وخاطب شیخ الأزهر فی کلمة له أذاعها التلفزیون المصری مساء السبت رجال الأمن والقوات المسلحة المصریة داعیا إیاهم إلى حفظ الأمن والوطن فی الداخل والخارج مؤکدا أن هذه “أمانتکم التی ستسألون عنها أمام الله تعالی وأنتم على قدرها بإذن الله وبدونکم لن یتحقق للبلاد أمن ولا استقرار”.
وتابع “یناشدکم الأزهر الذی یقف خلفکم أن تتوخوا الحذر والدقة وأنتم تنشرون الأمن والأمان فی ربوع البلاد وتفرقون فی حذر شدید بین من یتظاهر سلمیا ومن یتظاهر بالعنف والتخریب والقتل والدمار”.
وأکد “فالحفاظ على أرواح المسالمین مسؤولیتکم الکبرى وإنا لنناشدکم التحلى بالصبر الجمیل الذی عهدناه فیکم تجاه انفعالات بعض المتظاهرین ما داموا لم یعتدوا على مقدرات الوطن وأمن المواطنین، فإن خرجوا على کل ذلک فأنتم بهم خیر کفیل فی إطار القانون”.
وقال الطیب لمختلف التیارات والقوى السیاسیة والحزبیة “إن الاختلاف سنه الله فی الکون وفی الخلیقة لکنه لا یقدح فی وطنیة أحد ولا یصمه بالعداء والتخوین وإنی أناشدکم أن تفتحوا أبواب التصالح وأن ترتادوا آفاق التعان من أجل وحدة البناء واستقرار مصر المستقبل”.
وخاطب شیخ الأزهر الإخوان والمتحالفین معهم قائلا :“إن مشاهد العنف لن تکسب استحقاقا لأحد والشرعیة لا تکتسب بدماء تسیل ولا بفوضى تنتشر فی البلاد والعباد”.
وأکد “نحن على ثقة کبیرة فی أنه لا تزال هناک فرصة ولایزال هناک أمل ومتسع للکثیرین منکم ممن لم یثبت تحریضه على العنف والتخریب أن یجنح إلى السلم وأن یتداعى للجلوس على مائدة الحل السلمی” من أجل “حمایة هذا البلد من الانزلاق إلى نماذج من الفتنة العمیاء التی أحدقت ببلاد نعرفها جمیعا وأتت على الأخضر والیابس″.
وشدد الطیب “إن علینا أن نتفق جمیعا على أن مستقبل مصر لن یستقل برسمه وصیاغته فصیل دون فصیل وأن من حق الجمیع أن یشارک فی صنع هذا المستقبل، وعلینا أیضا أن نقر جمیعا أن هیبة الدولة وسیادة القانون هما صماما الحفاظ على أمن المواطن وأرواح المواطنین فی کل أقطار الدنیا وأنه مع العبث بأی من هذین الخطین الأحمرین فلا أمل فی أمن ولا فی استقرار”.
ووجه شیخ الأزهر رسالة إلى الأقباط فی مصر مؤکدا حرمة کنائسهم ودور عباداتهم وأن “تخریبها أو مسها بسوء لیس من الإسلام فی قلیل ولا کثیر والإسلام یبرأ من کل هذه التجاوزات”.
کما تحدث شیخ الأزهر إلى أصدقاء مصر فی العالم الخارجی مؤکدا قدرة مصر على تجاوز هذه المرحلة وإعادة ترتیب شؤونها الداخلیة مطالبا بعدم التدخل فی الشأن المصری./2001