و أکد أن الحرکة تجری اتصالات واسعة مع کل الأطراف اللیبیة المتنازعة، ونسعى إلى التقریب بین وجهات نظرهم، وعبر عن دعمه لجهود الجزائر التی ستستضیف جلسات حوار بین الأفرقاء اللیبیین .
و علق الغنوشی على "التحالف الدولی"، الذی تقوده الولایات المتحدة الأمیرکیة، موضحاً أن "النهضة" ترفض "التدخلات العسکریة الأجنبیة مهما کانت الأسباب"، مضیفاً: "موقف الدولة التونسیة فی هذا الإطار کان واضحاً ومشرفاً بعد رفض المشارکة فی تدخل التحالف الدولی فی العراق وسوریا تحت غطاء محاربة ما یسمى «داعش» أو الإرهاب."
و رأى زعیم "النهضة" التونسیة أن إیران وترکیا تمثلان عمقاً للعالم العربی، داعیاً لأن یکون "دورهما المستقبلی فی إطار ترسیخ المبادئ المذکورة آنفاً بعیداً عن نزعة الهیمنة التی إن تنافس علیها الطرفان فستکون العواقب کارثیة على العالم العربی".
و فی معرض رده عن سؤال إمکانیة استضافة قیادات اخوانیة فی تونس، أعرب الغنوشی عن موقف الحرکة المرحب بذلک، إلا أنه ربط الأمر بموافقة الدولة وفقاً "لما تراه مناسباً فی إطار المجتمع الدولی"، خصوصاً بعد "تصنیف جماعة الإخوان المسلمین کمنظمة إرهابیة من طرف دول عدة، وخاصة خلیجیة".
و اعتبر زعیم "النهضة" أن مشارکة الحرکة فی الحکم کانت صعبة لکنها لم تکن سلبیة، مشیراً إلى أنها لم تنسحب من الحکم بل تنازلت لمصلحة تونس.
و تابع: "فتنازلنا نعتبره تضحیة لإنقاذ المسار الانتقالی، وقد نجحنا فی خدمة المسار الانتقالی وتحقیق الوفاق الوطنی، فتنازلنا رسالة قویة للأطراف السیاسیة الأخرى، بأننا نرید شراکة سیاسیة مستقرة، لا توافقات مغشوشة لتقاسم السلطة، أو مشروع اقتتال سیاسی یمزق وحدة التونسیین. لذا فنحن لسنا نادمین على مغادرة الحکم".
و عن مستقبل تونس رأى راشد الغنوشی أنه یسیر نحو دولة مسلمة دیموقراطیة، وأضاف: "نحرص على تحقیق انتقال دیموقراطی هادئ وسلس، وخاصة أن المجتمع التونسی معتدل یرفض الغلو والتطرف."