اعتبر العلامة النابلسی أن ما یتعرض له الجیش اللبنانی منذ بدایة الأحداث المؤسفة فی صیدا من قبل قوى وأحزاب لبنانیة لا یمکن تفسیره إلا أنه امتداد لکل الحملات والخطابات التی تستهدف وحدة المؤسسة الأمنیة الضامنة للسلم الأهلی والسیادة وأمن الوطن. إنّ هذا الاستهداف المنظم هو إضعاف للجیش وتشکیک بقدراته. فما المطلوب، أن یُعتدى علیه ویسکت، أن یُقتل ضباطه وعناصره غیلة ویسکت. أن تبقى دعوات التحریض علیه ویسکت.
وأضاف: لذلک یجب أن یدرک الجمیع الذین أبدوا تبرماً وضیقاً من العملیة الجراحیة التی قام بها الجیش فی عبرا، أنه لا یمکن أن تکونوا مع الجیش وضده فی آن واحد. ولا یمکن أن تدعوا إلى الدولة وتحرضوا على الجیش فی الوقت نفسه. ولا یمکن أن تنادوا بالسلم الأهلی وتغطوا من یعبث بالسلم الأهلی.
وأکد الشسخ النابلسی أن الجیش کان واضحاً فی بیانه عقب الاستهداف المباشر لعناصره وقال للجمیع إما أن تکونوا مع المؤسسة الأمنیة الوطنیة الضامنة لوحدة البلد وإما أن تکونوا مع الفتنة.
لذلک نقول: کفوا عن توجیه الاتهامات للجیش ، کفوا عن اللعب على الوتر المذهبی والطائفی ، ابتعدوا عن الأکاذیب التی تصور ما جرى فی عبرا بأنه سیناریو تآمری على جماعة معیّنة وطائفة کریمة.
لقد تآمر البعض على الوطن وسکتم . وتآمر البعض على الجیش وهدد بتقسیمه وسکتم . إنّ الجیش لا یمکن أن یقبل بهذه الفتن أن تستمر وهذا التحریض ضده أن یستمر. لقد دفع الجیش ثمناً غالیاً من أجل صیانة لبنان والحفاظ على سلمه الأهلی والدفاع عن تراب الوطن فی وجه العدوان الإسرائیلی ویأتی الیوم من یرید أن یحرق صورته ویشوه عمله ویبخّس من تضحیاته.
ورأى سماحته إنّ صیدا الیوم تحتاج إلى وعی مضاعف من أهلها وإلى عمل یتناسب مع تاریخها وأصالتها وانفتاحها وتعایشها الطویل مع أبناء الجوار.
تحتاج إلى انتقال سریع من دائرة التوتر إلى دائرة الاطمئنان بحضور الجیش ومؤسسات الدولة لیبقى هذا التلاحم فی أتم صوره. لا یجب أن یغرق البعض فی الماضی بل علیه أن یتطلع إلى المستقبل من دون عقد.
إنّ المجتمع الصیداوی یجب أن یبقى على أصالته وتعایشه وحضوره الفاعل ویجب أن تبقى هذه المدینة مدینة الجیش والمقاومة.