریع فیه وقبولهم مبكرا ضمن النسیج الاجتماعی، فأصبحوا من مكونات النسیج الاجتماعی الأرجنتینی، ومجتمعات دول أمیركا اللاتینیة الأخرى فی مختلف المیادین والأنشطة، وهذا لا یخص المسلمین وحدهم بل میسر لجمیع الأدیان السماویة والتیارات الدینیة الأخرى.

 

ولكن الجالیة الإسلامیة فى الأرجنتین تفتقد للدعاة المجیدین للغة الإسبانیة، وأعداد كبیرة من المصاحف المترجمة لنفس اللغة، وهناك مشكلة انقطاع الصلات مع العالم الإسلامی، وعدم وجود قناة فضائیة إسلامیة ناطقة باللغة الإسبانیة تتواصل مع مسلمی الأرجنتین وأمریكا اللاتینیة، ویجد الغالبیة العظمى من المسلمین صعوبة فی شراء أطباق لاقطة حیث یصل سعر الواحد منها لـ (2500) دولار، هذا بالإضافة إلى أن انقطاع الهجرة العربیة والإسلامیة إلى الأرجنتین منذ عقود عدیدة، مما أوجد نوعاً من القطیعة بین الجالیة المسلمة هناك والعالم الإسلامی.

 

ولهذا فنحن نعمل فی الدار العالمیة للكتاب الإسلامی على التركیز على ترجمة الكتب الإسلامیة والأدبیة للغة الاسبانیة لأن كثیرا من الجالیة الإسلامیة فی الأرجنتین لا یتحدثون الا باللغة الإسبانیة، فهذا مما یربطهم ویقوی صلتهم بالثقافة الإسلامیة حتى ولو لم یتكلموا باللغة العربیة .

 

 

التوافق: وماذا عن المراكز الإسلامیة التی تنتشر حول العالم ألا یوجد لدیكم مراكز إسلامیة فی الأرجنتین ؟

 

* دعنا نعترف وبصراحة أن المملكة العربیة السعودیة هی الدولة الإسلامیة الرائدة فی العمل على نشر الدعوة الإسلامیة كذلك فإن الشعب السعودی هو الشعب الوحید من ضمن الشعوب الإسلامیة التى تعمل على الإهتمام بالدعوة والمساهمة فی رفع المستوى المعیشی والدعوی للمسلمین الجدد وأنا لا أقول هذا من فراغ فالواقع یؤكد أن الأرجنتین كلها وعلى اتساعها وعدد المسلمین الكبیر فیها لا یوجد فیها سوی مركز إسلامی واحد رغم أننا نفتقد وجود مثل هذه المراكز وهذا المركز هو مركز خادم الحرمین الشریفین الراحل الملك فهد بن عبدالعزیز الموجود فی العاصمة الأرجنتینیة "بیونس أیرس" و لا توجد مراكز إسلامیة أخرى، ویحاول هذا المركز تقدیم العدید من المعونات للمسلمین الجدد, منها دروس لتعلیم اللغة العربیة, وأخرى عن تعالیم الإسلام, لكن لا یوجد مركز آخر یهتم بشؤون المسلمین بنفس الدرجة وهى ظاهرة سلبیة بلا شك وتؤثر على مسیرة الدعوة الإسلامیة والغریب أن الدول الإسلامیة التى تقوم بإرسال دعاتها إلینا فی رمضان من كل عام ترسل دعاة لا یعرفون اللغات التى یجیدها مسلمو الأرجنتین ففی الغالب یكون الداعیة القادم إلینا لا یجید إلا اللغة العربیة وهو أمر یشكل معضلة كبرى على طریق تثقیف المسلمون فی القارة الأمریكیة الجنوبیة . 

 

التوافق: كیف ترى مستقبل الإسلام فی أمریكا اللاتینیة ؟

 

* بصراحة شدیدة فإن المسلمین یستطیعون نشر الإسلام بسهولة فی القارة الأمریكیة الجنوبیة وكل ما فی الأمر هو بذل مزید من الجهد للوصول بالدعوة الإسلامیة إلى هناك وبدلا من إنفاق المبالغ الطائلة على الدعوة الإسلامیة فی اوروبا وأمریكا الشمالیة وهی كلها دول لدیها رأى مسبق وسلبی فی الإسلام وبدلا من ذلك على المسلمین دفع ولو جزء من تلك الاموال والجهود لنشر الإسلام فی الأرض التى ترحب بها وأنا هنا لا أتحدث عن أمریكا اللاتینیة فحسب فهناك أیضا دولا فی أسیا لا یهتم بها المسلمون رغم أن اهتمامهم بها من الممكن ان یؤدى إلى أن تكون تلك الدول إسلامیة فی المستقبل القریب فالاسلام ینتشر انتشارا واسعا فی دول امریكا اللاتینیة حیث یبلغ تعدادهم فی الأرجنتین ثلاثة أرباع الملیون وفى البرازیل نحو 8 ملایین مسلم بینما یبلغ عددعم فی كوبا نحو 5000 مسلم ولابد أن ندرك أن شعوب أمریكا اللاتینیة تعیش حالیًا فراغًا روحیًا كبیرًا لم تستطع الكنیسة الكاثولیكیة أن تملأه، ولا یزال عدد كبیر منهم یبحث عن الدین القادر على تلبیة حاجاتهم العقائدیة والروحانیة.

 

لذلك فإن الظروف متاحة ومواتیة فی تلك القارة للدعوة إلى الله على نطاق واسع لتقریبهم إلى الدین الإسلامی، كما أن العمل الإسلامی المؤسسی میسر لإنقاذ المسلمین من الذوبان واحتضان أبنائهم لحمایتهم من الضیاع ولنا فقط أن نتذكر أن هناك بعض الدراسات التى تؤكد أن المسلمین یستطیعون خلال عشر سنوات فحسب أن یحول أمریكا الجنوبیة إلى قارة تدین بالإسلام .

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.