20 November 2010 - 14:25
رمز الخبر: 2869
پ
رسا/منبر الجمعة- تمحورت خطبة الجمعة بإمامة آیة الله عیسى قاسم بالبحرین حول فضح سیاسة الأعداء وخططهم الثقافیة فی إلغاء دور العالم ومحاولة الإقناع بعدم الحاجة إلیه نهائیاً.
آية الله الشيخ عيسى قاسم
فی خطبة صلاة الجمعة بمسجد الإمام الصادق(ع) بالدراز أشار آیة الله عیسى قاسم إلى أسلوب أعداء الدین فی سعیهم للفصل بین الدین والعلماء، یقول:" للدین روادٌ وعشاقٌ وأنصارٌ متفانون، وله أعداء معاندون لا یکفون عن محاربته ومحاولة القضاء علیه، وقد لا یوجه بعضهم سهامه للدین مباشرة ولا یرمیه بشبهاته، ویحاول أن یُظهر زوراً احترامه له، ولکن یعرف تماماً أن لا بقاء للدین من دون فقهاء ولا حمى له من غیر علماء، ولذلک ..یخوض معارکه الشرسة مع فقهاء الإسلام وعلماءه، ویُثیر حول المخلصین وأهل الصدق والأمانة والکفاءة والغیرة على الدین منهم ما یُمکن له من التشکیکات والشبهات، ویتعدى بعضهم ذلک إلى إلغاء دور العالم ومحاولة الإقناع بعدم الحاجة إلیه نهائیاً، مُثیراً أن الارتباط بالعلماء سذاجةٌ وبلاهة وقبولٌ بالتبعیة وتنازلٌ عن الإرادة وتعطیلٌ للعقل وغلقٌ لباب التفکیر وهو ارتباطٌ یُضفی شیءٌ من القداسة الکاذبة على جماعةٍ لا تستحق القداسة، ویخلق قیاداتٍ وهمیةً تُسببُ إرباکاً للمجتمعات وتعکیراً لأجوائها الصافیة، وتوقع فی المنزلقات، وتعطل تقدم الحیاة، وتعادی حالة الإنفتاح والمرونة وانطلاقة النفس إلى ما تشتیه ویریحها".
وفی إشارة إلى بعض أسالیبهم یشیر سماحته"یقولون لک ماذا عند العلماء مما لیس عند غیرهم؟ عندهم کلامٌ قد تجاوزه الزمان عن حلالٍ وحرام، وجائزٍ وغیر جائز، ولو کان شیءٌ من هذا أو ذاک یستحق اهتماماً فإن کتب الدین تغنیک عن الرجوع إلى أی عالم، وإنک تملک عقلاً کما یملکون، وعقلک یمتاز بأنه لیس عقل خرافة کعقولهم، ولا محکوماً لهاجس الماضی کما هی عقولهم، ولا مأسوراً لحالة التقدیس کما یشتهون هم".
ویضیف فاضحا أسالیبهم الملتویة:" یقولون لک بأن علماء الدین لهم شیءٌ من دراسة، وشیءٌ من فهم، وشیءٌ من معرفةٍ فی حدودٍ معینة، ولکنهم لا یعترفون بحدود ولا یحترمون قضیة العلم ولا یتوقفون عن الإجابة عن أی سؤال، ویتدخلون فی الإقتصاد والسیاسة والإجتماع والنفس، وأرائهم وفتاواهم تعمُ کل الحیاة".
لینتهی بهم القول بناءا على کلّ هذا أن الشعوب الإسلامیة بحاجةٍ للاستیقاظ والتخلی عن علماء الدین، وعن الشعور بالحاجة إلى دورهم لنفهم الإسلام جیدا، ونحافظ على أصالته، ونکتشف کنوزه، ویکون دیناً طیعاً یتبع حرکتنا التطوریة أین ذهبت، ولأی شیءٍ صارت، وأی فلسفةٍ اعتمدت، وأی فکرٍ استوردت، وبأی قطبٍ أرضیٍ ارتبطت"ثم یعلّق سماحته بأن "هذه أفکارٌ تملئ صحفاً وکتبا، وقد تجدها فی إذاعات وقنوات بثٍ مختلفة".
وهی "ثقافةٌ یروج لها بقوةٍ واهتمامٍ فی کل الساحة الإسلامیة من داخلها وخارجها، مستهدفةً فصل الأمة عن فقهائها وعلمائها توصلاً لفصلها عن الدین الذی تعادیه وتحذر منه الطاغوتیة السیاسیة والمالیة العالمیتان".
ثم عمد الشیخ قاسم إلى الوقوف عند هذه الأفکار وقفة محاسبةٍ لینکشف وزنها من العلمیة والحقانیة والصدق. لا عن وزنٍ ذی قیمةٍ لهذه الأفکار التی لا یستغفل مکرها السیء الجماهیر الواعیة على حد قوله، وإنما من أجل أن تُحبط هذه الأفکار المغرضة الهدامة علمیاً بصورةٍ مبکرة حتى لا تجد لها موطئ قدمٍ بعد زمنٍ فی ظروفٍ معینة، ولو بین بعض المسلمین الذین یفوتهم الإلتفات لهذا المکر ولا یدققون فی الأمور.
واعتبر سماحته أنّ "هذه الأفکار أسلوبٌ خداع، بلا أی مضمونٍ علمیٍ یستحق شیءً من الاحترام، والدوافع الخبیثة الحضاریة والسیاسیة وغیر الأخلاقیة لطرح هذه الأفکار أصبحت معلومةً مکشوفةً لکل مُلتفت، والمستهدف الأول فیها إنما هو الدین لوقوفه فی وجه الرغبات والنزوات الشیطانیة وروح التسلط والظلم والإستئثار والإستکبار، ومقاومته للباطل".
وشدّد قاسم على أنّ القول بالإستغناء عن الفقهاء والعلماء وأن الکل قادرٌ على الإجتهاد فی الدین، لا یمکن ان یتفوه به طالبٌ من طلاب علم الدین، الذین عرفوا ثقل الدراسة الدینیة، وما تتطلبه عملیة الاجتهاد من علومٍ متعددة اجتهادیة، ومستوىً ذهنی عالٍ جداً، وصبرٍ طویل، ومثابرةٍ شدیدة.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.