آیة الله فضل الله:
رسا/منبر الجمعة- فی خطبة الجمعة؛ السید فضل الله ینتقد الموقف العربی فی مقاربة قضایا الأمة، ویدعو الشعب الفلسطینی إلى إطلاق انتفاضة جدیدة تخرج القضیّة الفلسطینیّة من أیدی المتآمرین والمتخاذلین.

استهل سماحة آیة الله محمد حسین فضل الله خطبته الثانیة من مسجد الامامین الحسنین ببیروت بواقعة الأسبوع الماضی، حیث نقل الإعلام مشهد مصافحةٍ بین مسؤولٍ عربیّ وآخر صهیونیّ، "فی دلالةٍ على عمق السّذاجة العربیّة، حتّى لا نقول التّآمر أو التّخاذل العربی، فی مقاربة قضایا الأمّة؛ إذ فی الوقت الذی یزید العدوّ من مستوى تهدیداته للواقع العربیّ والإسلامیّ، ویکثّف من توسیع الاستیطان، ویتشدّد فی مواقفه تجاه کلّ التزاماته السّابقة، یظهر علینا بین الآونة والأخرى المسؤولون العرب، وحتى الدینیّون منهم، لیصافحوا الأیدی الملطّخة بدماء أهلنا وشعبنا فی فلسطین ولبنان وأکثر من موقع من مواقع الأمّة".
ولیخلص سماحته إلى أنّ " الواقع العربیّ الرسمیّ فقد ـ مع الأسف ـ کلّ حیاء، ولا یزال العرب یبرزون إلى العالم ـ الذی لا یحترم إلا الأقویاء ـ بمظهر الضّعف والانهزام؛ ما یجعلهم غیر قادرین على تحقیق أیّ مکسبٍ لشعوبهم التی لو رجعوا إلیها، لعرفوا أنّها لا ترضى بأیّ تهاونٍ فی حقوقها، فکیف بمن یفرض علیها ـ باسمها ـ الذلّ والهوان أمام العدوّ؟".
على الصعید الفلسطینی رأى فضل الله "وربّما لم یعد أمام الشّعب الفلسطینی، إلا إطلاق حرکة انتفاضة جدیدة تعمل على إخراج القضیّة الفلسطینیّة من أیدی المتآمرین والمتخاذلین الّذین عملوا على بیع القضیّة وتحرّکوا للتحرّر منها والخلاص من کلّ تبعاتها والتزاماتها". وفی هذا السیاق خاطب سماحته الشعب الفلسطینی:"
وإنّنا نقول للشّعب الفلسطینیّ؛ إنّ هؤلاء الذین یخوّفونکم من تبعات أیّ انتفاضة جدیدة، هم المسؤولون عن إجهاض حرکتکم فی السّابق، من خلال الارتهان لأمریکا تارةً، والخضوع للشروط الإسرائیلیة أخرى، وحرکة هؤلاء هی التی جعلت الاستیطان الصهیونی یتوسّع ویمتد على حساب مقولة الدولة المستقلة، التی لا یمکن أن تبصر النور من خلال سیاسة الاستجداء والانهزام التی یمارسها الرسمیّون العرب".
وفی الشأن اللبنانی، فتشخیص سماحة السید هو أنّ "لبنان یقطع المرحلة الصّعبة التی تضجّ بالمشاکل والأزمات على مستوى المنطقة کلّها، بالمزید من الرّکود على مستوى الدّولة التی تهرب من معالجة أبسط الأمور، تارةً تحت عنوان الاختلاف على تقاسم الجبنة، وأخرى من خلال التباعد بین الخطوط السیاسیّة التی تعکس مزیداً من الاختلاف داخل الحکومة، لیتواصل المأزق داخل الدوّامة فی بلدٍ یُنتج المزید من العصبیّة مع کلّ انتخابات، والمزید من الفشل فی حرکة الحکومات"، ویضیف:" والمشکلة الکبرى تکمن فی واقع الفقراء والمستضعفین الّذین أکل المتوحّشون السیاسیّون حقوقهم، وراهنوا دائماً على الحصول على أصواتهم عند کلّ موسم انتخابی، ویبدو أنّ الشّعب مستعدّ دائماً لخدمة أصحاب النّفوذ والمواقع العصبیّة بعیداً عن مصلحة الوطن الذی یخدم کلّ أبنائه".
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.