31 August 2009 - 16:48
رمز الخبر: 499
پ
آية الله جعفر السبحاني:
رسا/ أخبار الحوزة المحلية- قال آية الله السبحاني: السطحيون والظاهريون يحملون الآيات المتشابهة في القرآن على رؤية الله في القيامة.
الرؤية السلفية المتطرفة أبعدت الناس عن الدين الاسلامي الحنيف<BR>
<BR>

أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء أن المرجع الديني سماحة آية الله جعفر السبحاني قال: يذهب السلفيون في تفسير الاستواء على العرش الوارد في الفقرة  الثانية من الآية الرابعة من سورة الحديد الى أن الباري عز وجل يجلس على العرش، فيكون له أطيط (صوت)  كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله.

وأضاف سماحته، خلال المحاضرة اليومية في تفسير سورة الحديد التي يلقيها على أسماع المؤمنين في الشهر الفضيل في المدرسة الحجتية، قائلاً: هؤلاء هم من يؤمنون بالظواهر فقط، يفسرون الاستواء على العرش بالجلوس الحقيقي عليه. لكننا لو فسرنا الآية بهذا الشكل لفقد القسم المتبقي منها معناه، ولضاعت بلاغة القرآن وفصاحته.

وتابع الأستاذ في الفقه والأصول مردفاً: في قوله تعالى: (ثم استوى على العرش) ثلاث نقاط هامة، لو فُهمت لبان اختلافنا مع الوهابية. النقطة الأولى معنى كلمة "استوى"، والثانية الفرق بين العرش والسرير، والثالثة الآيات المشابهة لهذه الآية الشريفة والمواضيع التي تناولتها.

وقال سماحته: الاستواء بمعنى الاستقرار، وقد ورد ذكره في كتاب الله المجيد بهذا المعنى، نحو قوله في سفينة نوح: (واستوت على الجودي)، وكذلك قوله في وصف أصحاب النبي الكريم (ص): (ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه).

وتابع سماحة المرجع قائلاً: وعلى هذا الأساس فكلمة استوى لا تعني الجلوس، بل لها معنى ابعد واوسع من ذلك، وهو الاستقرار والقدرة على الادارة، وهو ما تؤيده الأشعار العربية وما ورد في كتب اللغة أيضاً.

وقال سماحته: الفرق بين العرش والسرير في أن السرير يستعمل في الموضع الذي يراد به الجلوس، كما جاء في نص القرآن الكريم. أما اذا اراد الباري التحدث عن القدرة والسلطة فيستعمل مفردة "العرش"، نحو قوله تعالى على لسان النبي سليمان (ع) بشأن بلقيس: (قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها). فالمراد من العرش هنا هو عرش السلطة لا سرير وعرش الجلوس والنوم.

وتايع: نعم، يمكن القول بمعنى آخر للعرش، وهو المربوط بعالم ما وراء الطبيعة، وهو تحت نظر الله تعالى أيضاً.

وفي الختام، شدد سماحته على أن الرؤية السلفية المتطرفة حول الدين والله أبعدت الناس عن الدين، مذكراً: يؤمن أحمد بن حنبل بأن الله تعالى جالس على السرير، وله يد ورجل وعين وأذن، ولما يضع رجله في النار يشتد غليانها. بالله عليكم، لو قلنا هذا المعنى لعالم غربي، ألا يقول في الرد على ذلك: لا أؤمن بهكذا إله خير لي من الإيمان بهذا الاله المماثل للانسان.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.