آیة الله جعفر السبحانی:
رسا- قال آیة الله جعفر السبحانی: الإشکال على الوهابیة نابع من الخلط بین التوحید فی الربوبیة والتوحید فی الخالقیة، فی حین أن المشرکین أنفسهم یعتقدون بأن النجوم والأصنام مثلاً رباً لا خالقاً.
أفاد مراسل وکالة رسا للأنباء أن المرجع الدینی آیة الله جعفر السبحانی أکد ضمن سلسلة محاضراته الرمضانیة على أن للتوحید مراتب، بعضها متفق علیها بین المسلمین والمشرکین، وقال: یتفق المسلمون والمشرکون حول خالق العالم، إذ قال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ)، وإنما التباین فی التوحید الربوبی.
ولفت الى أن تفسیر الربوبیة بالخالقیة من مواضع الخلط والاشتباه، مضیفاً: تذهب الوهابیة الى أن التوحید الربوبی یعنی التوحید فی الخالقیة، والحال أنهما متباینان، فالربوبیة بمعنى الرب وهو المدبر.
وشدد على أن الجمیع یستوی فی التوحید فی الخالقیة، مبیناً: الإشکال على الوهابیة نابع من الخلط بین التوحید فی الربوبیة والتوحید فی الخالقیة، فی حین أن المشرکین أنفسهم یعتقدون بأن النجوم والأصنام مثلاً رباً لا خالقاً.
ومضى فی القول: تقول الوهابیة من یقف أمام قبر النبی (ص) ویطلب منه الشفاعة یفعل کما یفعل المشرک الذی یعبد الأوثان لتقربه من الله زلفى، فتقذف بذلک المسلمین بالشرک والإلحاد.
وبیّن أن المشرکین یعبدون الأصنام ویعتقدون بربوبیتها، بینما نؤمن نحن بأن الخلق بید الله، متابعاً: لا ینبغی الاکتفاء بالظواهر، بل لا بد من النظر الى البواطن، فنحن نرى النبی الأکرم (ص) عبداً صالحاً مستجاب الدعوة، والمشرکون یعتبرون الأوثان أرباباً، فمالکم کیف تحکمون؟
وخاطب الزمرة الوهابیة قائلاً: إنه لمن الظلم والإجحاف أن تتعاملوا مع أکثر من ملیار مسلم کما تتعاملون مع المشرکین، وهذا یدلل على أنکم لم تدرسوا ولم تتعلموا، بل أنتم حفنة من الجهلة الذین قلدوا محمد بن عبد الوهاب فی کل شیء دون تدقیق الأمور فی مراکز علمیة وبحث علمی.
وأشار الى أن الوهابیة یطبعون سنویاً آلاف بل ملایین النسخ من الکتب التی یطبقون فیها الآیات الواردة بحق المشرکین على المسلمین، مردفاً: أهم مواطن خلاف المشرکین مع النبی (ص) التوحید والمعاد، فعندما یُسألون عن عبادة الأصنام المصنوعة من الحجر یقولون: إنما نعبدها لتقربنا الى الله، لکن الله فی القرآن یؤکد على أنهم یؤمنون بربوبیتها.
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.