08 August 2014 - 14:29
رمز الخبر: 7453
پ
داعش أصلی .. وداعش صینی!

یبدو إن المجامیع المسلحة فی المناطق الخاضعة لسیطرة تنظیم داعش لن تتمکن من إخفاء خلافاتها بعد الیوم فقد تجاوز الصراع على السلطة فیما بینها الحرب الباردة، فیما حاول جناح من المسلحین الانفصال عن داعش لکنه فشل فی ذلک حسب ما یقوله جهاز الاستخبارات العراقی.

فهناک ثمان مجموعات مسلحة تنشط الیوم فی محافظات نینوى وصلاح الدین وقضاء الحویجة وَهِیَ:

1) النقشبندیة والمعروفة بالجناح العسکری لحزب البعث.

2) أنصار السنة.

3) التنظیم العسکری للثوار.

4) المجلس العسکری لرؤساء العشائر.

5) جیش المجاهدین.

6) جیش العشائر فی نینوى والحویجة.

7) الدواعش.

8) جماعة الجهاد السلفی.

إلَّا إن داعش أکثرها نفوذاً وقد أجبر الجماعات الأخرى على الإنضواء تحت سلطتها لکن الکثیر من تلک الفصائل لا تستطیع مجاراة أسلوب داعش الدموی.
 بالإضافة إلى ذلک هناک عدم ثقة مطلقة بین مسلحی داعش القدماء والمسلحین الجدد، حیث یرى المسلحون القدماء إنَّ هؤلاء انضموا إلى الجماعة حدیثاً ولیسوا من الأعضاء الحقیقیین وقد جمعتهم المصالح فیما لایستطیع المسلحون الجدد التأقلم مع سیاسة العنف لداعش ولا یرغبون فی تطبیق جمیع الأوامر حرفیاً.

وقال ضابط رفیع المستوى فی جهاز الاستخبارات العراقی فی کرکوک لم یشأ ذکر اسمه إنَّ الخلافات ظهرت داخل التنظیم وبین داعش والقوى الأخرى بعدما أمر التنظیم المجامیع المسلحة الأخرى بالخضوع له.

وأضاف: «طلب رؤساء العشائر فی الحویجة الذین انضموا إلى مسلحی داعش من وَإلى القضاء إعلان هدنة مع قوات البیشمرکة لفتح الطریق بین کرکوک والحویجة إلَّا إنَّ الوالی رفض الأمر واصفاً من طلبوا ذلک بالخونة مما أدى ذلک إلى نشوب التوتر بینهم».

وبالعودة إلى مسلسل الأحداث یتبین إن الخلاف بین داعش ورؤساء العشائر لم یبدأ منذ ذلک الحین بل یعود إلى تاریخ أقدم، فقد هاجم مسلحو داعش الجهادیون وهم من جنسیات مغربیة وجزائریة وأفغانیة وشیشانیة قبل أسابیع منزل رئیس عشیرة العبید وأحرقوه کما تم اختطاف الشیخ منذر العبدالله وهو أحد الشخصیات البارزة فی عشیرة العبید وبعد ذلک فجَّروا منزل الشیخ عیسى محسن الشخصیة البارزة فی عشیرة الجبور.

وحسب أقوال ضابط جهاز الاستخبارات العراقی فَإنَّ سبب هجمات الدواعش على تلک الشخصیات هو مطالبتها بتشدید هجمات داعش ضد سیاسة نوری المالکی رئیس الوزراء العراقی وإعلان الهدنة مع الأکراد.

ونظراً للتکوین العشائری للمنطقة فَإنَّ ولاء مسلحی العشائر الذین انتموا إلى داعش هو لعشائرهم ولیس للتنظیم لذلک فإنهم سیختارون جانب القبیلة عند ظهور أی خلاف بل إنَّ بعضهم حاول التنصل من التنظیم المتشدد حَتّى أنَّ السکان یطلقون نکاتاً حول الموضوع فهم یسمون الدواعش القادمین من خارج العراق «داعش أصلی» فیما یطلقون عبارة «داعش صینی» على مسلحی العشائر الذین انضموا إلى داعش بمعنى أنهم لیسوا بجودة القدماء ولا بمستوى أصالتهم.

وأنَّ هُنَاک مصادر عشائریة تُؤکِّد إنَّ عدداً من رؤساء العشائر العاملین مع داعش من عشائر الجبور والجمیل والبکارة والتمیم حاولوا الانفصال فی الأیام الماضیة والعمل تحت اسم «المجلس العسکری للدولة الاسلامیة فی العراق».

وتنصیب القاضی صباح سلیمان قاضی التحقیق فی محکمة الحویجة مشرفاً علیهم.

وکانت خطتهم بعد الانفصال تشمل الإعلان رسمیاً عن ثلاث طلبات هی فتح طریق کرکوک ـ الحویجة وإطلاق سراح أسرى الصحوات والبیشمرکة لدى داعش مع محاولة تأمین رواتب موظفی القضاء، ولکن تسریب المعلومات أدى إلى اکتشاف أمرهم حیث ردّ مسلحو داعش بمهاجمة منزل القاضی صباح وخطفوا سبعة من معاونیه إلى مکان مجهول.

وقال ضابط فی الاستخبارات العراقیة إنَّهُ بالاضافة إلى تلک المحاولات فَإنَّ  هناک جماعات أخرى داخل داعش ترید الانفصال وإقامة هیئة جدیدة إلَّا أنَّهُ بعد اکتشاف المحاولة السابقة لا تتجرأ أن تخطو تلک الخطوة. 

وفی مقابل تلک المحاولات بدأ التنظیم المتشدد بنشر صور على صفحته الخاصة فی موقع تویتر یظهر فیها عشائر الحویجة وهم یبدون دعمهم لداعش وقال إنهم یبایعون الخلافة الداعشیة. 

ویظهر فی الصور عدد من رؤساء العشائر بالزی العربی وهم یستمعون إلى والی قضاء الحویجة إلا إن محمود ابراهیم خلف رئیس عشیرة البکارة فی قضاء الحویجة،  قَالَ: «رفض رؤساء العشائر فی الحویجة بشکل قاطع مبایعة البغدادی  على العملیات الجهادیة».

وأشار إلى إن عدداً من رؤساء العشائر یحاولون منذ أسابیع تشکیل جماعة مسلحة للدفاع عن أنفسهم إلا إن داعش یرید إخضاعهم لسیطرته.

وبالعودة إلى أقوال المصدر فی الاستخبارات العراقیة یبدو إن داعش لن تبقى متماسکاً بعد أسابیع کما هو الیوم، فالمسلحین الجدد الذین انضموا إلیه سینسحبون تدریجیا وهم یعلمون إن التنظیم لن یسامحهم ولن یکون أمامهم حل سوى حمل السلاح ومواجهة داعش أو ترک المنطقة.

 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.