فی إطار الحوار الذی أجراه معه مراسل وکالة رسا للأنباء قال محمد حسن قدیری ابیانه، دکتور العلوم الإستراتیجیة وسفیر إیران السابق فی استرالیا والمکسیک: إنَّ السبب فی معارضة أمریکا لدعوة إیران فی اجتماع باریس، هو مخاوفها من قیام المسئولین فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بفضح أهداف أمریکا وبریطانیة وإسرائیل من تشکیل داعش، ومن جملة هذه الأهداف السیطرة على آبار النفط، واحتلال بلدان الخلیج الغنیة بالنفط، والسیطرة على الموانئ الإستراتیجیة فی المنطقة.
وأشار قدیری ابیانه إلى مساعی أمریکا لتشکیل التحالف ضد داعش، وقال: إنَّ أمریکا لا تزال الیوم تدافع عن المجامیع الإرهابیة، ولا ترغب فی القضاء على داعش، بل ترغب فی أن تضع داعش فی الوجهة التی ترغب بها أمریکا، وقال: حتى لو واجهت أمریکا داعش ووجهت لها ضربات، فإنَّ هذا لیس من أجل الدفاع عن الأراضی العراقیة واستقلال وسیادة الشعب العراقی، بل سیکون الهدف من ذلک ضرب الشعب العراقی، مثلما أنَّ الدول الغربیة امتنعت عن تسلیح الحکومة العراقیة مقابل داعش، وأقدمت على تسلیح الکرد الذین یطالبون بالتقسیم، فالهدف من تسلیح الکرد لیس الدفاع عن داعش فقط، بل تشجیع الکرد على التقسیم فی المستقبل، وجعلهم قادرین على مواجهة الجیش والشعب العراقی.
وأشار قدیری ابیانه إلى أنَّ تقسیم العراق هو الهدف الذی کان الأمریکیون والبریطانیون والصهاینة یسعون منذ البدایة لتحقیقه، وقال: إنَّ وزیر الخارجیة الفرنسی عندما التقى المسئولین العراقیین أعلن بأنَّ الطلعات الجویة ستنطلق منذ الیوم فی سماء العراق، هذا فی الوقت الذی لم ینعقد حتى ذلک الیوم مؤتمر باریس؛ لذلک نجد أنَّ الغربیین یعملون على سحق حق الشعب والحکومة العراقیة فی السیادة.
وفی ختام حدیثه قال سفیر إیران السابق فی استرالیا والمکسیک: إنَّ إیران لیست بحاجة إلى المشارکة بمثل هذه المؤتمرات، بل إنَّ الدول بحاجة إلى قدرة إیران للإطاحة بداعش، ولاشک أنَّ الشعب العراقی بتوجیهات المرجعیة والحکومة والجیش قادر على الإطاحة بداعش ومواجهة التدخلات الخارجیة، وأنَّ محاولات الدول الغربیة لسحق حقوق الشعب العراقی والتآمر على استقلال العراق وسیادته ستجعل صفوف الشعب العراقی أکثر انسجاماً وتزید من الأضرار التی ستلحق بأعدائهم.