واوضح آیة الله الآصفی فی بیان إنّ حکام السعودیة وقطر وترکیا لا ینکرون أنّهم کانوا یمولون الارهاب فی العراق وسوریا ویدعمونه , ولا تزال مراکز التدریب قائمة على الحدود السعودیة - العراقیة وفی ترکیا وفی الاردن وامریکا وفرنسا وبریطانیا کانوا یعلمون بکل شیء, ویدعمونهم فی هذا المشروع الرهیب سرّاً وعلانیة ، ویعلمون أن مواطنین من انکلترا وفرنسا وامریکا یشارکون فی ارتکاب المجازر الرهیبة فی العراق وسوریا ولم یحرکوا ساکناً, ولم تهتز ضمائرهم للکوارث التی کانت تنزل على أیدیهم فی هذین البلدین . وتساءل الشیخ الاصفی : لماذا تهتز الیوم فجأة ضمائرهم للکوارث التی تجری فی العراق؟ ومن حقنا ان نتساءل ماذا تغیّر فی المشهد؟ فامریکا الداعمة للارهاب لم تتغیر, ولم یتغیر حلفاؤها فی الغرب, ولا عملاؤها فی المنطقة . قد یکون ذلک لأن النار التی أشعلوها فی المنطقة أخذت تحرق اصابعهم وتهدد عروشهم , لکن هذا لیس کل شیء بالتاکید . نحن نعتقد أنّ الاسباب الحقیقیة لهذا الاصطفاف الدولی من صناع الارهاب لمکافحة الارهاب تکمن فی مسائل أخرى , نذکرها بقدر ما یتعلق بالعراق على الأقل:
- اولاً اختلاق تبریر لتسلیح المنطقة الکردیة و تسلیح المنطقة الغربیة من العراق (الانبار) , من دون المرور بالحکومة المرکزیة الاتحادیة, وهو ما ترفضه القوانین والاعراف الدولیة, ومما لا ترتضیه هذه الدول لنفسها. فهل تسمح امریکا لدولة اخرى أن تسلح ولایة من ولایاتها دون قرار مرکزی من واشنطن؟ وهذا التسلیح یُحَضّرَ المنطقة لفتنة طائفیة وقومیة, ولتقسیم العراق, على اساس طائفی وقومی, عندما تقتضیه المصالح الامریکیة. ولا بد هنا من التنویه باننا نعتقد بأن المنطقة الکردیّة جزء لا یتجزأ من العراق, ونعتز بمواطنة الاکراد, ونعتقد أنهم إخوة لنا فی الدین, ونحن وإیاهم ننتمی الى وطن واحد وتراث واحد وثقافة واحدة … لکننا نشکّ بصورة جدیة فی نوایا امریکا وفرنسا والسعودیة وقطر فی هذا المشروع التسلیحی بحجة مکافحة "داعش". - ثانیاً : نعتقد أن امریکا و حلفاءها وعملاءها یطلبون فی هذا المشروع (السیاسی- العسکری) إدخال القوات الامریکیة الى العراق , وإعادة الاحتلال الامریکی مرة اخرى, بکل ما یستتبعه من الکوارث على العراق. وقد تدخل القوات السعودیة هذه المرّة لدعم الجیش الامریکی ومکافحة "داعش", کما صنعت فی البحرین.
- ثالثاً إنّ الحشد الشعبی الشبابی الواسع فی العراق , والذی تم استجابة لدعوة وفتوى سماحة آیة الله العظمى السید السیستانی(دام ظله) فی سیاقات إشراف الحکومة الاتحادیة وإدارتها بصورة منضبطة … إنّ هذا الحشد الشعبی قد أستقطب حشوداً واسعة من شباب العراق والجماعات الجهادیة تحت لواء واحد, وأصبح قوة ضاربة فی العراق, وهزم "داعش" فی مواقع عدیدة, وهذا امر یخیف امریکا والعربیة السعودیة وقطر بطبیعة الحال . و تحاول امریکا وحلفاؤها فی الغرب, وعملاؤها فی المنطقة حلّ هذا التجمع الشبابی الجهادی الذی بات یؤرقهم بالقوة العسکریة والتدخل الامریکی السافر فی العراق.
وأکد الشیخ الاصفی إن شعبنا فی العراق یتخوف من هذا المشروع الذی تتزعمه أمریکا ویتحفظ ویرتاب منه . و علینا ان نضع النقاط على الحروف, ونوضح لشعبنا وأهلنا فی العراق , حقیقة هذا المشروع السیاسی- العسکری الامریکی بصورة دقیقة. و أود, أن أنوهّ قبل ان أفارق تدوین هذا البیان بأمرین:
- الاول : أن الحشد الشعبی الجهادی فی العراق لا یخصَّ الشیعة, ولم یکن فی دعوة, سماحة السید السیستانی(دام ظله) ذکر وتخصیص لشباب الشیعة بهذا الامر, وإنّما هی دعوة اسلامیة شاملة لعامة المسلمین فی العراق بکل قومیاتهم, شیعة وسنة . و هذا الحشد الشعبی الجهادی یقوم الیوم بحمایة المناطق السنیة فی العراق اکثر من المناطق الشیعیة.
- ثانیاً : لیس معنى هذا البیان تخطئة حضور الوفد العراقی فی مؤتمر باریس من أجل إیضاح الصورة الحقیقة لمشهد الارهاب فی العراق ومنابعه, وصناعه, وبیان توجهات شعبنا وجمهورنا تجاه المجامیع الارهابیة وصناّعها وممولیها والسبل الصحیحة لمکافحتها.