حرکة حزم ذات التوجه الاخوانی انطلقت فی 25 ابریل 2014 بدعم من قائد هیئة ارکان جیش الحر اللواء سلیم ادریس وینضوی تحت قیادة هذه الحرکة 22 فصیل من المعارضة السوریة المسلحة وراهنت الولایات المتحدة وترکیة ودول الخلیج على هذه الحرکة على انها تشکل المعارضة المعتدلة حتى تتمکن هذه الدول من الخروج من مأزقها فی دعم الجماعات المعارضة فی سوریا لانها لازالت تتهم من قبل شعوبها بانها تدعم جماعات متطرفة کجبهة النصرة فی سوریا.
وقامت الولایات المتحدة بتسلیح هذه الحرکة باحدث المعدات العسکریة من اهمها صورایخ "تاو" المضادة للدروع وکان الرهان على ان تصبح هذه الحرکة اکبر فصیل مسلح فی سوریا لمواجهة الجیش السوری والنظام لکن بسرعة فائقة وغیر متوقعة انهارت حزم تحت ضربات جبهة النصرة التی اعلنت الحرب علیها بذریعة تصفیة أمیر جبهة النصرة فی البادیة أبوعیسى الطبقة من قبل الحرکة.
فی خلال المعارک التی دارت بین جبهة النصرة والحرکة ، قتلت الجبهة 90 عنصرا من حزم فی عملیة شبه مجزرة واستولت من خلالها على المقرات ومستودعات الاسلحة وسیطرت الجبهة على "اتارب" المدینة التی تعد القاعدة الرئیسیة لحزم.
انتهت حرکة حزم خلال ایام قلیلة وتم االاعلان عن انضمام عدد کبیر من عناصرها الى الجبهة الشامیة وتبخرت آمال التحالف الامریکی الخلیجی الترکی بتشکیل معارضة معتدلة تتمکن من محاربة النظام السوری وانتهى الامر مرة اخرى لصالح الحرکات الارهابیة والتی ادرجتها الولایات المتحدة فی قائمة الارهاب وفشل مرة اخرى الرهان على هذه التنظیمات على اسقاط الرئیس بشار الاسد کما ازداد خطر الارهاب الذی یتخوف منه الغرب ودول الخلیج.
لهذا الانهیار السریع دلالات لا تنبئ بالخیر للدول الداعمة لما یسمى بالمعارضة السوریة من اهمها ان جبهة النصرة التی لازالت دول الخلیج تعتبرها جزءا معتدلا من المعارضة السوریة قد توجهت الى تکوین حرکة تشبه دولة داعش الارهابیة لان اول ماقامت به داعش هو تصفیة الفصائل المختلفة التی لم تبایعها فاضطر الکثیر من عناصر هذه الفصائل الى الانضمام لداعش ومن لم یبایع تم تصفیته بدم بارد بتهمة الخروج عن الاسلام وهذا ما فعلته جبهة النصرة بحرکة حزم وهذا ما یخیف الدول الغربیة والعربیة .
فالیوم یتساءل الکثیرون عن مصیر المعارضة التی تعهدت السعودیة وترکیا وامیرکا بتدریبها فهل یکون مصیرها ، مصیر حزم وما سبقها من فصائل تم ضربها من قبل داعش وجبهة النصرة ویتسائل اخرون عن الاهداف التی تریدها امیرکا من وراء تدریب هذه المجموعات والسؤال الاهم ، ماهو مشروع امیرکا وحلفائها فی المنطقة لسوریا غیر التدمیر الذی لایشک فیه احد بعد هذه السنوات العجاف.
انهیار حزم رسالة لامیرکا وحلفائها العرب انه کل ما راهنوا علیه فی سوریا فشل واصبح لصالح التطرف والارهاب وخطر هذه المجموعات سیداهم هذه الدول ویفاقم الازمات فی الشرق الاوسط وسیحرق کل المنطقة ومن وراءها الغرب وامیرکا فتمویل هذه الجماعات لا یصب لصالح احد.
وبالنهایة نخبر العالم بان جبهة النصرة تدعشنت وستأکل کل الفصائل التی یراهن علیها الغرب والعرب فی سوریا وستشکل دولة تحت قیادة تنظیم القاعدة العالمیة فعلى هذه الدول الرجوع الى العقل والحکمة قبل فوات الاوان وعلیهم التفکیر الجاد فی حل سیاسی للازمة السوریة قبل ان تحرقهم نار الجماعات الارهابیة.
الکاتب : عبیاوی