تحدَّث آیة الله سید أحمد علم الهدى فی جمع من المعزین بمناسبة شهادة الإمام موسى بن جعفر(ع)، الذین أقاموا العزاء فی رواق الإمام الخمینی(ره)، وقال: إنَّ الله تعالى فی الآیة 12 من سورة القصص المتعلقة بولادة النبی موسى(ع)، یقول: (وَحَرَّمْنَا عَلَیْهِ الْمَرَاضِعَ)؛ أی أنَّه لم یرضع من ثدی أی مرضعة، حیث جاءت أخته التی کانت تقص أثره إلى الفراعنة وقالت لهم: (هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَى مَن یَکْفُلُهُ)، وعلى أساس ذلک أرجع الله موسى إلى إمَّه؛ وأردف بالقول: إنَّ الله تعالى قد حرَّم على موسى المراضع، فأصبح فی المستقبل نبی الله وکلیمه، وصاحب روح طیبة وطاهرة؛ ولذلک کان من اللازم أن یتغذى من اللبن الطیب والطاهر؛ لتکون کافة أعضائه طاهرة؛ مبیناً: إنَّ الإنسان الذی یرید أن یتحرَّک نحو الله بفکره وروحه؛ لیحقق تعالیه وسموه، لابد أن یتغذى من الغذاء الفکری والروحی الطیب والطاهر، وأنَّ أولیاء الله هم مصدر الرزق الفکری للإنسان.
وأضاف علم الهدى قائلاً: إنَّ الأئمة الأطهار خلال ما یقرب من 240 سنة بعد وفاة النبی(ص)، ولغایة غیبة إمام العصر(عج)، تحمَّلوا مسؤولیة تغذیة البشر، وعلیهم أن یتحملوها إلى آخر الزمان، وأن تکون جمیع أبعاد حیاتهم على الصعید الفکری والعملی مصدراً لأفکار الناس وغذائهم الروحی، بحیث یعتبر بهم کافة الناس.
وطرح إمام جمعة مشهد السؤال التالی: لماذا تحمَّل الإمام السابع 14 عاماً ولم یحرر نفسه من سجن هارون وهو یعانی من أسوء الأحوال فیه مع أنَّه صاحب الولایة الإلهیة المطلقة؟ وأجاب قائلاً: إنَّ رسالة الإمام(ع) کانت فی هذه المرحلة ترتکز على بناء الشخصیة والتعلیم وتقدیم المنهج الذی یجعل الإنسان یتمکن من مواجهة الاستکبار على طول التاریخ.
وقال إمام جمعة مشهد: إنَّ بنی أمیة کانوا ینوون القضاء على حکم الأئمة الأطهار فقط، لکن بنی العباس کانوا ینوون أن یضفوا على حکومتهم المشروعیة فضلاً عن القضاء على الأئمة(ع).
وفی ختام کلامه قال آیة الله سید أحمد علم الهدى: إنَّ الإمام السابع تحمل 14 عاماً من السجن لیقول أنَّ على الجمیع مواجهة الظالم والوقوف فی وجهه، والیوم بعد أنَّ أخذ العدو یستهدف رغیف ومعیشة واقتصاد الناس، أصبح من اللازم على أبناء الشعب أن یتأسوا بمنهج الإمام الکاظم(ع) الذی أبدى من خلاله صموداً وصبراً وهو یتحمل 14 عاماً من السجن.