وصف زعیم التنظیم، سیف الله بن حسین، المعروف بإسم (أبو عیاض)، فی رسالة إلى أنصاره، نُشرت لیلة الأحد – الإثنین فی الموقع الرسمی للتنظیم على شبکة التواصل الإجتماعی، حکام البلاد، بـ”الطواغیت المتسربلین بسربال الإسلام والإسلام منهم براء”، وذلک فی إشارة واضحة إلى حرکة النهضة الإسلامیة التی تقود حالیا الإئتلاف الحاکم.
وقال “أبو عیاض” فی رسالته “.. إلى أولئک الطواغیت المتسربلین بسربال الإسلام والإسلام منهم براء .. اعلموا أنکم الیوم صرتم ترتکبون من الحماقات ما ینذر بأنکم تستعجلون المعرکة”.
وأضاف: “إنی أقول لکم إنکم، والله لا تحاربون شبابا وإنما تحاربون دینا منصورا بنصر الله ولا یمکن لأیّة قوة فی الأرض مهما بلغت أن تلحق به الهزیمة..”.
وتابع “فانظروا إلى عواقب الأمور وإیاکم من التمادی فی حماقاتکم فإن أمریکا والغرب والجزائر وترکیا وقطر التی تنتصرون بها لن تجدیکم مناصرتهم شیئا اذا ما قعقعت السیوف واریشت السهام وضرب النصال بالنصال.. فالعقل العقل والتدبر التدبر قبل أن ینفرط العقد وإنی لا أراه إلا منفرطا”.
ورأى مراقبون أن هذه الرسالة التی دعا فیها (أبو عیاض) أنصاره إلى “عدم التراجع والتفریط بالمکتسبات التی تحققت لأن مجرد تفکیر فی التراجع إنما هو عنوان للهزیمة”، عبارة عن إنذار بقرب المواجهة المفتوحة بین السلطات التونسیة والتیارات السلفیة المتشددة.
وبدأت مؤشرات هذه المواجهة مع رفض وزارة الداخلیة التونسیة الترخیص لتنظیم “أنصار الشریعة” بعقد مؤتمره السنوی الثالث بمدینة القیروان (250 کیلومترا جنوب تونس العاصمة) فی 19 الشهر الجاری.
وساهم هذا القرار فی بروز حالة من الإحتقان الشدید داخل أنصار هذا التنظیم الذین لم یترددوا فی إطلاق حملة تحت عنوان “إن کنتم حمقى فامنعونا”، حیث شهدت البلاد خلال الیومین الماضیین عدة مواجهات بین السلفیین المُتشددین، وقوات الأمن التی لجأت إلى إستخدام الرصاص المطاطی والقنابل المسیلة للدموع لتفریقهم.
وترافقت هذه التطورات مع بروز دعوات إلى “الجهاد ضد قوات الأمن والجیش”، حیث لم یتردد أحد شیوخ هذا التنظیم فی القول متوجهاً الى من وصفهم بـ”جنود الطواغیت”، “لن تخیفنا طقطقة بغالکم ولاعدة جیوشکم وشرطتکم، ونقول لکم موتوا بغیضکم وسیرفرف علم تنظیم القاعدة فوق وزارة الداخلیة”.
ویُشار إلى أن تنظیم (انصار الشریعة) فی تونس لا یُخفی إرتباطه بتنظیم “القاعدة”، حیث سبق لزعیمه أبو عیاض أن إعترف فی وقت سابق بأنه “یحمل فکر تنظیم القاعدة ومنهجه”.
وکان أول ظهور علنی ومیدانی لهذا التنظیم فی شهر مایو/ أیار 2011 من خلال ملتقى تحت شعار “اسمعوا منا و لا تسمعوا عنا”، وبعد ذلک فرض هذا التنظیم نفسه على المشهد السیاسی التونسی، حیث شارک بعدة تحرکات تخللتها أعمال عنف کان أبرزها الهجوم على مقر السفارة الأمریکیة فی منتصف شهر سبتمبر/ أیلول من العام الماضی.