أکد سماحة السید حسن نصرالله فی کلمة له فی ذکرى "یوم الجریح المقاوم" أن مشارکة الحزب المتأخرة جدا فی القتال فی سوریا لم تکن نتیجة منطلقات أخلاقیة فقط وإنما الموضوع ینطلق من رؤیة ونظرة متکاملة وقال: "أننا أخذنا قراراً متأخرا بأن ندخل میدانیاً فی مواجهة المشروع القائم على الأرض السوریة وهذا لم یکن ولید لحظة ونحن منذ البدایة بدأ یتشکل لدینا رؤیة ووضوح عن المشروع القائم وتداعیاته على لبنان والمنطقة وفلسطین وسوریا وعلى المسلمین والمسیحیین والسنة والشیعة وکل الناس وفی الاول على السنة"، موضحا أنه " من خلال المتابعة رأینا من یدخل فی هذه المعرکة، وقصة "شعب ونظام" انتهت منذ زمن وهناک انقسام شعبی مع النظام وضد النظام، وهناک جزء من الشعب السوری مع النظام ونحن مع هذا الجزء، والجزء الاخر نحن معه بالاصلاح ولیس بتدمیر سوریا"، لافتا إلى أن "هناک حدیث عن وجود 100 الف مقاتل جاءوا الى سوریا وهل یمکن احد ان یقنعنا ان بعض الدول الاسلامیة والعربیة التی لیس لدیها اصلا انتخابات هی مع الحقوق والاصلاحات؟"، معتبرا أن "الکلام عن بدء تسلیح المعارضة کذب فالتسلیح یسیر منذ زمن، وهناک من لا یأبه لسقوط الناس والارواح وفقط یرید اسقاط النظام فی سوریا، وکأن البدیل هو نظام"، مشددا على أن "البدیل فی سوریا هو الفوضى".
وأکد "أننا آخر المتدخلین فی سوریا، وسبقنا "تیار المستقبل" وتیارات وتنظیمات لبنانیة لا یرید أن یسمیها"، سائلا: "لو تدخلنا فی سوریا مع المعارضة، هل سیکون تدخلنا مبارکاً وذکیا وکریما وأصبحنا "حزب الله الحقیقی؟"، مشیرا إلى أن "القصة لیست قصة تدخل فی سوریا"، لافتا إلى أن "الجیش العربی السوری یقاتل على مختلف الاراضی السوریة ونحن نقوم بجزء من المسؤولیة فی مواجهة هذا المشروع الکونی الذی یرید اسقاط المنطقة ولیس فقط سوریا، وهو المشروع الامیرکی الاسرائیلی التکفیری".
وأوضح أن "هذه لیست مشارکة رد الجمیل بل أیضا مشارکتنا کانت مجدیة، ونحن لم نختبئ، وأعلنا عنها بکل صراحة"،مؤکدا "هذا موقفنا وسرنا فیه ولا زلنا فیه..".
وأکد نصرالله أنه "سواء قتل منا مظلومون او سقطت صواریخ على الضاحیة او ظلم اشخاص فی دول عربیة، فما نقوم به أکبر من ای تضحیات یمکن ان تقدم"، قائلا: "من یظن ان الاعتداء یجعلنا نغیر موقفنا فهو واهم، وهذا یزیدنا قناعة کما الشتائم"، معتبرا أن "أسوأ ما حصل فی الاسابیع الماضیة هو استعمال الخطاب المذهبی"، مؤکدا أن "الشتم هو سلاح العاجز والضعیف"، مشددا على أن "الخلاف فی سوریا لیس بین مذهبین ولیس بین السنة والشیعة واخذه الى المذهبیة ینم عن ضعف، وعلینا ان نبذل کل جهد لمنع تحویل الصراع الى صراع مذهبی.
وشدد على "اننا لن نغیر موقفنا بالتضلیل والقتل والترهیب وما بعد القصیر بالنسبة لنا کما ما قبل القصیر، فهل تغیرت المعطیات؟ وهل تغیر المشروع؟ بالعکس، هناک عند المشروع الاخر اصرار على المواجهة أکثر وسنکون حیث یجب ان نکون وما بدأنا بتحمل مسؤولیاته سنواصل به للنهایة، وهناک من یتواصل معنا ویقدم مبادرات تحتاج نقاشا مع قیادة "حزب الله" ولدینا هامش المناقشة حول کل شیء عن سوریا، ولکن موقفنا الیوم والان هو نفس الموقف".